تعيش العديد من الحيوانات وفقاً لنظام بيئي قدر يراه البعض ظالماً ولكنه أمر واقع لا مفرّ منه، فالحيوانات القوية عادة ما تأكل الحيوانات الضعيفة وهكذا لتقوم الحياة بصورتها المعتادة الطبيعية، ولكن هناك عداوة لا تنتهي بين عدد من الحيوانات كالعداوة ما بين الأسود والنمور، والعداوة ما بين الضباع والنمور أو النمور والتماسيح، ولعل العداوة ما بين الأفاعي والقنافذ من أكثر العداوات وضوحاً في عالم الحيوان، فأيها أكثر قوّة القنفذ الشوكي أم الأفاعي؟
سلوك الأفاعي في قتال القنافذ الشوكية
تعتبر الأفاعي من الزواحف القوية التي استطاعت أن تحتل مكانة مميزة من بين الحيوانات المتميزة على الرغم من افتقارها للأطراف أو للحجم في معظم أنواعها الذي يمنحها قوّة الأسد أو التمساح مثلاً، وعلى الرغم من ذلك فإن الأفاعي من الحيوانات التي استطاعت أن تتطوّر سلوكياً وأن تصبح في غاية الخطورة معتمدة على ذكاءها وسرعتها القصوى في لدغ أعداءها بصورة قاتلة لتكون بذلك من أكثر الحيوانات خطورة على حياة البشر في الدرجة الأولى والحيوانات بصورة عامة.
على الرغم من ذلك فإن بعض الحيوانات يمكن لها أن تصطاد الأفاعي وأن تقتلها على الرغم من درجة السمّ القوية القاتلة التي تمتلكها في أجسادها، حيث يمكن لها أن تقتل حيوانات تفوقها في الحجم عشرات المرات من خلال توجيه عضّة سامة قاتلة، إلا أن تلك الحيوانات القادرة على قتل الأفاعي وأكلها تمتلك استراتيجيات متفوّقة في مجال الصيد، فالقطط مثلاً والنسور وحيوان غرير العسل من الحيوانات التي يمكن لها أن تتغلب على الأفاعي.
على الرغم من صغر حجم القنفذ الشوكي على اعتباره من الثدييات صغيرة الحجم، إلا أنه من الحيوانات القوية التي تمتلك من المؤهلات ما يجعل منه حيواناً قوياً قادراً في حماية نفسه والدفاع عنها مستعيناً بقدرة كبيرة في استخدام الأشواك التي يزيد عددها على العشرين ألف شوكة والتي تحيط بجسده الصغير كدرع واقٍ يصعب على الحيوانات اختراقه، وهذا الأمر يمنحه الأسبقية في القتال والفوز في العديد من المرات.
أيهما أكثر قوة الأفعى أم القنفذ الشوكية
إنّ معير القوّة الذي نقصده في هذا الصدد هو أيّ الحيوانين يبقى صامداً في النهاية، ولعلّ القنفذ الشوكي هو من يتغلّب عادة على الأفاعي مهما كانت قوّتها، ليس هذا فقط بل إنه يتغذى عليها متخطياً خطورة السم القاتل الذي تمتلكه في أجسادها، حيث أنه يمتلك خاصية دفاعية مستخدماً جسده الأسطواني الشائك الذي يقوم بلفّ جسده بما يشبه الكرة بحيث لا يظهر منه شيء، وفي هذه الحالة يتمكن من الإمساك بالأفعى بعد طول عناء وقتلها مستخدماً أنيابه القوية، ويقوم بأكلها بعدها مباشرة كونه من الحيوانات التي تتغذى على الحشرات والقوارض وعلى النباتات والفواكه وغيرها كونه من الحيوانات النهمة في أكل الطعام وفي تخريب الأشجار والثمار بصورة كبيرة.
عندما تدور المعركة الحذرة ما بين القنافذ الشوكية والأفاعي السامة على وجه الخصوص، يحاول القنفذ الشوكي أن يخفي وجهه غير المحمي بالأشواك السامة من خلال التقوقع بصورة تشبه الكرة، وفي هذه الحالة لا تجد الأفاعي الفرصة المناسبة لكي تقبض على القنفذ أو تقوم بالتمكّن منه، وبالتالي فإن الفرصة تكون مواتية للقنفذ الشوكي الذي يقتنص الفرصة المناسبة لينقض فيها على رأس الأفعى موجّها عضّة قاتلة تعمل على قتلها على الفور.
في تلك الأثناء من الطبيعي أن يتعرض القنفذ الشوكي للدغ إلا أنه يمتلك القدرة في التخلّص من السموم القاتلة بصورة سريعة، فهو يمتلك القدرة على تحمّل سموم الأفاعي بقدرة تفوق قدرة الإنسان خمسين مرّة، وبالتالي فإن الأفاعي تعتبر امن الوجبات المفضّلة لدى القنافذ الشوكية التي تمتاز بقدرتها على قتلها وأكلها بصورة رائعة تجعل منها حيوانات في غاية القوّة، فعلى الرغم من أن القنفذ الشوكي يعتبر من الحيوانات الأليفة إلا أنه وفي حالة الحصول على غذاءه أو في حالة الاعتداء عليه يكون في غاية الخطورة وقد يتحوّل إلى حيوان مفترس خطر.
في الختام تعتبر القنافذ الشوكية من الحيوانات الثدية القوية على الرغم من أحجامها المتواضعة، فهي قادرة بفضل أشواكها القوية أن تواجه الحيوانات مهما كان حجمها وأن تقتل بعضها كما هي الحال في قتالها مع الأفاعي، ولعلّها تمتلك القدرة على مواجهة الأفاعي وقتلها دون خوف من سمّها القاتل، وبهذا تكون القنافذ الشوكية من الحيوانات القوية القادرة على قتل الأفاعي وأكلها بسهولة كبيرة دون التأثر بخطورة سمومها كما هي الحال لدى الحيوانات الأخرى.