من الممكن أن نستطيع النجاة من مخاطر شديدة أو خوف حتى الموت، لعلّنا فقدنا أشخاص قريبين علينا واستطعتنا النجاة، خلال ذلك عشنا تجارب قاسية وأجسامنا ووعينا يتعاملون مع تجارب كهذه عن طريق أعراض الصدمة النفسية قد لا نستطيع تفسيرها.
معلومات خاصة بما يحدث بعد الصدمة:
من الوارد أنّنا نشعر بأنّنا تغيرنا ولا نستطيع فهم أنفسنا بعد المرور بموقف أليم، حيث شعرنا بالحزن أو فقدان الطاقة، كما عشنا بحالة قلق وتأهب وعدوانية، أيضاً لدينا مخاوف معينة أو شعور بالذنب أو أنّنا لا نستطيع أن نشعر مطلقاً، من الممكن أننا ننام بشكل سيء ولدينا كوابيس أو أن نشعر بنوع من الملاحقة من التجارب التي مررنا بها ونرى صور من تلك الأحداث.
من الطبيعي وجود هذه الأعراض كاستجابات على الحالات المعيشية غير الآمنة بالمطلق أو اعتداء مررنا به، هي تسلط الضوء على محاولة الوعي أن نساعد أنفسنا عن طريق برنامج الطوارئ. تؤثر الصدمة على الأفراد كتأثير التوتر الشديد، خلال عملية التطور البشري ظهرت آليات مخصصة للتعامل مع حالات الطوارئ، تسمّى هذه الآليات بآليات الاستجابة للضغط النفسي، آليات تتفعّل تلقائياً عند الحاجة، تفرز أدمغتنا هرمونات في أجسادنا ووعينا في حالة التأهُّب.
يقوم الجسد بردة فعل غريزية، يبدأ القلب بالنبض بشكل أسرع ويرتفع ضغط الدم وتتشنج العضلات، كما يتوسع بؤبؤ العين ويصبح الشخص شاحب، يكون الشخص حين ذلك جاهز لثلاث ردات فعل ممكنة، مثل القتال والتغلب على الشخص المقابل عند القدرة على ذلك، أيضاً الهرب ومحاولة الفرار من وجه الخطر والتصلّب والجمود عندما لا يكون من الممكن المواجهة أو الهرب.
إذا استمرّت الظروف الخارجية التي تؤدي للتوتر، تظهر ردة فعل مغايرة من قبل أجهزة الدفاع والحماية في الجسم، تفرز أفيونات الجسم الداخلية ويتم صد الحساسية اتجاه الألم وينخفض ضغط الدم ومعدل نبضات القلب وترتخي العضلات، يصل الجسد لحالة خدر تحجبه عن معايشة الحالة الصادمة بكامل الوعي، إلّا أنّه في هذه الحالة لا يتم حفظ الواقعة في هذا الوقت بشكل واضح، فلا يمكن ربط تسلسل الأحداث، المشاعر، الأفكار والأحاسيس الجسدية بالواقعة.
ملاحظات وفرص للمساعدة الشخصية:
- الحرص على الحركة المنتظمة الدورية، حيث تساعد الحركة على استهلاك هرمون التوتر المفرز المسؤول عن التشنجات الجسدية.
- عند الشعور بالخوف يجب التركيز على الجسم مع مراقبة أي جزء من الجسد.
- القيام بتحضير لائحة موارد خاصة بالأشخاص،حيث تصدر هذه المواد القوة، فهي ترتبط بمواهب الشخصية والقدرات والهوايات.
