أصل الأسد البربري

اقرأ في هذا المقال


ما هو الأسد البربري؟

الأسد البربري من الحيوانات البرية المفترسة الضخمة، أصله من شمال إفريقيا، في المنطقة الممتدة من غرب المغرب إلى شرق مصر، وكانت هذه الأنواع الفرعية من الأسد معروفة جيدًا في العصور القديمة، وتم استخدامها في المدرجات في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، ومعظمها تُقتل من أجل الرياضة.

وبسبب اصطياده انقرض في البرية في منتصف القرن العشرين، واليوم يوجد عدد قليل فقط من الأفراد التي تنحدر من هذه الأسود، وتعيش في الأسر، ومعظمها يتواجد في حدائق الحيوان، رغم أنها تعيش في المناطق الجبلية والصحاري.

أصل الأسد البربري وتاريخه:

أظهرت الدراسات الحديثة أن هذه الأسود قد تطورت في شرق إفريقيا، ثم انتقلت شمالًا، وتم تصنيفها مؤخرًا إلى نوعين فرعيين الأسد الشمالي، ويوجد في غرب إفريقيا وشمال إفريقيا وغرب آسيا والهند، والأسد الجنوبي الذي يسكن شرق وجنوب إفريقيا، ومعظم هذه الأسود من الأنواع الفرعية الجنوبية.

كما تطورت الأسود وتغير مداها وفقًا لآثار مناخ العصر الجليدي في الشمال، والتحولات الصحراوية، وغيرها من التأثيرات الجيولوجية المرتبطة بها، ومع بقاء الحيوانات في ملاجئ مختلفة، انتشرت مرة أخرى في مداها على مدار الوقت الجيولوجي عندما سمح المناخ والموائل.

وتخبرنا كتب التاريخ أنه في عام 1922م تم القضاء على آخر فرد من فصيلة الأسود البربرية، على يد صياد استعماري فرنسي في المغرب، لكن بتكرار قصة هذه الوفاة الموثقة جيدًا، ربما تكون كتب التاريخ قد تركت فصلًا أو فصلين من القصة، حيث كانت الأسود البربرية أو الأطلس، تجوب الصحراء والجبال في شمال إفريقيا، بدءًا من المغرب إلى مصر، وأبعد إلى الشمال من أقاربها في جنوب الصحراء الكبرى.

وكان يُعتقد سابقًا أنه أكبر نوع فرعي من الأسود، وأصبح يُعتبر الآن مجموعة فريدة من أسود شمال إفريقيا، بغض النظر عن حالة النوع، وكانت الأسود البربرية ذات يوم تحظى بالإعجاب بسبب حجمها ولونها الداكن، على الرغم من أن هاتين الصفتين أصبحتا أكثر أسطورية بمرور الوقت.

وتم الاحتفاظ بالعديد من هذه الأسود الكبيرة من قبل العائلات المالكة في المغرب، ودول شمال إفريقيا الأخرى، ولم يكن الأفارقة وحدهم من أعجب بها، واشتهرت الأسود في أوروبا بقتال المصارعين في الكولوسيوم الروماني، وتم عرضها في حدائق الحيوان والمتنزهات، بل وعاشت لفترة وجيزة في برج لندن.

لكن هذا الاستغلال تسبب في خسائر فادحة، حيث قتل الرومان آلاف الأسود في ألعابهم، وضغطت الإمبراطورية العربية التي أعقبت ذلك على الحيوانات المتبقية في مناطق أصغر، كما أدى تدفق المستعمرين الأوروبيين في القرن التاسع عشر إلى صقلها. واصطاد الأوروبيون وقتلوا الكثير من هذه الحيوانات لدرجة أنهم اختفوا بسرعة من معظم نطاقهم التاريخي المتبقي، ولم يُشاهد أي منها بين عامي 1901م و1910م.

ووفقًا لبحث نُشر في 2013م بقيت الأسود البربرية على قيد الحياة، في براري الجزائر والمغرب، مخفية وآمنة من أعين البشر لعدة عقود. وإن تناقض أعداد الأسود الصغيرة في غرب إفريقيا اليوم، يُحاكي تراجع الأسد البربري في شمال إفريقيا، وتم الدفاع عن إعلان انقراض أي نوع بسرعة كبيرة؛ لأن القيام بذلك يمكن أن يزيل أي حافز لمواصلة البحث عن تلك الأنواع والحفاظ عليها، لكن مصير الأسود البربرية، لم يتقرر بالكامل.


شارك المقالة: