نحن كبشر نتشابه في كثير من الصفات المشتركة المتعلّقة بالحاجة إلى الطعام والشراب والشريك والمأوى والخوف والحزن والفرح، ولعلّ هذا التشابه يتساوى إلى حدّ كبير مع طبيعة الحيوان على اختلاف أنواع وأشكاله، فالحيوانات بصفة عامة تشعر بالخوف والجوع والحاجة إلى الأمن والمأوى، وعادة ما تحاول التواصل مع الجماعة، ولعلّ سلوك الحيوانات من نفس النوع متشابه في طريقة الصيد والدفاع عن النفس والقتال وتربية الصغار مع بعض الفوارق، فما هي أكثر السلوكيات المتشابهة في حياة الحيوان؟
أكثر السلوكيات تشابها في حياة الحيوان
1. كيفية الحصول على الغذاء
تقوم جميع الحيوانات على اختلاف أشكالها وأنواعها وصفاتها بمحاولة تأمين الغذاء مهما كلّف الأمر؛ لأنها تدرك تماماً أنّ عدم الحصول على الطعام يعني الضعف وأنّ الضعف يعني الهزيمة والموت المحتّم، فالحيوانات لا ترتقي للعمل في وظائف تحصل من خلالها على طعامها وشرابها كما هي حال الإنسان، ولكنها تتشبّث بالحياة بكل قوّة لتثبت للآخرين أنها مستمرة وقوية وليس فريسة سهلة.
ولعلّ الصيد هو من من الطرق التي يحصل من خلالها الحيوان المفترس على الطعام، والرعي وأكل الأعشاب هو من الطرق التي تحصل من خلاها بعض الثديات على طعامها، والحبوب والبذور والحشرات هي وسائل أخرى تحصل من خلالها الكثير من الحيوانات على الطعام.
2. كيفية الحصول على المأوى
حتّى وإن كانت الحيوانات تعيش في الأرض أو السماء أو البحر أو تقوم بالترحال بصورة دائمة، إلا أنّها وفي كلّ مكان تتواجد فيه عادة ما تقوم بصناعة مأوى تلجأ إليه وقت الحاجة، فهي غريزة لا يمكن أن تتغيّر في حياة الحيوانات، وهي صفة مشتركة تكاد تمتاز بها جميع الحيوانات.
ولعلّ هذا المأوى هو المكان الذي يتنافس عليه العديد من الحيوانات بصفة غريزية بحثاً عن الأفضل، ويبحث كلّ نوع من الحيوانات عن مكان يتناسب وطبيعته وطبيعة الظروف التي يمكن له العيش فيها، حيث أنّ نسبة الرطوبة ودرجة حرارة الطقس من المسلمات التي يرغب كلّ حيوان في المحافظة عليها من أجل الاستمرار.
3. تربية الأبناء
سمعنا كثيراً عن حيوانات تفترس صغارها أو تقوم بركلهم أو طردهم خارج المأوى، ولكن الصفة العامة التي تشترك بها جميع الحيوانات هي أن تربية الصغار أمر واجب غريزي لا يخرج عن نطاق القاعدة إلا عدد قليل من الحيوانات، حيث تعتبر تربية الأبناء أمر في غاي الدقة والدهشة، ولا يمكن لنا ان نصف الطرق والمخاطر الكبيرة التي تقوم بها الأمهات والآباء في سبيل تربية الأبناء إلى مرحلة عمرية يمكنه أن ينضجوا لوحدهم، فهي صفة مشتركة لدى غالبية الحيوانات وحسب النوع.
4. الحاجة إلى الشريك
لعلّ الكون يقوم على الشراكة ما بين الجنسين، وهذا أمر تشترك به جمع الحيوانات على مختلف تسمياتها إلا في بعض الحالات النادرة، وتقوم الكثير من العلاقات السلوكية بين الحيوانات على أساس من الشراكة والتزاوج فيما بينها، ليقوموا فيما بعد بإنجاب الصغار وتربية بطرق متعدّة تختلف في الشكل وتلتقي في المضمون، ولعل الحاجة إلى الشريك هي من الأمور اللازمة في حياة الحيوانات والتي تشترك بها على اختلاف أنواعها.
5. التزاوج
كلما قرأنا في حياة الحيوان نتعجّب من السلوك الذي يقوم به جراء عملية التزاوج، حيث أنّ الكثير من الحيوانات تلتقي بالشريك ولو لمرّة واحدة كما في حالة ملكة النحل أو النمل وتتم عملية التزاوج بطرق مختلفة ولكنها متشابهة في المضمون.
ولعلّ غريزة التزاوج من الغرائز العجيبة التي نراها في عالم الحيوان، والتي تضمن استمرارية بقاء هذا الكون واستمرارية بقاء النوع والجنس، ولعلّ التزاوج من الأمور التي تختلف في الكيف ولكنها تلتقي في النتائج.
6. الدفاع عن النفس
صراع البقاء هو العنوان الأبرز الذي يمكن لنا من خلاله أن نصف حياة الحيوانات، فهي عادة ما تحاول الحصول على الغذاء من خلال أكل بعضها البعض ضمن نظام غذائي معيّن، ولكنها أيضاً تملك الكثير من الطرق والوسائل التي تساعدها على البقاء، فبعضها يستخدم قوة جسده وبعضها الآخر يستخدم أنيابه أو سرعته أو سمّه القاتل أو أشواكه أو قدرته على التخفّ.
وفي كلّ مرّة ندرك أن الحيوانات تتشابه جميعاً في حاجتها إلى الدفاع عن نفسها من أجل المحافظة على النوع ومن أجل ضمان استمرار الحياة ضمن نسق معيّن.