اقرأ في هذا المقال
اعتدنا أن نشاهد الحشرات تتغذى على النباتات أو على بقايا الأشياء أو على مُخلفات الحيوانات الأخرى أو على دماء الحيوانات، أو من خلال افتراس بعضها البعض، وتعتبر حشرة السرعوف من أكثر الحشرات قوّة في عالم الحيوان وأكثرها رشاقة وقدرة على الصيد، فهي حشرات في غاية الشجاعة والإقدام، وعادةً ما تأكل كلّ شيء يتحرك أمامها من حشرات أو حتى أفاعي أو طيور صغيرة الحجم.
كيف تحرك حشرة السرعوف رأسها
لا تمتلك معظم الحشرات رقاب تساعدها على الالتفات يميناً ويساراً، وإن كان كذلك فالأمر يقتصر على النظر إلى كلا الجانبين بصورة بسيطة، ولكن عند الحديث عن حشرة السرعوف فالأمر مختلف كونها حشرة قادرة على تحريك رأسها بدورة كاملة، وذلك بانحراف يصل لغاية ثلاثمئة وستين درجة في الدورة الواحدة، بمعنى أنها تمتلك من المهارة ما يساعدها في الالتفات بصورة سريعة لمعرفة ما يدور حولها، وهذا الأمر من شأنه أن يمنحها الأسبقية في الصيد أكثر من أي حشرة أخرى موجودة في العالم، وتنتشر حشرة السرعوف في كلّ قارات العالم باستثناء القارة المتجمدة الجنوبية.
ما الفائدة من قيام حشرة السرعوف بتحريك رأسها دورة كاملة
إنّ حركة الرأس تلك التي قد يراها البعض شيئاً عادياً تعتبر من الوسائل المساعدة التي تساعد هذه الحشرة الخطرة على الصيد، فهي من الحشرات النّهمة التي لا تتوقف عن الأكل أبداً ويمكن لها ان تصطاد العصفور الطنّان إذا كانت قريبة منه أو أن تصطاد ضفدعاً صغيراً أو حتى سمكة صغيرة، فهي حشرة قادرة على القفز أو الطيران عند بعض أنواعها، ويمكن لها أن تسبح داخل المياه أيضاً وتعتبر من الحشرات التي تجيد السباحة داخل المياه، ورؤيتها فيها جيدة تُمكّنها في كثير من الأحيان من الصيد.
تنشط حشرة السرعوف بطبيعة الحال في فصل الصيف، وهي حشرات يمكن لها أن تعمل الكثير من الكمائن التي تساعدها على الافتراس في انتظار الحيوانات، وخاصة الحشرات التي تنتشر في فصل الصيف بحثاً عن الطعام، نظراً إلى قدرتها على الحركة بسهولة أكبر وأسرع، وهذا الأمر يجعل من عملية افتراس الحشرات أمراً عادياً بالنسبة لها.
تمتلك حشرة السرعوف قدرة كبيرة على رؤية الأشياء من حولها مُستغلّة قوّة بصرها، كما وأنها تمتلك حاسة شمّ قوية للغاية تساعدها أيضاً على تحديد أماكن تواجد الحشرات الأخرى والانقضاض عليها بصورة سريعة، وهذا الامر من شأنه أن يجعل من حركة رؤوسها دورة كاملة أمر يساعدها على تحديد أماكن الغذاء، ومعرفة أماكن تواجد الحشرات قبل أن تكتشف أمرها وتهرب، لتكون في تلك الحالة فريسة سهلة.
إنّ حركة دوران الرأس بصورة غير مُعتادة لدى أي حشرة أو حيوان آخر باستثناء البومة مثالاً يعتبر من الأمور التي تساعد تلك الحشرة القوية على معرفة الأشياء من حولها، وتحديد مكامن الخطر، إذ يمكن لهذه الحشرة أن تعرف بوجود الأفاعي والطيور الأخرى التي تتغذى عليها مثل الغربان والبومة والصقور والنسور، وبذلك فهي تقلّل من مخاطر وقوعها فريسة سهلة للعديد من الحيوانات المفترسة الأخرى، والتي تتربص بها في الأماكن التي تتواجد فيها بالقرب من الأشجار، وفي المناطق الدافئة أو أي مكان تجد فيه الغذاء.