الغرق في القطط

اقرأ في هذا المقال


إذا كان القط لا يستطيع السباحة أو يعاني من أي حالة طبية أخرى فمن المهم مراقبته بالقرب من أي مسطح مائي؛ لأنه حتى إذا تم إنقاذه بعد السقوط والمعاناة في الماء فقد يظل يعاني من بعض الأعراض الخفيفة إلى المهددة للحياة، كما أنّ النتائج مؤسفة لذلك يمكن أن تكون قاتلة على الفور في حالة الغرق أو يمكن أن تسبب الغرق القريب وهو فعل قد يؤدي إلى مزيد من التعقيدات وحتى الموت، وباختصار يُعرَّف قرب الغرق على أنه استنشاق كمية كبيرة من الماء والبقاء على قيد الحياة، وعادةً ما يستمر البقاء على قيد الحياة لأكثر من 24 ساعة على الرغم من أنه قد يتم ملاحظة الأعراض قبل هذا الإطار الزمني وخلاله.

الغرق في القطط

يحدث الغرق عندما يدخل الماء في المجاري الهوائية للقط مما يعيق التنفس، أما مصطلح “شبه الغرق” أو “الغرق القريب” إلى ضحايا القطط التي تنجو، وغالبًا ما توجد الحيوانات المصابة في الماء أو بالقرب منه، وتكون فراءها مشبعة بالماء ومعدل التنفس لديها سريع جدًا أو بطيء جدًا، كما تعاني صعوبة في التنفس وجهد ملحوظ في البطن عند التنفس، كما تملك اللثة لون شاحب أو أزرق وتعاني من زيادة معدل ضربات القلب أو انخفاضه، بالإضافة إلى السعال والانهيار وفقدان الوعي وبالنهاية الموت؛ حيث تشكل حمامات السباحة والبرك وأحواض الاستحمام وحتى دلاء المياه مخاطر الغرق للقط، وقد تغرق أيضًا في حوادث القوارب والكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والتسونامي وفي بعض حالات إساءة معاملتها.

يؤدي شفط الماء ودخوله إلى الرئتين إلى انهيارها، كما أن الماء الموجود في الفراغات الهوائية يتداخل مع تبادل الغازات؛ مما يتسبب في نقص الأكسجين الذي يتم نقله في مجرى الدم إلى جميع أعضاء الجسم الأخرى، وهذا يؤدي إلى تأثيرات أخرى في الجسم مثل التغيرات في تدفق الدم ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة وإصابة الأنسجة بسبب نقص الأكسجين والضرر العصبي وهبوط القلب والأوعية الدموية وانخفاض درجة الحرارة والموت، وتقريبًا كل القطط التي تموت في النهاية تموت من تورم الدماغ وإصاباتها بسبب نقص إمدادات الأكسجين، وقد تتطلب الحيوانات المعروضة على وشك الغرق الإنعاش والتنبيب والأكسجين وأحيانًا التهوية الميكانيكية.

كما قد تكون هناك حاجة إلى سوائل في الوريد، ويمكن إعطاء أدوية محددة لمحاولة تقليل تورم المخ إذا لزم الأمر، كما تكون القطط بالقرب من الغرق معرضة أيضًا لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، وقد يتم إجراء الأشعة السينية لتقييم الرئتين وقد تكون هناك حاجة للمضادات الحيوية.

أعراض غرق القطط

يحدث الغرق القريب باستمرار على أربع مراحل؛ حيث أنّ المرحلة الأولى التي يمكن ملاحظتها هي قيام القطة بحركات السباحة السريعة ومحاولة حبس أنفاسها، وثانيًا ستبدأ في الاختناق بمجرد أن يملأ الماء رئتيها، والمرحلة التالية تخص التقيؤ، وأخر مرحلة ستفقد القطة وعيها؛ مما قد يؤدي في النهاية إلى الموت، وما وراء هذه المراحل الأربع هناك بعض الأعراض الأخرى التي يجب الانتباه إليها، وتشمل ما يلي:

  • لسان أزرق أو رمادي أو غشاء مخاطي.
  • خروج السوائل من الفم والأنف.
  • القلق والضيق الشديد.
  • اتساع حدقة العين.
  • صعوبة تنظيم درجة حرارة الجسم.
  • علامات الصدمة (مثل زيادة معدل ضربات القلب وضعف النبض).

أسباب غرق القطط

هناك عدد قليل من المواقف التي يمكن أن تجعل القطة تتعرض للغرق أو بالقرب من الغرق:

  • العمر؛ قد يكون العمر صغير جدًا أو كبير في السن قد يفقد قوته بشكل أسرع أو يكون غير قادر على السباحة.
  • الحالات الطبية مثل العمى والنوبات والخرف.
  • الإرهاق مثل عدم القدرة على الخروج من المسبح.
  • إهمال المالك؛ فقد يكون القط غير مراقب.

كيفية تشخيص حالة الغرق في القطط

إذا بدا أن القطة تتصرف بشكل طبيعي بعد أن كانت تحت الماء فقد يرغب الطبيب البيطري فقط في إبقائها تحت المراقبة لمدة 24 ساعة للتأكد من أنها لا تعاني من أي أعراض، وفي حالات الاقتراب من الغرق الأكثر خطورة سيرغب الطبيب البيطري في إجراء العديد من الاختبارات التشخيصية، وهناك اختباران شائعان هما فحص الدم الشامل (CBC) والملف الشخصي للكيمياء الحيوية، وكلاهما مفيد في فحص خلايا الدم البيضاء أو أي ضرر قد يحدث للأعضاء الداخلية بسبب الحرمان من الأكسجين، كما يتطلب الفحص الروتيني الآخر استخدام مقياس التأكسج النبضي وهو مقطع يوضع على شفة القطة لقياس الأوكسجين.

عادةً ما يتم أخذ صور الأشعة السينية للصدر؛ حيث يتيح هذا للطبيب البيطري معرفة وجود التهاب رئوي أو وذمة رئوية، ونظرًا لأن الوذمة الرئوية يمكن أن تستغرق ما يصل إلى يومين لتظهر فقد يلزم إجراء أشعة سينية روتينية، وفي حالة الالتهاب الرئوي (أو المياه الملوثة) قد يستخدم الطبيب البيطري الشفط عبر القصبة الهوائية (TTA) لأخذ عينة من السائل في الرئتين؛ مما يساعد على تحديد المضادات الحيوية التي قد تكون مطلوبة، وفي حالة غمر القطة في الماء سيكون تحليل البول مفيدًا للكشف عن أي تلف في خلايا الدم الحمراء؛ مما يؤدي إلى وجود الهيموجلوبين في البول.

كيفية علاج حالات الغرق في القطط

يختلف علاج قرب الغرق لأنه يعتمد على المدة التي غُمرت فيها القطو، والضرر الذي تعرضت له ونوع الماء، وتشمل العلاجات ما يلي:

1. العلاج في المستشفيات

بغض النظر عن الطريقة التي قد تتصرف بها القطة، فمن الأفضل لها أن تخضع للمراقبة لمدة 24 ساعة بعد قرب الغرق حيث أن الأعراض قد تستمر في الظهور بمرور الوقت، وإذا كانت القطة تعاني من صعوبة في التنفس فسيقوم الطبيب البيطري بإدارة العلاج بالأكسجين للمساعدة، وبمجرد فشل العلاج بالأكسجين أو الوريد، كما سيتم توصيل القطة بجهاز التنفس الصناعي عادةً لمدة تتراوح من (24-72) ساعة حتى تكتسب القوة للتنفس بمفردها، وقد يستخدم الطبيب البيطري أيضًا موسعًا للقصبات الهوائية مثل تيربوتالين لتحسين التنفس عن طريق توسيع المسالك الهوائية، ولكنه له تأثير طفيف ومؤقت فقط، وإذا كان هناك ماء في الرئتين فيمكن أن تساعد مدرات البول في التخلص منه.

2. الدواء

سيتم إعطاء المضادات الحيوية في حالة اكتشاف التهاب رئوي أو غمر القطة بماء قد يكون ملوثًا، كما أنّ الأدوية الأخرى التي يتم إرسالها عن طريق الوريد تشمل أدوية مثل الستيرويدات والتي تستخدم في حالة الوذمة الدماغية، كما تستخدم السوائل أيضًا لتقليل الجفاف وعلاج الصدمة.

الشفاء من حالات الغرق في القطط

قد يستغرق التعافي من الغرق القريب بعض الوقت اعتمادًا على مدى إصابات القطة، ومن الأفضل تغيير روتينها المعتاد لإبقائها مسترخيه، وقد تكون قد تعرضت لأضرار في الرئة تتراوح من خفيفة إلى شديدة؛ لذلك يجب لا يجب السماح لها بممارسة الكثير من التمارين لمدة أسبوع أو نحو ذلك بعد الخروج من المستشفى، وإذا تعرضت القطة لمضاعفات شديدة مثل الالتهاب الرئوي أو الوذمة الرئوية فستجد صعوبة في التنفس؛ لذا من المهم الحفاظ على هدوئها وعدم ممارسة الرياضة حتى تتحسن صحتها.

المصدر: أمراض الحيوان/ التعليم الفني والتدريب المهني السعودية/ قسم: الإنتاج الزراعي/ تاريخ الإصدار/ 10 أغسطس 2005العلاج التطبيقي لأمراض حيوانات المزرعة/ محمد محمد هاشم/ قسم/ الاخصاء التطبيقي/ تاريخ الإصدار: 01 يناير 2009 الحيوانات عندما تمرض/ حازم عوض/ قسم: وقاية النباتات/ تاريخ الإصدار:01 يناير 2018كتاب طب ورعاية القطط والكلاب/ الدكتورعبد الخالق رمضان الشيخ والدكتورة هيام محمود سامي/ دار النشر: عبد الخالق الشيخ/ تاريخ النشر: 1 يناير 2000


شارك المقالة: