التمساح الصيني وصغاره

اقرأ في هذا المقال


إذا كان من الممكن القول إنّ التمساح مسالم فهذا هو التمساح الصيني (Chinese Alligator)، حيث تقضي فصول الشتاء في أكل أو الخضوع لنسخة الزواحف من السبات، وخلال الأشهر الأكثر دفئًا تستلقي تحت أشعة الشمس لأنّها بدم بارد ولكنها تصطاد ليلًا إلى حد كبير لتجنب البشر المفترس الوحيد لها، ومع ذلك فإنّ محاولات التمساح الصيني للابتعاد عن الإنسانية لم تنجح إلّا جزئيًا، لأنّ حالة حفظه معرضة للخطر بشكل كبير، ويتم اصطياد الحيوان من أجل لحومه وأعضائه الداخلية والتي يعتقد البعض أنّ لها صفات طبية، ونظرًا لأنّ جلد بطنه مليء بالعظام فإنّه لا يتم اصطياده من أجل الجلد مثل التمساحيات الأخرى.

المظهر الخارجي

التمساح الصيني وصغاره هو تمساح أصغر بكثير من التمساح الأمريكي، حيث يتراوح طول الحيوان بين خمسة وسبعة أقدام بينما يمكن أن ينمو التمساح الأمريكي إلى أكثر من 11 قدمًا، والبالغات رمادية أو سوداء بينما الصغيرة أخف وزنا ومرقطة، كما أنّها تختلف عن التمساح الأمريكي في أنّ أقدامها بخمس أصابع ليست مكشوفة، ولديهم أيضًا تلك الجلد العظمي على بطنهم وأنفهم يظهر بالطريقة التي لا تظهر بها أنف التماسيح الأمريكية، ولديهم أيضًا صفيحة عظمية في كل من جفونهم العلوية وذيلهم أعرض من ذيل التمساح الأمريكي.

أسنان التمساح الصيني وصغاره ليست حادة بشكل خاص ولكن لديها الكثير منها، وفي أي وقت يمكن أن يكون لدى الحيوان ما يصل إلى 80 سنًا في فمه، كما إنّه يفقدها باستمرار ولكن الأسنان المفقودة يتم استبدالها باستمرار.

الموطن

تعيش التماسيح الصينية مع صغارها في مسطحات المياه العذبة في حوض نهر اليانغتسي، مما يمنحها اسمًا آخر هو تمساح اليانغتسي، وعلى الرغم من أنّ نطاق موائلهم كان واسعًا في يوم من الأيام، إلّا أنّهم الآن محصورون في ست مقاطعات فقط في المنطقة، والمناخ هناك على حافة المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، واعتاد التمساح على العيش في قاع الجبال ولكن فقدان الموائل أجبر الكثيرين على التحرك شمالًا، حيث يكون الجو باردًا جدًا في بعض الأحيان بحيث لا يمكن تحضين بيضهم بشكل صحيح.

حمية التمساح الصيني

التمساح هو حيوان مفترس انتهازي يأكل أي حيوان يمكنه التعامل معه، ونظرًا لأنّ التمساح صغير حجمًا هو وصغاره -التمساح الصيني- فإنّه يأكل الحيوانات الصغيرة مثل البط والجرذان والقوارض الأخرى والأسماك والقواقع والقشريات المائية والبرمائيات والحشرات، وتحظى الحشرات والقواقع بشعبية خاصة بين التمساح الصغير، والتمساح الصيني وصغاره هو حيوان مفترس في القمة حيث يعيش حيث يأكل أي حيوان يمكنه مواجهته، فمن الحشرات عندما يفقس ويكون فرخًا إلى الطيور المائية عندما يكون بالغًا.

التكاثر والصغار

التمساح الصيني جاهز للتزاوج عندما يكون عمره بين الخامسة والسابعة من العمر، ويتزاوجون خلال موسم الأمطار في يونيو، فيصرخ الذكور والإناث ويزأرون لبعضهم البعض للسماح لبعضهم البعض بمعرفة موقعهم وإطلاق المسك الجذاب من غدة أسفل الفك السفلي مباشرة، وتنزلق الإناث أيضًا ضد الذكر لإعلامه بأنّها جاهزة، وسوف تتزاوج مع ذكر واحد فقط في الموسم ولن تتزاوج معه إلّا إذا كان أكبر منها.

بعد إخصاب بيضها تحملها الأنثى لمدة شهر تقريبًا ثم تبدأ في بناء عش مصنوع من النباتات والطين على ضفاف جسم الماء بالقرب من جحرها، وتضع ما بين 10 إلى 40 بيضة صغيرة بشكل مفاجئ ثم تغطيتها بالنباتات، والحرارة المنبعثة من النباتات المتحللة تحضن البيض، والأنثى تحمي البيض وتفقس في سبتمبر.

قبل أن تفقس ينادي صغار التمساح من داخل بيضها لإعلام والدتها بالكشف عنها، وستحمل بعد ذلك بحنان شديد الصغار في فمها المخيف إلى الماء، وحتى أنّها قد تكسر قشر البيض في فمها بحنان أيضًا إذا كان الفقس يواجه مشكلة في الخروج، ولا تقوم الأم التمساح بهذا الأمر فحسب بل تستمر في حماية صغارها حتى فصل الشتاء.

تحرس الإناث العش من الحيوانات المفترسة المحيطة فتزوره بشكل متكرر، في حين أنّ الذكور ليس لديهم مشاركة أبوية، وسوف تظهر الفقس أو الفراخ في سبتمبر، واستجابةً لنطقهم ستقوم الإناث بإزالة أي حطام يغطي العش وإحضار نسلهم إلى الماء، ومن المعروف أنّ الإناث تعيش مع صغارها خلال الشتاء الأول، ولكن لا يُعرف سوى القليل عن التفاعلات المحددة بين التمساح الصيني البالغ وصغارها.

تعيش التماسيح الصينية حوالي 50 عامًا في البرية ولكن من المعروف أنّها تعيش ما يصل إلى 70 عامًا في الأسر، ويتعرض تعداد التمساح الصيني لخطر الانقراض مما يعني أنّ الحيوان على وشك الانقراض، ويدعي بعض علماء الأحياء أنّه لم يتبق سوى 150 فردًا في البرية، بينما يعتقد البعض الآخر أنّ هناك عددًا أقل من ذلك، ومع ذلك يتم تربيتها بنجاح في أماكن مثل حديقة حيوان القديس أوغسطين لمزارع التمساح (St. Augustine Alligator Farm Zoo)، ويوجد الآن حوالي 20000 تمساح صيني في الأسر.

المفترسون والتهديدات

إحدى الحقائق المحزنة عن حياة التمساح الصيني وصغاره هي أنّ مفترسها الحقيقي الوحيد هو الإنسان، فلا يطاردهم البشر فحسب بل يدمرون موطنهم من خلال بناء السدود وحقول الأرز، فقد تم قتل التمساح عن طريق الخطأ بواسطة سم قصد منه قتل القواقع، والآن إنّه محمي قانونيًا ويمنع قتل التمساح الصيني البري وأسره، وأنشأت الحكومة الصينية محمية آنهوي الطبيعية الوطنية للتمساح الصيني في عام 1982 والتي تغطي نطاق الحيوانات بما يقرب من 46000.

قد اعتاد البشر على أكل التمساح الصيني وربما لا يزالون يفعلون ذلك بشكل غير قانوني، وقد كان اللحم طعامًا شهيًا وحتى وقت قريب اعتقد بعض رواد المطعم أنّهم يأكلون لحم تنين حقيقي، وتؤخذ الفقس أيضًا عن طريق الأسماك أو الطيور الكبيرة أو حتى التمساح الآخر، واعتبارًا من عام 2021 هناك ما بين 100 و 150 تمساحًا صينيًا متبقيًا في البرية مما يمنحه حالة حفظه للخطر الشديد، والخبر السار هو أنّها توجد أيضًا في حدائق الحيوان مثل مزرعة القديس أوغسطينس وحديقة حيوان برونكس، وتساعد حدائق الحيوان وغيرها من المنظمات في استعادة التجمعات البرية لهذه التمساح.

أدوار النظام البيئي

نظرًا لندرتها فإن التماسيح الصينية وصغارها حاليًا لها تأثير ضئيل أو معدوم على النظم البيئية التي تعيش فيها، وتاريخيًا كانوا من الحيوانات المفترسة المائية الهامة، وقد استخدم البشر أجزاء من التمساح الصيني ومن صغاره للطب البديل وخاصة لعلاج أمراض المرارة، كما تم استخدامها كمصدر للغذاء، ونظرًا لوجود عدد قليل جدًا في العالم اليوم فإنّ تأثيرهم ضئيل أو معدوم على البشر.

بسبب طبيعتها سهلة الانقياد ووفرة محدودة في العالم فإنّ احتمال هجوم التماسيح الصينية أمر مستبعد للغاية، ولم تسجل التمساح الصيني أي هجمات على الإطلاق، وعلى الرغم من هذه المعلومات إذا تم استفزازها والاقتراب من صغارها فمن الممكن أن يهاجم التمساح وينبغي اعتباره خطرًا محتملًا.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: