اقرأ في هذا المقال
يمكن أن يسبب الرنح عند الطيور مشاكل للجهاز العصبي والجهاز العضلي الهيكلي؛ حيث أنه غالبًا ما يحدث تلف في النخاع الشوكي أو الدماغ أو الأذن الداخلية، وسيؤدي هذا الضرر إلى عدم قدرة الدماغ على إدراك الوضع المادي لجسم الطائر ورأسه وأطرافه، ويمكن أن يتسبب أيضًا في عدم قدرة الدماغ على تنسيق الحركة، وعندما يتضرر الجهاز العضلي الهيكلي لن يكون الطائر منسقًا لأن العضلات نفسها غير قادرة على الاستجابة بشكل صحيح للإشارات التي يرسلها الدماغ.
الترنح في الطيور
يمكن تعريف الرنح على أنه عدم القدرة على تنسيق الحركة الإرادية للعضلات؛ حيث تبدو الطيور التي تعاني من الترنح متذبذبة أو خرقاء وغالبًا ما تقف مع انتشار الأرجل بعيدًا عن بعضها البعض من أجل تحقيق التوازن أو ربط منقارها على جانب القفص، وعندما تكون شديدة الرنح فإنها سوف تتعثر وتسقط من الفرخ، وقد يحدث الرنح بسبب اضطرابات في الجهاز العصبي أو الجهاز العضلي الهيكلي؛ حيث أنّ اضطرابات الجهاز العصبي غالبًا ما تحدث بسبب تلف الحبل الشوكي أو الأذن الداخلية أو الدماغ، وغالبًا ما تؤدي إلى عدم قدرة الدماغ على إدراك موضع الأطراف أو الجسم أو الرأس في الفضاء أو عدم قدرة الدماغ على تنسيق الحركة.
أما في تلف الجهاز العضلي الهيكلي، قد تبدو الطيور المصابة بأضرار في العضلاتوالعظام غير منسقة أيضًا؛ لأن العضلات غير قادرة على الاستجابة بشكل صحيح للإشارات الواردة من الدماغ؛ لذلك سيوصي الطبيب البيطري باختبارات تشخيصية محددة اعتمادًا على مدى شدة ترنح الطائر ومدة استمرار المشكلة وما إذا كانت هناك أعراض أخرى، كما أنّ التاريخ الكامل مفيد للغاية في الوصول إلى التشخيص، بالإضافة إلى معرفة الطبيب البيطري متى بدأت المشكلة وما إذا كان الترنح ثابتًا أو متقطعًا وعادات مضغ الطيور ونوع النظام الغذائي الذي يتبعه الطائر وأي تعرض محتمل للطيور الأخرى.
أعراض الترنح عند الطيور
عندما يعاني طائر من ترنح يكون لديه عدم القدرة على تنسيق عضلاته الإرادية، كما سيظهر غير بشكل لائق وسيقف وأرجله متباعدة عن بعضها لتحقيق التوازن أو قد يستخدم منقاره كخطاف على جانب القفص ليظل متوازن، ولن تتمكن الطيور التي تعاني من الترنح الشديد من الجلوس على جثمها دون السقوط، وقد لا تتمكن أيضًا من المشي دون التعثر أو السقوط، وقد يكون من المثير للقلق رؤية الطائر يعاني من نقص في التنسيق أو يتعثر، وهذه حالة خطيرة يجب معالجتها على الفور من قبل الطبيب البيطري، كما أنه إذا لوحظ أن الطائر يتصرف بشكل غريب أو يظهر عليه أي من هذه الأعراض فيجب الاتصال بالطبيب البيطري على الفور؛ حيث تشمل هذه الأعراض ما يلي:
- الوقوف بأرجل مفلطحة واسعة لتحقيق التوازن.
- قد يستخدم الطائر منقاره للتعليق على القفص أو أي أشياء أخرى للبقاء واقفًا.
- حركات غير متناسقة للرأس أو الأجنحة أو الأرجل.
- الخمول أو النعاس المفرط.
- السقوط من الجثم.
- صعوبة في التنفس بما في ذلك يقوم الطائر بشد رقبته والانحناء إلى الأمام للتنفس والتنفس من الفم وانتفاخ الخدين مع كل نفس أو تمايل الذيل مع كل نفس.
