الضبع المرقط

اقرأ في هذا المقال


الضبع المرقط هو أكبر الحيوانات في عائلة الضباع، وهو من الحيوانات المفترسة والخطرة، التي تتواجد بشكل أساسي في إفريقيا جنوب الصحراء، وتفضل العيش في الأراضي العشبية، ذات التضاريس المفتوحة المسطحة، رغم أنها حيوانات آكلة اللحوم، وقد تكون خطرة على حياة الإنسان في الكثير من الأحيان.

مواصفات الضبع المرقط

تتميز الضباع المرقطة برأسها الكبير والقوي وأرجلها النحيلة وظهرها المائل، وفرائها الصوفي الذي يتميز بالخشونة، ولونها المتدرج من الرمادي المصفر إلى بني، مع وجود بقع داكنة غير منتظمة على الجسم كله، وذيلها القصير والكثيف، ويغطي رقبتها وكتفيها بدة كثيفة من الفرو.

ولا تعتبر الضباع المرقطة مربيًا موسميًا، كما يمكنها أن تتكاثر في أي وقت من السنة، على الرغم من أن ذروة التكاثر تحدث خلال فصل الشتاء، ويتكون متوسط الولادات من صغيرين اثنين، رغم وجود ثلاثة صغار في بعض الأحيان.

ولدى الضباع المرقطة فكوك قوية للغاية، ويمكنها سحق ومضغ العظام، وكذلك أسنان خاصة لقطع الجلد والأوتار، وتلتهم الضباع كل جزء من فرائسها، ولديها إفرازات حمضية جدًا في المعدة لهضمها، أما العناصر غير القابلة للهضم مثل القرون والحوافر والشعر تتقيأ في حبيبات.

تكيف الضبع المرقط

الضباع حيوانات تتصف بالاجتماعية؛ لأنها تعيش في مجموعات، تتكون كل مجموعة من 10 إلى 30 فردًا، وأحيانًا ما تصل المجموعة الواحدة إلى 100 ضبع، وتحتل كل مجموعة أراضيها الخاصة، والتي يتم حراسة حدودها بعناية، ويمكن تمييز أفرادها عن طريق البول والفضلات.

وتنقسم المجموعات الكبيرة عادة إلى مجموعات صيد أصغر، وضمن أي مجموعة من الضباع، تهيمن الإناث على الأفراد الذكور، وكل مجموعة عبارة عن مجتمع مستقر من الإناث ذات الصلة، ومن بينها الذكور غير المرتبطة وتقيم لفترات متفاوتة. وتبقى الإناث في مجموعتها للولادة مدى الحياة، لكن الذكور تغادر في وقت قريب من سن البلوغ؛ لينضموا معًا مؤقتًا في مجموعة واحدة.

وتستقر الذكور لاحقًا في مجموعة جديدة، وتبقى فيها لبضع سنوات قبل المغادرة مرة أخرى. ويوجد داخل المجموعة تسلسل هرمي منفصل لكل جنس من الضباع، وقد لوحظ أن جميع الذكور المقيمة تداعب الإناث، ومع ذلك لوحظ أن الذكر الأعلى رتبة يتزاوج بنجاح، وتنام الضباع في الجحور التي تحفرها بنفسها.

ويمكن للضباع المرقطة السفر لمسافة تصل إلى 80 كم في ليلة واحدة، والضبع هو في الأساس صياد وليس زبالاً، يتم قتل عدد أكبر بكثير من الحيوانات مما يتم استهلاكه كجيف، ويمكن تناول ما يصل إلى 15 كغم من اللحوم في الوجبة الواحدة، أي ما يساوي ثلث وزن الجسم. وُيتّبع التسلسل الهرمي للتغذية في المجموعة، فتأكل الإناث أولاً، تليها الذكور، تليها الأشبال.

سلوك الضبع المرقط

تصطاد الضباع المرقطة فرائسها بشكل تعاوني في مجموعات، وغالبًا ما يتم إسقاط الفريسة عن طريق لدغة في الساق، ثم تمزيقها إلى أشلاء، ولديهم كفوف أمامية كبيرة لإمساك الذبيحة أثناء تمزيق اللحم، وأطراف أمامية قوية لحمل كتل كبيرة من اللحم والعظام. ويمكن أن تطارد الضباع فرائسها لمسافة تصل إلى خمسة كيلومترات، وتجري 40-50 كيلومترًا في الساعة.

والضباع حيوانات صاخبة وقوية للغاية، فتصدر عددًا من المكالمات المختلفة، التي تشير النبرة العالية منها  إلى الخوف أو الخضوع، بينما تصاحب المكالمات منخفضة النبرة ميلًا كبيرًا للهجوم. والصوت العالي “الصاخب” هو صوت مميز في الليل الإفريقي، ويمكن سماعه لأكثر من خمسة كيلومترات أو أكثر. إنها صرخة حشد، والتي تختلف في السرعة والملعب حسب إلحاح الموقف.

كما أنّ الضباع المرقطة تصيح لتتباهى بقوتها كأفراد، ويعتبر المعدل والأسلوب مؤشرا على الحالة الاجتماعية للأفراد، ولهذا السبب فإن الضباع المرقطة تصيح منفردة بدلاً من الجوقة، كما تفعل مجموعات الذئاب لإظهار قوتها الجماعية. وعلى الرغم من أن الذكور تميل إلى الصياح أكثر من الإناث من نفس الرتبة، إلا أنّ الإناث المهيمنة تكون في أطول نوبات من الديكي، التي تميل للضحك الناخر إلى الظهور في مواقف الإثارة الشديدة.

والضباع المرقطة تُعرف أيضًا باسم الضباع الضاحكة؛ لأنها تميل إلى الضحكات والصراخ والهمهمات المصاحبة للتغذية الجماعية، التي قد تكون موجهة نحو الأفراد المتنافسين في الذبيحة، ولها تأثير ثانوي ضار بجذب الأسود والضباع المرقطة الأخرى، وتشير درجة الضحك إلى عمر الضبع، في حين أن الاختلافات في تواتر النغمات المستخدمة، يكون عندما تصدر الضباع أصواتًا بهدف الإعلان عن مرتبتها الاجتماعية في المجموعة التي تنتمي إليها، وهناك همهمات ناعمة تصنعها إناث كي تنادي صغارها، وعند مهاجمتها ستصدر الضباع المرقطة هدير وأنينًا عاليًا.


شارك المقالة: