الحمام المستأنس وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يتم توزيع الحمام المستأنس (pigeon) على نطاق واسع للغاية مع أكثر من 250 نوعًا في جميع أنحاء العالم، والحمام جزء من عائلة (Columbidae) علميًا، وهم نفس الحمائم على الرغم من أنّ الحمائم عادة ما تشير إلى الأنواع الأصغر من الحمام بمصطلحات الشخص العادي، وتربى بعض الأنواع الملونة من هذه الطيور في الأسر والعديد منها يحتوي على مجموعة متنوعة من الريش، وفي التسمية العلمية يمكن استبدال كلمة حمامة (pigeon) واليمامة (dove)، وتُعرف بعض الأنواع مثل الحمام الصخري أيضًا باسم الحمام الصخري، وقد حصلت هذه الطيور على أسمائها من الكلمة اللاتينية التي تعني كتكوت مختلس النظر (peeping chick) بيبيو (pipio)، وإذا نزحت يمكن لهذه الطيور أن تطير لمسافة تصل إلى 1300 ميل للعودة إلى ديارها.

موطن الحمام المستأنس

الحمام المستأنس طيور توجد في كل مكان باستثناء جليد القطب الجنوبي والصحراء الكبرى، ويسكنون مجموعة متنوعة من المناطق الأحيائية بما في ذلك الأراضي العشبية والغابات والمدن، وأكثر الأنواع انتشارًا هي الحمامة الصخرية والمعروفة باسم الحمام الشائع، وهذا النوع وحشي في المدن حول العالم، ويشتهر الحمام بقدرته على إيجاد طريق العودة إلى المنزل من مسافات طويلة وبسرعة عالية،على الرغم من هذه القدرات الواضحة فإنّ الحمام الوحشي مستقر نوعًا ما ونادرًا ما يغادر مناطقه المحلية، وفي الواقع عند نقلهم قسريًا يمكنهم العودة -أحيانًا في غضون ساعات- إلى موقعهم الأصلي.

مظهر الحمام المستأنس

اعتمادًا على الأنواع الحمام هو طيور تأتي في مجموعة متنوعة من الألوان والأشكال والأحجام، ويمكن أن تكون صغيرة من 6 بوصات إلى أكثر من قدمين، فالحمام المتوج هو الأكبر بين الأنواع وهو بحجم الديك الرومي، وعضلات طيران الحمام تجعله طائرًا ضخمًا وله منقار صغير مع قرين سمين بالقرب من وجهه، ولديهم حلقة من الجلد حول عيونهم، ولديهم مناقير قصيرة وأرجل قصيرة ورؤوس صغيرة على رقبة طويلة، ويأتون في مجموعة متنوعة لا تصدق من الألوان والأنماط، والعديد من هذه الطيور لها قمم وتقزح على أجسامها وبعض الأنواع المحلية مثل الحمام الجليدي الأبيض ولديها ريش على أقدامها، والعديد من الأشكال الملونة للأنواع الداجنة تنحدر من الحمام الصخري الرمادي المتواضع.

الحمام المستأنس مقابل اليمامة

من الناحية العلمية الحمام المستأنس واليمامة قابلة للتبادل، ولغويًا يُعرف الأفراد الأصغر من عائلة (Columbidae) باسم اليمامة، بينما يُطلق على الأعضاء الأكبر حجمًا اسم الحمام، ومع ذلك فهذه ليست قاعدة ثابتة وهناك استثناءات وكذلك الطيور التي يطلق عليها كلا المصطلحين، فعلى سبيل المثال تُعرف الأنواع (Columba livia) باسم كل من الحمامة الصخرية والصخرة والحمام الشائع.

عادات الحمام المستأنس

اعتمادًا على الأنواع يمكن أن تعيش هذه الطيور منفردة أو تشكل مجموعات اجتماعية كبيرة، ومعظم الأنواع تجثم في الليل، ويقضون معظم يومهم في التحضير والتشمس، كما أنّهم يستحمون في الماء أو الغبار، وتم استخدام هذه الطيور على نطاق واسع في التاريخ كملاحين حيث تتمتع بإحساس ممتاز بالمكان ويمكنها السفر بسهولة بالغة، وخلال موسم التكاثر تصبح معظم الأنواع إقليمية وتدافع عن أعشاشها.

حمية الحمام المستأنس

تأكل هذه الطيور التوت والمكسرات والبذور والفواكه، وقد يأكلون أيضًا الحشرات واللافقاريات الأخرى، وفي المناطق المأهولة بالسكان سوف تبحث الطيور الوحشية عن بقايا الطعام، وتستهلك الطيور الصغيرة منتجًا يسمى حليب الحمام والذي ينتجه الوالدان، وهذا هو الطعام المتقيأ الذي يخرج في صورة سائلة، كما أنّها إنها واحدة من أنواع الطيور القليلة جدًا التي لديها القدرة على امتصاص الماء من خلال مناقيرها.

الحمام المستأنس والتهديدات

الثعابين والطيور الجارحة هي الحيوانات المفترسة الأكثر وفرة لهذه الطيور، ونظرًا لكونهم هدفًا سهلًا فقد طوروا طرقًا مثل التدفق في مجموعات كبيرة ووجود دورة تعشيش قصيرة لتجنب التعرض للافتراس.

تكاثر الحمام المستأنس والصغار

هذه الطيور أحادية الزواج وعادة ما يتزاوج مدى الحياة، ويقوم الذكور بعروض متقنة لجذب انتباه الإناث، وتبني الطيور أعشاشًا واهية فوق الأشجار أو على طول المنحدرات الصخرية، حيث يقوم الحمام ببناء عش منصة واهية من القش والعصي ووضعها على حافة وتحت الغطاء وغالبًا ما توجد على حواف نوافذ المباني، ويعتني كلا الوالدين بالبيض وصغار الحمام المستأنس.

قد تضع الإناث ما يصل إلى 5 أعشاش خلال موسم التكاثر، وبعد ثمانية إلى 12 يومًا من التزاوج، وتتكون معظم الأعشاش من بيضتين على الرغم من أنّها قد تحتوي إما على 1 أو 3 (عادة 2) بيضات بيضاء تفقس بعد 18 يومًا حسب وفرة الطعام المتاح، ولأنّها تتغذى على حليب الحمام المغذي فإنّها تنمو بسرعة، وتتغذى بعض الأنواع على هذا حتى تغادر العش بينما يتحول البعض الآخر إلى الأطعمة الصلبة.

الحالة عند الفقس هي عاجزة مع تناثر أصفر أو أبيض أسفل، وتفرخ الكتاكيت (تغادر العش) في 25-32 يومًا (45 يومًا في منتصف الشتاء)، ويوفر الذكر مواد التعشيش ويحرس الأنثى والعش، ويتغذى الصغار على لبن الحمام وهو مادة سائلة أو صلبة تفرز في محصول البالغ (ذكورا وإناثا) وهو قلس، ويتم وضع المزيد من البيض قبل أن يغادر المخلب الأول العش.

قد يحدث التكاثر في جميع الفصول ولكن ذروة التكاثر تحدث في الربيع والخريف، وتتكون مجموعة الحمام عادة من أعداد متساوية من الذكور والإناث، وعندما ينخفض ​​عدد السكان فجأة يزداد إنتاج الحمام وسرعان ما يجدد القطيع، ويمكن أن تصل إناث الحمام إلى مرحلة النضج الجنسي في وقت مبكر من عمر 7 أشهر.

في الأسر يعيش الحمام عادة لمدة تصل إلى 15 عامًا وأحيانًا أطول، ومع ذلك نادرًا ما يعيش الحمام في سكان الحضر أكثر من سنتين أو ثلاث سنوات، وعوامل النفوق الطبيعية مثل الافتراس من قبل الثدييات والطيور الأخرى والأمراض والإجهاد بسبب نقص الغذاء والماء تقلل أعداد الحمام بحوالي 30٪ سنويًا، وأحد أكثر الطرق فعالية وإنسانية للتحكم في الحمام هو برنامج (Ovocontrol) لتحديد النسل والذي يقلل بشكل طبيعي من تعداد الحمام.

كعائلة هذه الطيور وفيرة للغاية، وهناك أكثر من 400 مليون طائر في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فإنّ بعض الأنواع مهددة بالانقراض أو معرضة لخطر شديد أو حتى انقرضت، ووفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) لعام 2012 فإنّ 30٪ من الأنواع مهددة أو شبه مهددة، وأفضل طريقة للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض هي حماية موائلها من تدمير موائلها، ومع ذلك نظرًا لإدخال البشر فقد وسعت بعض الأنواع بشكل كبير من حجم سكانها.


شارك المقالة: