نظريات علم النفس التنظيمي

اقرأ في هذا المقال


يمكن تطبيق علم النفس في مجالات مختلفة، فلا يمكن تطبيق دراسة سلوك الإنسان على الأفراد بطرق فردية فقط، بل يمكن أن تطبّق بطرق جماعية، بهذا المعنى فإنّ علم النفس التنظيمي يدرس بالتحديد السلوك المعتاد للعاملين في الشركات والأدوار التي يمكن أن يلعبوها والصراعات المعتادة في البيئة، مع ذلك فإن تحديد مفهوم علم النفس التنظيمي يعتبر معقد، لا يوجد شك في وقت التأكيد على أنه يشكل علم يطبق على البيئة التنظيمية؛ مع ذلك فإن وضع تعريف واضح لا لبس فيه أمر مربك إلى حد ما.

تعريفات علم النفس التنظيمي:

  • سبيكتور: في عام 2002 قام سبيكتور بتعريف علم النفس التنظيمي بأنّه أحد المجالات الصغيرة لعلم النفس التطبيقي الذي يدل على تطوّر والقيام بتطبيق المبادئ العلمية في مكان العمل.
  • آندي وكونتي: اعترض آندي وكونتي على المفهوم الذي عرّفه سبيكتور وقاموا بإعادة صياغة مصطلح علم النفس التنظيمي كتطبيق للنظرية والبحث في سيناريو المخاض، حيث قام هؤلاء المؤلفون بافتراض أنّ علم النفس التنظيمي تعدى الحدود المادية لمكان العمل فأثر على بعض العوامل الأخرى في السلوك التنظيمي.
  • سال وفارس: يدل علم النفس التنظيمي على وجود مفهومين أساسيين، الأول هو التركيز على سلوك البشر والأفكار والمشاعر الخاصة بهم، كذلك التكيف مع أقرانهم والأهداف والبيئة التي يعملون فيها بشكل محترف، أما الثاني فهو استخدام المعلومات السابقة بهدف تعظيم الرفاه الاقتصادي والنفسي للموظفين.
  • فرنهام: عرّف علم النفس التنظيمي بأنه دراسة طرق اختيار الأفراد وتجنيدهم واجتماعهم في المنظمات، يتضمن كذلك جوانب أخرى مثل نوع المكافآت التي يحصل عليها العمال ودرجة التحفيز التي يقدمونها، كذلك الطرق التي يتم بها تنظيم المنظمات بشكل رسمي وغير رسمي في مجموعات وأقسام وفرق.

نظريات علم النفس التنظيمي:

ساهمت هذه النظريات في ظهور علم النفس التنظيمي، فقد قامت بالسماح لتسوية قواعدها ووضع خطوط الدراسة بطرق ملموسة، تم إجراء علم النفس التنظيمي ودراسته من خلال ثلاث نظريات رئيسية، التي اقترحت ثلاثة محاور متعددة من الدراسة وهي؛ النظريات الكلاسيكية العقلانية والنظريات والعلاقات الإنسانية ونظريات التنظيم كنظام مفتوح.

النظريات الكلاسيكية العقلانية:

تطورت نظريات عقلانية كلاسيكية على يد تايلور، تميّزت بتحليل العمليات الإنتاجية من أجل زيادة الكفاءة والإنتاجية، كانت النظرية الأولى في علم النفس التنظيمي وكان أسلوب عملها الأساسي يعتمد على تطوير أساليب لتطبيع الإنتاج عن طريق تحليل المهام المعقدة في مجموعة من المهام البسيطة، حسب النظريات الكلاسيكية يعتبر الإنسان دور فعال في الكفاءة والإنتاجية، كما يحفزه الخوف من الجوع والحاجة إلى المال للبقاء على قيد الحياة.

نظريات العلاقات الإنسانية:

قام ليون ومايو بفرض نظريات العلاقات الإنسانية، فحسب منظور الدراسة إن ّالهدف الأساسي لعلم النفس التنظيمي هو الوصول إلى الانسجام داخل الشركة التي تربط الإنتاجية بمزاج العمال، كما تحاول نظريات العلاقات الإنسانية أن تفسّر التغيرات في السياق والشركات؛ بالتالي اكتشاف معنى بعض العمليات الاجتماعية والدراسة المتعمقة لتأثير بيئة العمل على الإنتاجية والحوادث في العمل، فإنّ هذه المجموعة الثانية من النظريات حول علم النفس التنظيمي، تزيد من المنظور والعناصر التي يجب مراعاتها في عمل المنظمة وتفترض أهمية المتغيرات الجديدة.

نظريات المنظمة كنظام مفتوح:

حسب النظريات المنظمة كنظام مفتوح والعامل المعقد والمستقل؛ فإنّ المنظمة تعتبر نظام يتفاعل بشكل مستمر مع البيئة، كما تفترض مفهوم التنظيم كنظام، هذا هو السبب في أنه يتكون من عناصر مختلفة تحافظ على الحد الأدنى من التعاون فيما بينها من أجل تحقيق أهداف مشتركة ومحددة، حسب هذه النظرية الثالثة لعلم النفس التنظيمي؛ فالإنسان رجل معقّد ومستقل يعمل في المنظمة، بهذه الطريقة يمكن أن تختلف متغيرات السياق التي يمكن أن تؤثر على الحالة الفردية للعامل في كل كوب.
قامت نظرية المنظمة كنظام مفتوح بافتراض أنّ كل منظمة يتم تشكيلها من قبل مجموعة من الأفراد المتفاعلين، يتفاعل العمال مع بعضهم البعض للوصول إلى أهداف مشتركة؛ بالتالي فإنّ الاعتماد المتبادل بين الأفراد في المنظمة يعني أن أي تعديل لعنصر واحد يمكن أن يغير بأي شكل من لأشكال الآخرين.

الأنظمة في علم النفس التنظيمي:

من أهم الأفكار الرئيسية التي تم تطوّرت في علم النفس التنظيمي هو أنّ المنظمات تعمل كمنظمة بهذه الطريقة، يمكن أن تتخذ التفاعلات التي تحدث داخل كل مؤسسة أشكال وطرق متعددة، بشكل عام يمكن تطوير المنظمات كنظم مفتوحة أو كنظم مغلقة.

المنظمات كنظم عقلانية مغلقة:

تمتاز المنظمات بأنها عقلانية مغلقة أي تكون بدون أشخاص، هذه هي فقط الجوانب التنظيمية لمجموعة يتم أخذها بعين في الاعتبار؛ لكن ليس الأفراد الذين يؤلفونها، حسب هذا المنظور سيكون عند المنظمات حلول عالمية؛ لأن حل المشكلة لن يعتمد على الخصائص الفردية لأعضائها، تقترح المنظمات كنظم منطقية مغلقة قياسات دقيقة للأوقات والأساليب والحركات، كما لديهم تصميم رسمي مع تقسيم العمل ووحدة القيادة وتسلسل هرمي راسخ.

المنظمات كنظم طبيعية مغلقة:

يتناقض هذا النوع من الأنظمة مع المنظمات السابقة، يمكن أن يعرّف بأنه مجموعات من الأشخاص بدون تنظيم؛ فالنماذج التنظيمية تعتبر جزء من تصور للإنسان في التنمية الدائمة، العامل هو كائن اجتماعي يقوم بالاستجابة للقوى الاجتماعية للمجموعات أكثر من الحوافز الاقتصادية، تركز الدراسات حسب هذا المنظور على مجموعة أكثر من فرد ويتم تحليل سلوك العمل بشكل مشترك، لا يرتبط أداء عمل المنظمات كنظم طبيعية مغلقة بالقدرات النفسية، لكن بدرجة الرضا التي تم الحصول عليها والتي ستتوقف على العلاج الاجتماعي الذي يتم تلقيه.

المنظمات كنظم عقلانية مفتوحة:

تعتبر المنظمات من الأنظمة العقلانية المفتوحة باسم (المنظمات كنظم اجتماعية) في هذه الحالة، تعتبر المنظمة من الأنظمة المفتوحه والمعقدة، حيث يقوم الأشخاص الذين يتخذون القرارات بتحليل بيئتهم، تم تطوير هذا المفهوم التنظيمي من النهج التكنولوجي، الذي يؤكد على دراسة خصائص المهمة وبيئة العمل والسلوك الفردي؛ تضع المنظمات كنظم عقلانية مفتوحة نقطة الانطلاق التي يتم من خلالها التخلي عن مصطلح علم النفس الصناعي وتطوير مفهوم علم النفس التنظيمي.

منظمات مثل النظم المفتوحة والوكلاء الاجتماعيين:

عرّف هذا النظام الأخير المنظمات بأنها مجموعة تحالفات لمجموعات المصالح التي تتعارض، تعتمد نماذج جديدة في إنتاج المعرفة العلمية وتشكك في افتراضات الواقعية والموضوعية والعقلانية، بهذا المعنى تم تفسير المنظمات على أنها جماعات ويؤخذ تعقيد المنظمة في الاعتبار، يعتبر التواصل هو أحد العناصر الأكثر صلة في مجالات دراسة علم النفس التنظيمي، ليست مفهومة المنظمة دون تطوير التواصل بين مختلف الأعضاء، هذا هو السبب في أن العناصر التواصلية هي الأكثر أهمية بالنسبة للعديد من علماء النفس التنظيمي.

المصدر: علم النفس العام، هاني يحيى نصريعلم النفس، محمد حسن غانمعلم النفس، د.قدري حنفي


شارك المقالة: