الخفاش الأبيض الهندوراسي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يصنع الخفاش الأبيض الهندوراسي (Honduran White Bat) خيامًا صغيرة من أوراق نبات الهليكونيا ثم يستريح فيها خلال النهار، ويتأكدون من قيامهم ببناء أعشاشهم على مسافة قصيرة من نوع معين من شجرة التين، لأنّ الخفاش يأكل فقط ثمار هذه الشجرة، وبمجرد بناء الخيمة يمكنها استيعاب ما يصل إلى 15 من الخفافيش الصغيرة، ويزور الذكور مجاثم الإناث للتزاوج ولكن بخلاف ذلك يعيش الذكور والإناث البالغون بشكل منفصل.

مظهر الخفاش الأبيض الهندوراسي

يتميز هذا الخفاش الأبيض الهندوراسي الصغير حجمًا بفروه الأبيض بالكامل وأنفه على شكل أوراق الشجر، وليس لها ذيل ويتراوح طولها من 1.46 إلى 1.85 بوصة ويبلغ طول جناحيها حوالي 4 بوصات، وآذانها كبيرة ومستديرة ومسننة حول الحواف مع أربعة إلى خمسة فصوص صغيرة، وحافة الأنف أيضًا مسننة ويبدو أنّها ثآليل صغيرة تحت فمها، ويعتقد أنّ الذكور أكبر قليلاً من الإناث، ويبلغ وزن الخفاش حوالي 20 أونصة وله 28 سنًا.

يبلغ متوسط طول الخفافيش الهندوراسية 3.7 – 4.7 سم وهي صغيرة جدًا بالنسبة للخفافيش، وطبقًا لاسمهم لديهم معطف أبيض رقيق، وآذانهم ووجههم وأنفهم وأجزاء من أرجلهم وأجنحتهم برتقالية زاهية، ويكاد لا ينمو شعر على أجنحتها السوداء، ونظرًا لأنّ أنوفهم تبرز من وجوههم في شكل مثلث يطلق العلماء على أفراد عائلتهم اسم الخفافيش ذات الأنف الورقي، وهناك غشاء رقيق أسود يغطي جمجمتهم قد يوفر الحماية للخفافيش من الأشعة فوق البنفسجية وهو شكل طبيعي من واقي الشمس.

موطن الخفاش الأبيض الهندوراسي

الموطن المفضل للخفافيش هو الغابات الاستوائية الرطبة الموجودة في كوستاريكا ونيكاراغوا وبنما وهندوراس، وتوجد بين مستوى سطح البحر و 2297 قدمًا فوق مستوى سطح البحر، وتبلغ مساحة منزل الخفاش حوالي 63.2 هكتار على الرغم من أنّ الحيوان ليس إقليميًا ولن يقاتل من أجل الحق في امتلاك خيمة معينة، وتعتبر الغابات الاستوائية المطيرة في أمريكا الوسطى مثالية لأنّ المناخ الدافئ والرطب يسمح بتوافر التين الذي يأكله الخفافيش طوال العام.

تعيش الخفافيش البيضاء في هندوراس فقط في الغابات المطيرة المنخفضة في شرق هندوراس وشمال نيكاراغوا وشرق كوستاريكا وغرب بنما، كما إنّهم يعيشون في الغابات المطيرة التي تحتوي على نباتات الهليكونيا، ومن خلال قطع عروق أوراق الهليكونيا تجبر هذه الخفافيش الأوراق على الانهيار في خيام مقلوبة على شكل حرف (V) والتي قد تؤوي خفاشًا واحدًا فقط أو ما يصل إلى اثني عشر خفاشًا، وعندما يجثمون يتدربون من بعضهم البعض رأسًا على عقب في وسط الورقة.

تساعد الخيام في حمايتها خلال النهار من المطر والشمس الحارقة والحيوانات المفترسة، وفي الواقع تختار الخفافيش الأوراق التي يبلغ ارتفاعها ستة أقدام عن الأرض وتكون عالية بما يكفي لتكون بعيدة عن متناول الحيوانات المفترسة الأرضية، وأيضًا سيقان نباتات الهليكونيا ليست قوية جدًا لذا فإنّ أي حيوان مفترس يمسك الورقة يتسبب في اهتزاز خيمة الخفافيش، وهذا ينبه الخفافيش إلى الخطر وتطير بسرعة بعيدًا.

حمية الخفاش الأبيض الهندوراسي

يتخصص الخفاش الأبيض الهندوراسي وصغاره في التين وخاصة ثمار شجرة (Ficus colubrinae)، وإذا لم تتمكن من العثور على فاكهة في هذا النوع من التين فسوف تستخدم أشجار التين الأخرى مثل (Ficus schippii )، فنباتات (F. colubrinae) قادرة على إنتاج الكثير من الفاكهة وإنتاجها على مدار العام، ولكن العلماء ليسوا متأكدين تمامًا من كيفية بقاء الخفاش بصحة جيدة في مثل هذا النظام الغذائي المحدود.

الخفاش الأبيض الهندوراسي والتهديدات

يعتبر الخفاش الأبيض الهندوراسي من الأنواع الجديدة لأنّه تم اكتشافه فقط في عام 1892 ثم تم اكتشافه مرة أخرى في عام 1963، واعتبارًا من عام 2021 انخفض عدد سكانه إلى حد كبير بسبب تدمير الموائ، حيث تم تحويل الغابات التي تعيش فيها في الأراضي الزراعية والضواحي، وتعتبر حالة الحفاظ على الخفاش الأبيض الهندوراسي شبه مهددة.

تعتبر الحيوانات المفترسة للخفاش الأبيض الهندوراسي من الحيوانات آكلة اللحوم التي يمكنها العثور على جثثها والوصول إليها إما عن طريق الطيران أو التسلق، وتشمل هذه البوم وغيرها من الطيور الجارحة والثعابين والقرود بما في ذلك قرود السنجاب وقرود الكبوشي، ولا يبدو أنّ الخفافيش الهندوراسية البيضاء معرضة للطفيليات أو الأمراض التي تهاجمها على وجه التحديد، حيث تحميهم خيامهم من المطر والرياح وحرارة الشمس، ويبدو أنّ الوفيات تأتي إلى حد كبير من الافتراس.

تكاثر الخفاش الأبيض الهندوراسي والصغار

يتكاثر الخفاش الأبيض الهندوراسي خلال الأشهر الأكثر دفئًا ورطوبة في أمريكا الوسطى، وتطلق الإناث الفيرومونات للإشارة إلى استعدادها للتزاوج، ويتزاوج رجل واحد مع الإناث في مجثم ثم يعود إلى مستعمرة الخفافيش اللذين لم يتزوجوا عندما يلدن، وتلد جميع الإناث في المجثم في نفس الوقت تقريبًا، وبعد حوالي ثلاثة أسابيع من الحمل تنجب كل أنثى طفلًا أو جروًا واحدًا، ويمكن أن يزن الخفاش الصغير ثلث وزن الأم عند ولادته، ومع ذلك فهو يتشبث بجسدها حتى يصبح أثقل من أن يحمله، وعندما يحدث هذا ويتعين على الأم ترك المجثم للبحث عن الطعام وستعتني الإناث الأخريات بطفلها وحتى ترضعه.

يتم فطام الجراء وتطير في عمر 20 يومًا، ويصبحون مستقلين تمامًا عندما يبلغون من العمر 35 يومًا ولا يمكن إخبارهم بالكاد من شخص بالغ، وعلى الرغم من أنّ العلماء ليسوا متأكدين من المدة التي تعيشها الخفافيش البيضاء في هندوراس في البرية، إلّا أنّ نوعًا مشابهًا يمكن أن يعيش 19.5 عامًا أثناء وجوده في الأسر، وعدد سكان الخفاش الأبيض الهندوراسي غير معروف ولكن من المفهوم أنّ عدد سكانه في تناقص بسبب فقدان الموائل.

خيمة الخفاش الأبيض الهندوراسي

واحدة من أكثر الأشياء الرائعة التي تقوم بها هذه الثدييات الصغيرة الطائرة هي بناء الخيام الورقية، ويصنعونها في الغالب من أوراق (heliconias) وهو نبات مزهر استوائي كبير، ويستخدم الخفاش أسنانه لقطع الأوردة الجانبية التي تنمو من ضلع أوراق النبات الكبيرة، ويؤدي ذلك إلى طيها وتشكيل خيمة، ويستغرق بناء الخيام بضعة أسابيع، ويحتاج الخفاش إلى بنائها مرارًا وتكرارًا حيث يؤدي تشكيل الورقة بهذه الطريقة إلى تقصير العمر الافتراضي للورقة بشكل كبير، وشوهدت الإناث يصنعن الخيام وفي بعض الأحيان يقمن ببنائها معًا، ويفترض العلماء أنّ الذكور يبنون الخيام أيضًا.

يفضل الخفاش الأبيض الهندوراسي الأوراق الصغيرة لأنّها أسهل في التلاعب والعض، ويبلغ ارتفاع الورقة المثالية أقل من 6.6 قدمًا فوق سطح الأرض ويتراوح طولها بين 2.6 و 3.9 قدمًا، ويفضل الخفاش أيضًا أن تكون خيمته في منطقة لا يوجد بها عدد كبير جدًا من النباتات في الطابق السفلي ولكن هناك كثافة عالية من النباتات في المظلة العلوية، والأول يسهل على الخفاش مغادرة الخيمة والأخير يحمي الخيمة وركابها من الطقس، وتبني الخفافيش سلسلة من الخيام وتتناوب فيما بينها، وتفضل بناء الخيام بجانب مصدر طعامها من شجرة التين.

من الصعب جدًا رؤية خفاش أبيض من هندوراس في خيمتها لأنّ خدعة من ضوء الشمس تحول فروها إلى نفس لون الورقة الخضراء، ويعتقد العلماء أيضًا أنّ منظر الفراء الأبيض يحاكي عش الدبابير وهذا يردع الحيوانات المفترسة، وعادة ما تحتوي الخيام على خمس إناث من الخفافيش ورجل واحد يتزاوج معها جميعًا قبل أن يسافر إلى مستعمرة البكالوريوس، وخيمة أكبر يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 15 خفاشًا.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: