السنَّور الجرابيّ وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الدصيور أو السنَّور الجرابيّ (quoll) حيث هناك ستة أنواع تشكل جنس السنَّور الجرابيّ، والتي تعيش جميعها في أدوار جرابيات آكلة للحوم عبر تسمانيا وأستراليا وغينيا الجديدة، والأنواع متشابهة جدًا في المظهر وقد تختلف اختلافًا طفيفًا في الحجم أو اللون أو البقع، وبصفتها مفترسات كمائن ليلية نشطة قد تكون فرائسها صغيرة مثل اليرقات والزواحف الصغيرة أو كبيرة مثل الأبوسوم والوالب، وعلى الرغم من أنّها يمكن أن تكون كبيرة ونشطة نسبيًا إلّا أنّه نادرًا ما يتم رؤيتها خلال النهار، وقد تكون الأنواع الأصغر أكثر شجرية، وجميع أنواع السنَّور الجرابيّ قريبة من التهديد أو المهددة بالانقراض.

موطن السنَّور الجرابيّ

أصبحت الأنواع الستة من الدصيور أكثر انعزالًا عن بعضها البعض بسبب زيادة فقدان الموائل وتجزئتها، ولكن مداها الجماعي يمتد عبر جزر تسمانيا وأستراليا وغينيا الجديدة، وتنجح الدصيور في مجموعة كبيرة ومتنوعة من الموائل، وهم في الأساس مسكن أرضي ويحتوي مداها على أنواع مختلفة من الغابات والأراضي الشجرية والفرك الساحلي والأراضي العشبية والسافانا والمناطق الصخرية، وهم أيضًا متسلقون ماهرون وتقضي بعض الأنواع فترات طويلة من الوقت على الأشجار، كما إنّهم لا يميلون إلى التعايش مع الحيوانات المفترسة الأخرى للثدييات بما في ذلك الدنجو (Canis lupus dingo) والثعالب الحمراء الغازية (Vulpes vulpes) والقطط الوحشية (Felis catus)، حيث يتم التغلب عليها عمومًا أو اعتبارها عنصرًا فريسة.

كما تصنع الأوكار في تجاويف الأشجار وأكوام الصخور والجحور ويتم اختيارها بناءً على توفر الفريسة في المنطقة المجاورة لها، ولا تقوم السنَّور الجرابيّ ببناء أوكارها الخاصة وتغير أوكارها كثيرًا لذا فهي تعتمد على الموائل التي توفر أوكارًا موجودة، وكثافة الفرائس هي العامل الأكثر أهمية في اختيار الموائل، وتعمل كعامل مقيد في اختيار الموائل عندما تتوفر مساحة كافية، وإذا سمحت الكثافة تميل السنَّور الجرابيّ إلى تفضيل ميزات المناظر الطبيعية مثل الأخاديد وخطوط التلال والجروف الصخرية على التلال غير المنقطعة أو المناطق المسطحة.

مظهر السنَّور الجرابيّ

أعضاء السنَّور الجرابيّ صغيرون الجسم وذو ذيل طويل وتتراوح الأنواع ما بين 500 جرام و 4 كجم ويتراوح لونهم من البني الفاتح إلى البني الداكن إلى الأسود، وأجسادهم طويلة ولديهم أرجل قصيرة وقوية، وتحتوي جميع الأنواع على بقع بيضاء مميزة على جانبها الظهري ولدى أحد أنواعها أيضًا ذيل مرقط، وقد لوحظ أنّ أعضاء بعض الأنواع يظهرون متغيرات البقع من قشورهم الطبيعية، كما إنّ إزدواج الشكل الجنسي لا يكاد يذكر بشكل عام على الرغم من أن الذكور يميلون إلى أن يكونوا أكبر قليلاً ويزنون 1.5 مرة على الأكثر من الإناث.

أنثى السنَّور الجرابيّ النمري (Tiger quoll) وهو النوع الوحيد الذي يمتلك كيسًا حقيقيًا يفتح من الخلف، والأنواع الخمسة الأخرى لها طيات ينتج عنها مكان ضحل يشبه الجراب يرضع فيه الصغار، وتتميز أنواع السنَّور الجرابيّ بوجوه قصيرة مثلثة ذات أنف وردية وأنياب واضحة مما دفع الأوروبيين إلى مقارنتها بقطط المنزل، ونتج عن هذا الاسم الأقل شيوعًا الآن قطة أصلية.

تكاثر السنَّور الجرابيّ والصغار

تعتبر السنَّور الجرابيّ منفردة ولا تتجمع إلّا عن قصد في موسم التزاوج، ويحدث التزاوج في الشتاء عادة في أواخر مايو أو يونيو، وللسماح بذلك تتم مزامنة التزاوج داخل كل نوع من أنواع السنَّور الجرابيّ، وتُظهر السنَّور الجرابيّ مستويات مختلفة من تعدد الأزواج حيث يُظهر السنَّور الجرابيّ الشمالي مستويات عالية جدًا من تعدد الزوجات، مما يؤدي إلى تفاعل اجتماعي أكثر من أفراد الأنواع الأخرى، ويعتبر التزاوج مسألة حساسة للغاية للوقت كما أنّه يمثل الاتصال الاجتماعي الحقيقي الوحيد بعد ترك والدته الذي يواجهه أي فرد على الإطلاق، لذلك هناك قتال متكرر بين الذكور للوصول إلى الإناث، وقد تُظهر الإناث تفضيلًا للذكور الأصغر أو الأكبر حجمًا بناءً على العوامل البيئية الخارجية.

أعضاء السنَّور الجرابيّ هم أمثلة نادرة على التماثل بين الثدييات، ويعيش الذكور لمدة عام فقط ويموتون تمامًا في معظم الأنواع خلال الأسابيع أو الأشهر الأولى بعد التزاوج، والإناث اللائي تميل إلى البقاء على قيد الحياة لمدة موسمين إلى ثلاثة مواسم تزاوج تلد أولاً فضلات معظمها من الذكور وفي وقت لاحق في الحياة تلد معظمها من الإناث، ونظرًا لأسلوب التزاوج المختلط يمكن أن يكون لكل جرو في القمامة أب مختلف، ويتألف المواليد من 8 إلى 30 جروًا حيث ستة منهم سيبقون على قيد الحياة لأنّ الأمهات لديهن ست حلمات فقط، وقبل التزاوج تتمدد طيات الجلد التي تمتلكها معظم الأنواع لتشكيل المزيد من الجراب.

نظرًا لوجود وفاة شبه كاملة للذكور بعد التزاوج وقبل الولادة فلا يوجد استثمار للوالدين من الذكور في أي نوع من أنواع السنَّور الجرابيّ، ويستغرق الحمل حوالي 22 يومًا وبعد ذلك ينتقل الشاب المتخلف للغاية إلى الحقيبة والممرضة، وبمجرد أن يكتمل نموهم بما يكفي في عمر خمسة عشر أسبوعًا تقريبًا سينتقلون بين العرين وظهر والدتهم ويعتمدون عليها كثيرًا في الطعام، وفي غضون عام ينضجون جنسيًا وجسديًا.

يمكن لأعضاء السنَّور الجرابيّ العيش لمدة 2-4 سنوات في البرية وهي أقصر بكثير من نظرائهم المشيمية مثل العديد من السنوريات الصغيرة، والتي تعيش بانتظام عدة مرات في البرية، ويتركز عمرهم بشكل كبير على النشاط الإنجابي، ويموت معظم الذكور بعد موسم تكاثر واحد وعادة ما تبقى الإناث على قيد الحياة لمرة أو اثنتين فقط إذا توفرت الموارد، والأفراد الأسرى غير شائعين نسبيًا، حيث يوجد غالبيتهم في مراكز إعادة تأهيل الحياة البرية، ولكن قد يتضاعف عمرهم تقريبًا في الأسر على الرغم من عدم إجراء أي بحث تقريبًا.

كما تعتبر السنَّور الجرابيّ منفردة وليلية وتقضي معظم وقتها في التطور بأسرع ما يمكن للوصول إلى مرحلة النضج الجنسي بحلول موسم التكاثر، وهم على اتصال دائم فقط بالأعضاء الآخرين من جنسهم أثناء التزاوج وخلال الفترة التي يعتمد فيها الجراء على أمهم، وتقضي معظم الأنواع معظم وقتها على الأرض، وفي الأشجار المتساقطة وحولها على الرغم من أنّها تتكيف جيدًا مع تسلق الأشجار ويمكن ملاحظتها بانتظام وهي تفعل ذلك، ويشكل كل من الذكور والإناث أقاليم، ولا تتداخل أراضي الإناث ولكن أراضي الذكر قد تتداخل مع مناطق أخرى كثيرة، وبالقرب من الحدود الإقليمية غالبًا ما يستخدم العديد من الأفراد المراحيض الجماعية، وداخل المناطق يكون الأفراد يقظين للغاية ومدركين لوجود المفترس أو المنافس.

 السنَّور الجرابيّ وعادات الطعام

أعضاء السنَّور الجرابيّ هم من الحيوانات المفترسة الانتهازية وآكلة اللحوم في المقام الأول، ويميلون إلى أكل الثدييات الصغيرة والمتوسطة الحجم في الغالب بما في ذلك البوسوم والباديميلون والولب وكذلك الثدييات الصغيرة والجيف، ويمكن للأرانب الأوروبية الغازية (Oryctolagus cuniculus) أن تشكل جزءًا كبيرًا من نظامها الغذائي وتحظى بشعبية كبيرة بين السنَّور الجرابيّ النمري على وجه الخصوص.

الأنواع الأصغر والأكثر شجرية مثل السنَّور الجرابيّ الشمالي و السنَّور الجرابيّ غينيا الجديدة تتغذى أيضًا على العديد من اللافقاريات والطيور والزواحف الصغيرة وأحيانًا الفواكه، في السنَّور الجرابيّ الشمالي يعتبر استهلاك ضفادع القصب الغازية (Rhinella marina) مشكلة كبيرة لأنّ الضفادع سامة وهي عنصر فريسة سهلة تؤدي إلى الموت، ومع ذلك يبدو أنّ بعض السكان قد طوروا سلوكيات تجنب الضفادع التي مرت عبر أجيال عديدة.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: