لعل معظم أنواع الثدييات تعيش في البرية إذا ما استثنينا من ذلك بعض أنواع الحيتان، وتعيش بطبيعة الحال الأسماك في المياه سواء كانت مالحة على الأغلب في البحار والمحيطات أو في المياه العذبة في البحيرات والأنهار والتجمعات المائية، ولعلّنا اعتدنا الحديث عن أسماك القرش القوية التي لا تتوقف عن الحركة أبداً أو عن أسماك التونة السريعة التي لا يمكن وصف سرعاتها وقفزاتها، أو عن أسماك السردين التي لا تنفك تتعايش في أسراب ضخمة للغاية، ولكننا لم نتحدّث عن أسماك لا تمتلك عيوناً أو بما يسمى بالأسماك العمياء.
سلوك الأسماك العمياء في التعايش
تعيش معظم الحيوانات البحرية في البحار والمحيطات المنتشرة حول العالم، ولعلّ طبيعة أجسام الأسماك وطبيعة المكان الذي تتواجد فيه يغيّر في سلوكها والطريقة التي تتعايش فيها، وخاصة إن كانت تتواجد في مناطق مليئة بالأسماك المفترسة أو الحيتان القاتلة، ولكن هل تساءلنا يوماً ما عن أعماق البحار والمحيطات الكبيرة التي تزيد على العشرة كيلو مترات، هل يمكن للحيوانات البحرية والأسماك أن تتعايش فيها؟
تعتبر الأسماك العمياء من الأسماك التي تتعايش في قاع البحار والمحيطات والمسطحات المائية المظلمة، فهي لا تمتلك عيوناً تساعدها على رؤية الأشياء من حولها، ولعلّ طبيعة الأماكن المظلمة التي تتواجد فيها لا تسمح لها أصلاً الرؤية بصورة طبيعية حتّى وإن كانت تمتلك عيوناً، ولعلّ أماكن عيونها هي عبارة عن تجاويف تمتلك العديد من الحواس التي تساعدها على الحياة وفقاً لطبيعة المكان الذي تتواجد فيه.
تسمى الأسماك العمياء أيضاً بأسماك الكهف كونها تعيش في المناطق المظلمة وفي الكهوف الموجودة في البحار والمحيطات، ويمكن لها أن تحصل على كمية أكسجين أقل من تلك الموجودة في المناطق القريبة من سطح المياه، ولعلّ هذا الأمر هو ميا يساعدها على البقاء بصورة أكبر دون الوقوع كفريسة سهلة في أيدي الحيوانات المفترسة الأخرى.
تمتلك الأسماك العمياء من الحواس ما يساعدها في الحصول على طعامها والابتعاد عن المناطق الخطرة التي يتواجد فيها حيوانات مفترسة، لذا فهي تعيش بصورة طبيعية وتكون أقل عرضة للافتراس من قبل الأسماك والحيتان المفترسة أكثر من تلك التي تعيش في المناطق الحيوية.