عدوى الفطار الكرواني عند الكلاب

اقرأ في هذا المقال


الفطار الكرواني (Coccidioidomycosis) هو عدوى فطرية شائعة في جنوب غرب الولايات المتحدة؛ مثل جنوب كاليفورنيا وأريزونا وجنوب غرب تكساس؛ حيث تجعل التربة الرملية والقلوية في هذه المناطق أرضًا خصبة لتكاثر الفطار الكرواني للبقاء والتكاثر، وفي الواقع يُطلق على الفطار الكرواني أو داء الكروانيديا أيضًا اسم حمى الوادي بسبب كمية المصابين القادمين من أودية جنوب غرب كاليفورنيا.

الفطار الكرواني عند الكلاب

عادةً ما يحدث الفطار  الكرواني (العدوى الفطرية) والتي تُعرف أيضًا باسم حمى الوادي بسبب فطر ثنائي الشكل (Coccidioides immitis) في بيئة الكلب مثل التربة، ويمكن أن تسبب هذه العدوى الفطرية مشاكل خطيرة في التنفس والتهابات الجهاز التنفسي وتورم الغدد الليمفاوية وتقرحات مؤلمة، ومن المعروف أن مناطق جنوب غرب الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى والمكسيك وأمريكا الجنوبية تؤوي هذه الفطريات في التربة.

لا يتطلب الأمر سوى حوالي عشرة أبواغ صغيرة من (Coccidioides immitis) لإصابة الكلب فقط عن طريق تنفس الغبار في هذه المناطق، ويمكن أن تكون هذه العدوى الفطرية خفيفة إلى شديدة مع شكل شديد يهدد الحياة، كما أن الكلاب الصغيرة جدًا أو المسنة أو التي لديها جهاز مناعي ضعيف أكثر عرضة للأعراض الشديدة.

أعراض الفطار الكرواني عند الكلاب

يمكن أن تختلف علامات التحذير من الفطار الكرواني أو داء الكروانيديا اعتمادًا على ما إذا كان الكلب يعاني من عدوى خفيفة أو شديدة، وكلما زاد عدد جراثيم الكروانيديا المناعية التي استنشقها الكلب زادت حدة العدوى وزادت الأعراض سوءًا، كما يعد عمر الكلب وصحته أيضًا من العوامل المؤثرة في مدى خطورة العدوى؛ حيث أن هناك كلاب لا تظهر عليها أي علامات للعدوى على الإطلاق إلى جانب النعاس وفقدان الشهية وبعضها يعاني من عدوى خفيفة تشبه الأنفلونزا.

ومن ثم قد تصاب بعض الكلاب بالتهاب رئوي، وإذا كان الكلب سيعاني من أي أعراض على الإطلاق فسيتم ملاحظتها بعد حوالي (7 إلى 21) يومًا من تعرضه للجراثيم الكروانية، وفي حين أن العلامة الأكثر شيوعًا لعدوى داء الكروانيديا الفطرية هي السعال الجاف، إلا أن هناك العديد من الأعراض إذا انتشرت العدوى في بقية جسم وعظام الكلب؛ حيث تشمل علامات انتشار العدوى الفطرية ما يلي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • فقدان الشهية.
  • التعب الشديد.
  • الضعف.
  • العرج.
  • تورم العقدة الليمفاوية تحت الفم أو الكتف أو الركبتين.
  • التهاب رئوي.
  • خراجات فوق مناطق العظام المصابة.
  • تورم في الساقين.
  • ألم واضح في الظهر أو الرقبة.
  • الشلل.
  • تورم في العين.
  • تورم الخصيتين.

تشمل العدوى الخفيفة سعالًا خفيفًا وربما بعض الحمى، كما يمكن أن تشمل العدوى الشديدة (المنتشرة) العديد من المشكلات مثل ارتفاع درجة الحرارة وتورم الساقين والعينين والخصيتين والالتهاب الرئوي والشلل والنوبات وحتى قصور القلب.

أسباب الفطار الكرواني عند الكلاب

سبب الفطار الكرواني أو داء الكروانيديا هو التعرض لجراثيم الكروانيديا إميس، ونظرًا لأن الجراثيم عبارة عن فطريات تعيش في الخارج في المناطق الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة والمكسيك وأمريكا الجنوبية والوسطى، فمن المهم أن لا يقضي الكلب الكثير من الوقت في الخارج حول هذه المناطق خاصةً حيث يوجد غبار، وأفضل طريقة لمنع ذلك هي توفير غطاء أرضي (مثل المهاد والعشب والحصى) في المناطق التي قد يذهب إليها الكلب لمنع الغبار.

