تُعد الرضاعة الطبيعية الطريقة الأمثل لتزويد الطفل بالعناصر الغذائية المهمة لنموّه وتطوره بشكل طبيعي، وقد تواجه بعض الأمهات اللواتي يُرضعن أطفالهن صعوبة في عملية الفطام وغالباً ما تصاب الأم بالقلق عند التفكير بعملية فطام الرضيع ومتى ستبدأ بها.

ما هو مفهوم الفطام

هو توقف الأم عن إرضاع طفلها رضاعة طبيعية وإعطائه الحليب بالزجاجة الصناعية مع إدخال الأطعمة الصّلبة في غذائه، ويتم ذلك في الفترة من ستّة أشهر إلى ثلاث سنين تقريباً وقد تختلف فترة الفطام من طفل لآخر، ولا بُدّ من معرفة أنّ عملية الفطام أمر طبيعي تحدث لكل الأطفال في العالم.

أسباب فطام الطفل

يختلف موعد الفطام وأسبابه من طفل لآخر وعلى الأم أن تحدد الوقت المناسب لها ولطفلها، ويُنصح بالرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر أو سنة أو سنتين إذا رغبت الأم بذلك.

1- قد تكون عند الطفل الرغبة بالفطام، ويكون ذلك تقريباً عند البدء بإدخال الأطعمة الصّلبة في عمر أربعة إلى ستة أشهر، قد يفقد الطفل اهتمامه تدريجياً بالرضاعة ممّا قد يجعل عملية الفطام أسهل على الأم.

2- في عمر السّنة قد يستخدم الطفل الكوب لشرب الحليب وهذا يُساعد على تخفيف من رغبته بالرضاعة من أمِّه.

3- من عمر سنة إلى ثلاث سنوات أيضاً بسبب ازدياد حركة الطِّفل ونشاطه قد تقل رغبته تدريجياً في الرضاعة.

4- الفطام برغبة الأم، وهذا قد تكون عند الأم رغبة في فطام طفلها وذلك لعدة أسباب، منها أنّ الأم عاملة وتغيب فترات طويلة عن طفلها، أو أنّ الأم صحتها لا تسمح لها باستمرار الرضاعة الطبيعية، أو أنّ الأم حامل بطفل آخر، ولكن إذا كان الطفل غير مستعد للفطام ولا زال متعلقاً بموضوع الرضاعة على الأم أن تؤجل الموضوع قليلاً.

5- الفطام برغبة مشتركة بين الطفل وأمِّه، وهذا يكون أسهل على الأم وطفلها وقد يكون في عمر مناسب للطفل حتى يستطيع تناول الأطعمة الصّلبة وشرب الحليب في كوب.

طرق فطام الطفل

على الأم أن تعرف أن الرضاعة الطبيعية مفيدة جداً لصحة طفلها فهي تساعد على بناء عظامه وتقوّي المناعة عند الطفل وتزيد وزنه بشكل طبيعي، فإذا استطاعت الأم أن تُرضع طفلها سنتين كاملتين فهو أفضل لها ولطفلها ولكن إذا أرادت أن تفطم طفلها فهناك عدة طرق تُساعدها على ذلك:

1- تفويت موعد الرضعة: التي تعوّد عليها الطفل وإعطائه كوباً من الحليب أو الزجاجة الصناعية.

2- تقليل مدة الرضاعة: إذا الأم معتادة على إرضاعه لمدة نصف ساعة مثلاً عليها ان تقللها إلى ربع ساعة وإعطائه وجبة خفيفة ليشبع، إذا كان عمر الرضيع أقل من ستة أشهر الأفضل إعطائه الزجاجة الاصطناعية، أما إذا كان أكبر يجب أن تعطيه وجبة خفيفة مناسبة لعمره، المهم أن لا يبقى جوعان حتى تتجنب الأم صراخه وبكائه.

3- تأجيل الرضاعة وتشتيت الانتباه: تستطيع الأم بعد أن تُعطي طفلها وجبة مشبعة أن تشتت انتباهه بأن تعطيه ألعاب يُحبها أو تضعه مع أخوته أو أصدقاء يلعب معهم حتى ينسى موعد الرضاعة.

4- عند موعد نومه تعطيه وجبة مشبعة من الطعام الصلب أو الزجاجة الصناعية، وبعد أن يشبع تُحاول أن تُنيّمه بسريره بطريقة بعيده عنها حتى لا يتذكر الرضاعة.

5- من الأفضل أن لا تُبعد الأم طفلها عنها بأن تضعه عند جدته مثلاً، هذا خاطئ لأنّه يكون بحاجة لحنان أمِّه في هذه المرحلة كثيراً.

6- على الأم التحلي بالصبر في هذه المرحلة وأن تتحمل بكاء طفلها إذا تذكّر موعد رضاعته.

كم تستغرق مدة فطام الطفل الرضيع

مدة فطام الرضيع تختلف من طفل إلى آخر وتعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك صحة الطفل وتقديم الدعم الذي يحتاجه من الأهل والبيئة المحيطة به. عموماً، يُنصح بالبدء في عملية فطام الرضيع ببطء وتدريجياً للمساعدة في تقليل الإجهاد على الطفل والأم على حد سواء.

عادةً ما يُقدر أن يبدأ عملية الفطام حوالي عمر 6 شهور، حينما يُمكن أن يبدأ الطفل في تناول الأغذية الصلبة بالإضافة إلى الحليب. ولكن يجب أن يكون هذا التقدير قائماً على استعداد الرضيع وقبوله للأطعمة الصلبة.

من الجيد أن يتم تدريجياً تعويض وجبات الرضاعة بأكملها بوجبات صلبة، بحيث يتم إضافة وجبة واحدة جديدة تحل محل وجبة الرضاعة كل مرة، مما يسمح للجهاز الهضمي للطفل بالتكيف ببطء. ويُفضل أيضاً البدء بإدخال الأغذية اللينة والمهروسة وزيادة الكميات تدريجياً حتى يصبح الطفل قادراً على تناول الطعام الصلب بشكل كامل.

تحتاج الأمهات أيضاً إلى أن تكون حساسة لاحتياجات الرضيع وعلامات رغبته في الرضاعة. بعض الأطفال يمكن أن يظلوا يرغبون في الرضاعة لفترة أطول بينما يمكن أن يكون آخرون أكثر استعدادًا للانتقال إلى الأطعمة الصلبة في وقت سابق. من الضروري أن تكون الأمهات صبورات ومستعدات لتلبية احتياجات الرضيع ودعمه في هذه المرحلة المهمة من نموه.