أسباب الترنح عند الطيور
تشمل مسببات إصابة الطيور بالترنح ما يلي:
- هناك العديد من اضطرابات الجهاز العصبي والعضلي الهيكلي التي يمكن أن تسبب الرنح، وبشكل عام الرنح هو أحد الأعراض الأولى لتلف الأعصاب أو النخاع الشوكي، كما سيكون للضرر الذي يصيب الأعصاب الطرفية أو الحبل الشوكي أعراض موضعية في الزوائد المصابة وستكون لها مستوى طبيعي من النشاط العقلي.
- قد يتسبب الضرر العضلي الهيكلي أيضًا في جعل الطائر يبدو غير منسق، وذلك لأن العضلات غير قادرة على الاستجابة بشكل مناسب للإشارات القادمة من دماغ الطائر، ويحدث هذا في كثير من الأحيان بسبب نقص المغذيات مثل فيتامين هـ أو الكالسيوم أو السيلينيوم.
- قد تظهر أيضًا الطيور المصابة بأمراض مزمنة الرنح؛ حيث أنّ هناك دائمًا سبب أساسي عند وجود الرنح يجب معالجته من قبل الطبيب البيطري.
كيفية علاج الترنح عند الطيور
سيبدأ الطبيب البيطري بطرح أسئلة حول التاريخ الطبي للطائر وبيئته، كما يجب إخبار الطبيب البيطري بوقت ملاحظة الأعراض وما إذا كانت مستمرة أو متقطعة، كما سيقوم الطبيب البيطري بإجراء فحص جسدي شامل، وسيوصي أيضًا بإجراء اختبارات تشخيصية محددة لتحديد شدة الترنح والسبب الأساسي، وتشمل الاختبارات التي يمكن التوصية بها ما يلي:
- سمية المعادن الثقيلة.
- فحص الدم الشامل (CBC).
- لوحة الكيمياء الحيوية في المصل.
- عينات شوانال لداء الببغاءات.
- قد يطلب الطبيب البيطري الصور الشعاعية؛ حيث سيسمح له ذلك بالبحث عن أي أمراض استقلابية أو أي ضرر قد يكون قد حدث في الحبل الشوكي للطائر، ويمكن أيضًا استخدام الموجات فوق الصوتية لكن معظم الأطباء البيطريين يوصون بالأشعة السينية قبل الموجات فوق الصوتية.
- قد يُطلب إجراء تنظير داخلي للنظر في الأذنين الوسطى والداخلية بحثًا عن أي عدوى أو أي تشوهات، وسيتم أيضًا فحص تجويف البطن للبحث عن أي دليل على وجود مرض أيضي.
- بمجرد إجراء التشخيص، من المحتمل أن يوصي الطبيب البيطري بدخول الطائر إلى المستشفى أثناء العلاج، ويتم ذلك لتوفير رعاية داعمة للطائر أثناء مرضه، وأثناء دخوله المستشفى سيتلقى سوائل عن طريق الوريد وأدوية قابلة للحقن، وفي بعض الحالات اعتمادًا على شدة مرضه قد يحتاج الطائر أيضًا إلى سوائل تحت الجلد لمنعه من الإصابة بالجفاف؛ حيث يتم حقن السوائل تحت الجلد وليس في الوريد.
- سيتم إعطاء الطائر المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفطريات اعتمادًا على نوع المرض الأساسي الذي تم تحديده، ويمكن إعطاء الأدوية التي تكون عوامل مخلبية إذا وجد الطبيب البيطري سمية معادن ثقيلة في الطائر.
- سيتم توفير الدعم الغذائي بما في ذلك إعطاء فيتامينات ومعادن إضافية لتعزيز الشفاء ونظام المناعة الصحي، كما سيتم أيضًا الاحتفاظ بالطائر داخل غرفة تدفئة للحفاظ على درجة حرارة جسمه منظمة والحفاظ عليه أكثر راحة.
عندما يتم تشخيص الطائر على أنه مصاب بالترنح يكون هذا بشكل عام أحد الأعراض الأولى لمرض خطير؛ لذلك يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة مع الطائر إذا لوحظ ظهور علامات الرنح عليه حتى يمكن إدخالها لرؤية الطبيب البيطري، كما يجب الحفاظ على هدوء الطائر في بيئة هادئة وإزالة المجثمات والأراجيح ووضع الطعام والماء بالقرب منه في أطباق ضحلة، واعتمادًا على تشخيص السبب الأساسي سيختلف تشخيص الطائر، وبمجرد أن يقوم الطبيب البيطري بتشخيص المرض وبدء العلاج سيكون قادرًا على إعطاء تشخيصًا أكثر دقة للطائر.