كيفية تشخيص الإصابة بالفطار الكرواني عند الكلاب

سيحتاج الطبيب البيطري إلى إجراء فحص بدني شامل للكلب، كما سيحتاج أيضًا إلى معرفة متى بدأت الأعراض والتاريخ الطبي للكلب وأي تغييرات في الشهية أو النشاط أو السلوك، كما يجب إكمال عدد من الاختبارات لتحديد ما إذا كان الكلب مصابًا بداء الكروانيديا، التي تشمل ما يلي:

  • معدل ضربات القلب.
  • ضغط الدم.
  • درجة حرارة الجسم.
  • لوحة كيمياء الدم.
  • تحليل البول.
  • عينة براز.
  • الصور الشعاعية الرقمية (الأشعة السينية) للصدر والعظام والمفاصل.
  • اختبار (Cocci)، ويسمى أيضًا اختبار (Cocci serology أو cocci titers) أو اختبار حمى الوادي.

إذا كانت الاختبارات سلبية، لكن الطبيب البيطري لا يزال يشتبه في الإصابة بداء الكروانيديا فيجب تكرار هذه الاختبارات في غضون شهر واحد؛ حيث قد يقرر الطبيب البيطري أيضًا إجراء المزيد من الاختبارات للمساعدة في التشخيص مثل المسحة الفطرية من عينات الأنسجة أو خزعة الخلايا أو السوائل أو الأنسجة للبحث عن الفطريات والأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.

كيفية علاج الفطار الكرواني عند الكلاب

إذا أصيب الكلب بالمرض مبكرًا وتم معالجته على الفور، فهناك فرصة جيدة للشفاء باستخدام أحد الأدوية الثلاثة المضادة للفطريات الأكثر شيوعًا عن طريق الفم:

  • كيتوكونازول (نيزورال).
  • إيتراكونازول (سبورانوكس).
  • فلوكونازول (ديفلوكان).

بعض الكلاب قادرة على التعافي في غضون أسابيع قليلة من العلاج، ولكن يجب أن يستمر الدواء طوال المدة التي يوجهها الطبيب البيطري، والتي عادةً ما تكون حوالي (6 إلى 12) شهرًا، وإذا كان الكلب يعاني من حالة شديدة من داء الكروانيديا المنتشر فمن المحتمل أن يكون العلاج أطول بكثير، وفي الواقع تتطلب بعض الكلاب علاجًا مدى الحياة بالدواء، ولكن هناك بعض الآثار الجانبية لكل من هذه الأدوية، وهي:

  • الفلوكونازول (ديفلوكان): هو الدواء الأكثر شيوعًا المستخدم في داء الكروانيديا لأنه أسهل على الكبد وقادر على علاج أنسجة المخ والعين المصابة أحيانًا، كما أن الآثار الجانبية لهذا الدواء هي الجفاف وتساقط الشعر وقشرة الرأس والإفراط في الشرب والتبول المفرط وتأثيره السلبي على الكلى، وإذا كان الكلب يعاني من أي مشاكل في الكلى، فمن المرجح أن يقوم الطبيب البيطري بإبقاء الجرعة منخفضة قدر الإمكان لمنع تلف الكلى.
  • الكيتوكونازول (نيزورال): كان أول دواء يستخدم في داء الكروانيديا الفطرية ولا يزال يستخدم، على الرغم من أنه يجب استخدامه مع فيتامين سي ليتم امتصاصه، ومن المعروف أيضًا أنه يسبب ارتفاع إنزيمات الكبد وقلة الشهية والغثيان والقيء والإسهال والعقم.
  • إيتراكونازول (سبورانوكس): هو أقوى دواء لداء الفطار الكرواني ويمكن استخدامه في الحالات الشديدة؛ حيث يحتوي هذا الدواء على أعلى مخاطر الإصابة باضطراب المعدة وزيادة إنزيمات الكبد وتفاعلات الجلد (مثل القرحة والخراجات والتهاب الجلد وتساقط الشعر)، ويجب تناوله مع الطعام وهو أمر صعب إذا كان الكلب يفتقر إلى الشهية، كما قد يحتاج كلبك إلى دخول المستشفى حتى يتمكن الطبيب البيطري من مراقبة ردود الفعل السيئة خلال أول 24 إلى 48 ساعة.

قد يصف الطبيب البيطري أيضًا دواء السعال لتخفيف سعال الكلب وأدوية لتسكين الألم ومضادات الالتهاب ونظام غذائي خاص، وأفضل فرصة للشفاء من أي نوع من داء الكروانيديا هي التأكد من اتباع التعليمات المعطاة والاستمرار في المتابعة مع الطبيب البيطري.


شارك المقالة: