التسمم الأرغوني عند الخيول

اقرأ في هذا المقال


تسمم الأرغوني عند الخيول (ergotism in horses)، أو قلويدات أرغوت (Ergot alkaloids) هي مركبات كيميائية طبيعية يوجد في كثير من الأحيان بتركيزات كبيرة في الفطريات في عائلة كلافيسبس (Claviceps)، وتميل هذه الفطريات إلى غزو أنواع الحبوب التي تستهلكها الخيول، وعند تناولها بكميات كبيرة يمكن أن تسبب الارتعاش وفقدان التنسيق، وفي حالات نادرة، الهذيان والموت.

ما هي قلويدات أرغوت

يوجد لقلويدات أرغوت تأثير تراكمي، مما يعني أنه يمكن أن يكون لها تأثير أيضًا في عدة جرعات أصغر، وقد تظهر الأعراض الحادة بعد تراكم كميات كافية، إلى جانب أعراض إضافية مثل العرج والغرغرينا (gangrene) في الجسم أو الأطراف، ويمكن أن تكون تأثيرات قلويدات أرغوت أكثر حدة في فترة الحضانة، خاصةً في أواخر الحمل، ويمكن أن تسبب قلويدات أرغوت سمية حادة في الخيول عند استهلاكها بكميات كبيرة أو سمية مزمنة إذا استهلكت بكميات معتدلة على مدى عدة أيام، كما أنها ضارة بشكل خاص للأفراس الحوامل.

أعراض تسمم الأرغوني عند الخيول

يمكن أن تحدث أعراض تسمم الأرغوني عند الخيول فجأة في حالة السمية الحادة أو تدريجيًا على مدار أيام قليلة إذا كانت الكمية المستهلكة معتدلة ولكنها مستمرة، ويمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:

  • الموت (Death).
  • فقدان التنسيق (Loss of coordinatio).
  • الأداء الضعيف (Poor performance).
  • الضعف (Weakness).
  • من المرجح أن تعاني الفرس الحامل التي تستهلك مواد تحتوي على قلويدات أرغوت من الأعراض التقليدية، فضلاً عن كونها معرضة لخطر الأعراض والعلامات الإضافية مثل، الإجهاض، الحمل المطول (تسمم الحشيش)، انخفاض أو توقف إنتاج الحليب، العمل البطيء أو الصعب، مشيمة سميكة أو محتجزة، وتقلصات في الرحم.

أنواع التسمم الأرغوني عند الخيول

تتشابه الفطريات كثيرًا؛ لأنها في بعض الأحيان قد تكون لاجنسية وفي بعض الأحيان تكون لها دورة جنسية، وهناك أجناس من الفطريات، مثل (Neotyphodium و Claviceps)، وتنتج معظم الفطريات في هذين النوعين مجموعة مماثلة من قلويدات الأرغوت، والسموم الفطرية فيوزاريوم ترتبط عادةً بالمخاوف عند حصاد القمح أو الذرة، كماتوجد مستويات للسموم الفطرية بشكل شائع في أعشاب القش والمراعي.

النوع الأكثر شيوعًا للتسمم الأرغوني عند الخيول، هو قلويد أرغوت، وهو من الفطريات في عائلة (Claviceps)، وغالبًا ما يوجد في شكل فرفرية كلافيسبس (Claviceps)، وهو طفيلي للعديد من أنواع العشب والحبوب، وأبرزها عشب الجاودار (rye grass).

النوع الأخر، هو تسمم الحشيش أو تسمم فيسكو (Fescue)، ويمكن أن يصاب عشب فيسكو بفطر يسمى (acremonium أو neotyphodium coenephialum)، وعلى الرغم من أن فطريات أرغوت هي المصدر المعتاد للسمية من قلويدات الإرغولين، إلا أن بعض النباتات الأخرى، بما في ذلك فطر أكريمونيوم (coenephialum) وبعض أنواع نباتات  مجد الصباح (morning glory) تحتوي أيضًا على هذا القلويد، وعندما يؤكل بكميات كبيرة بما فيه الكفاية يمكن أن يسبب هذا تسمم الحشيش.

أسباب تسمم الأرغوني عند الخيول

تم استخدام التأثير الموجه للأعصاب الذي يحدثه مركب قلويد أرغوت على معظم الثدييات، والذي يسبب الرعاش وفقدان التنسيق والهذيان، في أحد مشتقاته، وقلويدات أرغوت لها أيضًا تأثير تضيق الأوعية على الجسم، مما يعني أن تدفق الدم من خلاله مقيد، أو في بعض الحالات ينقطع تمامًا، ويمكن أن يؤدي تضيق الأوعية الدموية الذي يستمر لعدة أيام إلى موت الأنسجة المتعطشة للدم وكذلك الإصابة بالغرغرينا، وهذا الانقباض في الأوعية الدموية مسؤول أيضًا عن الصعوبات التي تعاني منها الفرس الحامل.

كيفية تشخيص التسمم الأرغوني عند الخيول

سيبدأ الطبيب البيطري بالفحص البدني للحصان، مع إيلاء اهتمام وثيق للساقين والذيل والأذنين، ومن المرجح أن تتطور الغرغرينا في هذه المناطق من الجسم، وقد يلاحظ الفاحص أن الأطراف باردة عند اللمس وهناك خط واضح للتمييز بين الأنسجة السليمة وغير الصحية، كما ستساعد الاختبارات القياسية مثل الملف البيوكيميائي، تعداد الدم الكامل، وتحليل البول على الكشف عن أي عدوى أو اختلالات متزامنة، ولكن في هذا الوقت لا توجد اختبارات دقيقة لقلويدات أرغوت في الدم أو الأنسجة.

عادةً ما يتم التشخيص الأولي لسمية قلويدات أرغوت على أساس الأعراض السريرية، ويتم تأكيده من خلال تحليل علف الحيوانات وكذلك منطقة المراعي، وتكون الفطريات المسؤولة عن التسمم بالعفن غير مرئية بالعين المجردة وستحتاج إلى تحليل معمل، ومع ذلك، فإن فطر أرغوت (Claviceps purpurea) لونه أرجواني داكن وهو كبير بشكل عام بحيث يمكن رؤيته بسهولة في رؤوس البذور للنباتات المصابة.

كيفية علاج التسمم الأرغوني عند الخيول

العلاج الأساسي لتسمم الأرغوني عند الخيول هو إزالة القلويد من بيئة المريض، وستكون أي علاجات أخرى داعمة أو مصحوبة بأعراض حيث لا يوجد ترياق للسمية التي تسببها هذه القلويدات، وإذا بدا أن الحصان يعاني من ضائقة (distress)، فسيتم استخدام العلاج الوريدي لمنع الجفاف والاختلالات في مستويات كيمياء الدم. ستحتاج أي مناطق ظهرت بها مناطق من الغرغرينا إلى التقييم والعلاج.

قد يتطلب علاج الغرغرينا التخدير للحفاظ على هدوء الحصان بينما يقوم الطبيب بتنظيف أي أنسجة ميتة من الجرح وقد تكون هناك حاجة للمضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفطريات في حالة ظهور أي عدوى بكتيرية أو فطرية، وقد يوصى باستخدام الأدوية المضادة للذهان (antipsychotic)، وخافضة للضغط  (antihypertensive) بيرفينازين (perphenazine) وريزيربين (reserpine) حيث ثبت أنها تقلل من الأعراض السلبية، وقد تستفيد الفرس الحامل أيضًا من إعطاء دومبيريدون (domperidone)؛ لأنه يمنع تثبيط إطلاق البرولاكتين (prolactin)، مما يضمن حدوث إنتاج الحليب.

الشفاء التام من تسمم الأرغوني عند الخيول

هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل مخاطر سموم قلويدات أرغوت التي تسبب المشكلة للخيول، ويمكن أن تشمل ما يلي:

  • من الممكن مزج أنواع مختلفة من الأعلاف (Blend different types of feed).
  • السيطرة على نمو الحشائش المجاورة للحقول (Control grasses growing adjacent to fields).
  • لا يجب استخدام قش حبوب الجاودار (cereal rye straw) للفراش (bedding) في أواخر فترة الحمل (late-gestation mares).
  • يجب الاحتفاظ بسجلات تتعلق بوزن المهور (foals) والمشيمة (placentas) عند الولادة.
  • يجب جز المراعي (Mow grass pastures) لمنع تكون رؤوس البذور.
  • يجب منح الخيل من أكل الأعشاب على طول الطريق.
  • يجب التحقق بانتظام من الحقول والمراعي، لمنع وجود فطريات عائلة كلافيسبس (Claviceps).
  • يجب اختبار العلف بانتظام؛ لمعرفة لوجود (ergovaline).
  • يجب استخدم البذور المعتمدة الخالية من النباتات الداخلية المعتمدة (certified endophyte-free seed).

شارك المقالة: