التهاب الصفيحة عند الخيول

التهاب الصفيحة (Laminitis) هو مرض مؤلم ويمكن أن يكون معوقًا ويمكن أن يكون قاتلاً للخيول، وللوقاية من هذا المرض يجب على مالكي الخيول مراقبة النظام الغذائي لخيولهم بعناية، ولا يجب تجويع الحصان أو المهر؛ لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، وللأسف قد يتم قتل الحصان بطريقة إنسانية (القتل الرحيم) إذا أصبحت آثار المرض خطيرة لدرجة أنه من غير الإنساني الاستمرار في محاولة المزيد من العلاج.

نبذة عن التهاب الصفيحة في الخيول

يتكون جدار الحافر من طبقة خارجية مترابطة غير حساسة، مدعومة بطبقة داخلية حساسة (صفيحة)، وفي التهاب الصفيحة، يتأثر تدفق الدم إلى الصفيحة، مما يؤدي إلى التهاب وتورم في الأنسجة داخل الحافر وألم شديد، ونظرًا لأن الصفيحة تفتقر إلى الأكسجين والدم الغني بالمغذيات، تتضرر الخلايا ما لم يتم إزالة السبب وبدء العلاج فور ظهور العلامات الأولى للحالة، كما تبدأ الصفيحة الحساسة في الموت.

الصفيحة مسؤولة عن دعم عظم الدواسة في الحافر وبالتالي وزن الحيوان، وفي الحالات الشديدة من التهاب الصفيحة يمكن أن تغرق عظم الدواسة وتدور بسبب عدم قدرة الصفيحة التالفة على دعمها وعلى سحب وتر المثنية الرقمي العميق، وإذا غرقت عظمة الدواسة كثيرًا، يمكن رؤيتها وهي تبرز من نعل القدم، وفي كثير من الحالات هذا لا رجوع فيه، ومع ذلك، يمكن علاج بعض الحالات، على الرغم من أن هذا يتطلب الكثير من الوقت والصبر والمال، كما يمكن أن يؤثر التهاب الصفيحة على أي من القدمين ولكنه يظهر بشكل أكثر شيوعًا في القدم الأمامية، ويمكن أن يتأثر أي حصان أو مهر بالتهاب الصفيحة.

أسباب التهاب الصفيحة في الخيول

هناك عدد من العوامل المختلفة التي يمكن أن تسبب التهاب الصفيحة أو تؤهب الحصان للإصابة بهذه الحالة، كما أنّ الحيوانات التي تعاني من زيادة الوزن أو التي عانت في السابق من التهاب الصفيحة هي الأكثر عرضة للإصابة، كما يمكن أن تتسبب الأمراض المرتبطة بالالتهاب في اشتعال التهاب الصفيحة الفقرية، مثل، أنواع معينة من المغص، الإسهال، المشيمة المحتبسة، والالتهاب الرئوي الحاد.

الأمراض المصاحبة لالتهاب الصفيحة في الخيول

1. الأمراض الهرمونية – Hormonal diseases

• داء كوشينغ (Cushing’s disease): ترتبط هذه الحالة بخلل في الغدة النخامية توجد في قاعدة دماغ الحصان، ونتيجة لهذا يمكن أن يعاني الحصان من العطش الشديد والشهية، وتصبح الطبخة الخارجية مجعدة جدًا ويتعرق الحصان بشكل عام كثيرًا ويمكن أن يفقد الوزن، وبالإضافة إلى هذه الأعراض، تعاني الخيول في كثير من الحالات من التهاب الصفيحة نتيجة الإصابة بمرض كوشينغ.

• متلازمة التمثيل الغذائي في الخيول (Equine metabolic syndrome): إذا كان الحصان يعاني من السمنة المفرطة، وتم تشخيصه بمقاومة الأنسولين ويعاني من التهاب الصفيحة، فيمكن أن يكون مصابًا بمتلازمة التمثيل الغذائي، ويجب الاتصال بالطبيب البيطري عند ملاحظة كل هذا.

2. التحمل الميكانيكي – Mechanical overload

يمكن أن يرتبط هذا بكسر أو مفصل مصاب مما يجبر ساق واحدة على تحمل المزيد من الوزن، وستكون الساق التي تحمل وزنًا أكبر في خطر متزايد للإصابة بالتهاب الصفيحة.

3. تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات القابلة للذوبان (السكريات والنشا)

عندما يتم تناول كمية زائدة من هذه المكونات، فإنها تتسبب في زيادة الحمل في الجهاز الهضمي مع دفع السكر غير المهضوم والنشا إلى المعى الخلفي (hindgut).

تكسر البكتيريا المواد غير المهضومة مسببة الحموضة في المعى الخلفي، والتي تقتل البكتيريا التي تهضم الألياف، وعندما تموت البكتيريا فإنها تطلق السموم في الأمعاء، والتي تنتقل بعد ذلك إلى مجرى الدم من خلال جدار الأمعاء، حيث تثير هذه السموم استجابة داخل الحصان يُعتقد أنها تعطل تدفق الدم، والتي يمكن أن تسبب التهاب الصفيحة في القدمين.

4. الضغط العصبي – Stress

يمكن أن يؤدي التغيير الجذري في البيئة أو السفر المتكرر، خاصةً للحيوانات ذات الوزن الزائد، إلى الإصابة بالتهاب الصفيحة، والأفراس أيضا معرضة للخطر بعد فترة وجيزة من ولادتها بسبب الإجهاد البدني الإضافي.

5. العدوى الشديدة – Severe infection

يمكن أن ينتج تسمم الدم عن أي ظروف يعاني فيها الحيوان من عدوى بكتيرية شديدة، مثل احتباس المشيمة بعد الولادة أو نوبة مغص شديدة أو إسهال طويل الأمد.

6. البدانة – Obesity

يميل العديد من مالكي الخيول إلى الإفراط في إطعام خيولهم، وعندما يتلقى الحصان سعرات حرارية أكثر مما يستطيع حرقه، يمكن أن يزيد وزنه بسرعة، وقد يكون هذا ضارًا جدًا بصحة الحصان إذا تحول من زيادة الوزن إلى السمنة، كما يضيف الوزن الزائد ضغطًا متزايدًا على أعضاء الحصان الحيوية وكذلك أطرافه، ومن المهم لجميع مالكي الخيول أن يتذكروا أن السلالات المحلية يمكن أن تعيش في مرعى متوسط ​​بسهولة شديدة، وسيزداد وزنها بسرعة كبيرة إذا سمح لها بالرعي في مراعي الماشية المخصبة.

7. ارتجاج في المخ – Concussion

يمكن أن يكون هذا سببًا شائعًا لالتهاب الصفيحة، وإذا تم تشغيل الحصان بسرعة ولفترة طويلة من الوقت على سطح صلب (مثل الهرولة على الطرق)، فقد يؤثر ذلك على الصفيحة، خاصةً إذا كان الحصان لديه حوافر ذات نوعية رديئة، فمع إصابة الصفيحة بصدمة بهذه الطريقة يمكن أن تسبب نوبة من التهاب الصفيحة.

أعراض التهاب الصفيحة في الخيول

1. التهاب الصفيحة الحاد – Acute laminitis

بالنسبة للحيوانات التي تعاني من التهاب الصفيحة الفقرية الحاد، تظهر أعراض التهاب الصفيحة الفقرية بشكل مفاجئ جدًا وتكون شديدة، حيث سيُظهر الحصان عدم قدرته عن المشي أو الحركة وقد يستلقي على الأرض، مظهراً عدم استعداده للنهوض، كما سيكون الحصان أعرجًا بشكل واضح خاصة عند التحرك على دائرة أو على سطح صلب، وسيزداد النبض الرقمي في القدم، وقد يتكئ الحصان عند وقوفه على قدميه الخلفيتين لتخفيف الضغط عن قدميه الأماميتين، كما سيشعر الحصان بألم عند المشي، وقد يضع كعبيه لأسفل أولاً بدلاً من أصابع قدميه، كما يمكن أيضًا أن تظهر أعراض مشابهة بشكل غامض للمغص.

2. التهاب الصفيحة المزمن – Chronic laminitis

سيظهر الحصان المصاب بالتهاب الصفيحة المزمن علامات على الأعراض المستمرة التي تنتج بشكل عام عن الانتكاس من الهجمات السابقة، وسيظهر حافر الحصان نمو حول جدار الحافر على شكل حلقات، مما يشير عمومًا إلى أنه عانى من التهاب الصفيحة في الماضي، ومع ذلك، لا ينبغي الخلط بين هذه وحلقات الحافر، والتي تحدث بسبب التغيرات في التغذية أو الإجهاد، وغالبًا ما ينمو الكعب أسرع من إصبع القدم ويتسع الخط الأبيض في الحافر، وقد يكون للحصان قمة كبيرة تمتد على طول خط العنق.

كيفية علاج التهاب الصفيحة عند الخيول

إذا ظهرت أعراض هذا المرض على الحصان أو المهر، فمن المهم الاتصال بالطبيب البيطري على الفور واتباع خطط العلاج بعناية، كما يجب تقديم العلاج الصحيح في أسرع وقت ممكن لمنع أي ضرر دائم للقدمين وتسكين الآلام، ويُنصح بنقل الحصان أو المهر إلى مكان مستقر أصغر ووضع سرير عميق من نشارة الخشب أو الورق المقوى أو الرمل في المنطقة، ومن المهم إزالة أي علف، مع التأكد دائمًا من توفير المياه النظيفة النقية، ومن المهم أيضًا ألا يتم تجويع الحصان بسبب الاستعداد لفرط شحميات الدم في المهور البدين، وسيكون الطبيب البيطري قادرًا على تقديم المشورة بشأن نظام غذائي مناسب.