القناة الشريانية السالكة في القطط

اقرأ في هذا المقال


لا يؤدي هذا العيب إلى إعاقة تنفس القطة فحسب بل إنه يجعل من الصعب أيضًا على القلب ضخ الدم؛ حيث يميل الدم إلى التكاثف ويتم تداول الكثير من خلال الجانب الأيسر من القلب ويؤدي هذا إلى تضخم نصف القلب وإلى قصور القلب وهي حالة تهدد الحياة، كما سيبدأ السائل أيضًا في التكوّن في الرئتين، ويعد تحديد هذا العيب مبكرًا أمرًا بالغ الأهمية للسماح للعلاج بأن يكون فعالًا قبل حدوث ضرر لا يمكن إصلاحه، كما تظهر هذه المشكلة في كثير من الأحيان في إناث القطط وما يصل إلى 50 في المائة من القطط المولودة بهذا العيب ستموت خلال عامها الأول إذا تُركت دون علاج.

القناة الشريانية السالكة في القطط

القناة الشريانية (ductus arteriosus) هي بنية وعائية جنينية طبيعية تربط الشريان الرئوي بالشريان الأورطي والذي يحول الدم بعيدًا عن الدورة الدموية الرئوية في رئة الجنين غير الهوائية إلى الدورة الدموية الجهازية عبر الشريان الأورطي، وعندما تنهار رئة الجنين وتتطلب الحد الأدنى من تدفق الدم تكون مقاومة الأوعية الدموية الرئوية لدى الجنين عالية جدًا وهي أعلى بكثير من مقاومة الأوعية الدموية الجهازية، كما أنّ القطط النامية في الرحم لديها وعاء دموي يسمى القناة الشريانية المسؤولة عن مساعدة معظم الدم على تجاوز الرئتين حيث لا يتم استخدامها في الرحم، كما يربط الأوعية الدموية اثنين من الشرايين الرئيسية؛ هما الشريان الأورطي والشريان الرئوي.

وينغلق هذا الوعاء الدموي بعد الولادة بفترة وجيزة؛ مما يسمح للرئتين بتلقي المزيد من تدفق الدم لمساعدة القطة على التنفس بشكل صحيح، كما تولد بعض القطط بعيب يمنع القناة الشريانية من الانغلاق مما يحد بشدة من وصول الدم إلى الرئتين، ويشار إلى هذا باسم “القناة الشريانية السالكة (PDA).

أعراض القناة الشريانية السالكة في القطط

ستزداد علامات هذه المشكلة سوءًا مع مرور الوقت، وستظهر الأعراض الشديدة مع تلف القلب والرئتين، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • صعوبة في التنفس.
  • عدم تحمل التمارين.
  • الضعف.
  • توقف النمو.
  • الطنين في الصدر.
  • زرقة في الجزء الخلفي من القط.

أسباب القناة الشريانية السالكة في القطط

في الماضي كان يُعتقد أن هذه الحالة نادرًا ما تتشكل في القطط ولكن يتم الإبلاغ عن المزيد والمزيد من الحالات مع مرور الوقت، كما أنّ أحد الأسباب المحتملة لذلك هو أن العديد من وفيات القطط لا يتم تقييمها من قبل طبيب بيطري، على الرغم من أنه في السنوات الأخيرة تمت مراقبة القطط الصغيرة بشكل صحيح، كما يُعتقد الآن أن القناة الشريانية السالكة هي أكثر عيوب القلب “التحويلية” الأكثر شيوعًا التي تحدث في القطط، كما تنتقل وراثيًا؛ حيث أنّ بعض السلالات مثل السيامي تكون أكثر عرضة للإصابة بالخلل من سلالات أخرى.

كيفية تشخيص القناة الشريانية السالكة في القطط

غالبًا ما يتم اكتشاف هذا العيب الخلقي كجزء من الفحص البيطري الأول للقطط، وأثناء الفحص الروتيني يمكن سماع نفخة قلبية آلية (مستمرة) أثناء تقييم ضربات القلب باستخدام سماعة الطبيب، ويحدث هذا لأن الدم يتدفق بطريقة فوضوية، كما يمكن أن تكشف الأشعة السينية للصدر عن حجم أو شكل غير طبيعي للقلب بالإضافة إلى إظهار ما إذا كان هناك سوائل موجودة في الرئتين، كما يقيس مخطط كهربية القلب النشاط الكهربائي للقلب وسيكشف عن عدم انتظام ضربات القلب (معدل ضربات القلب غير الطبيعي)، وغالبًا ما يُلاحظ تسرع القلب أو معدل أعلى بكثير من المعتاد في القطط المصابة بهذه الحالة.

يمكن أن يكشف مخطط صدى القلب (الموجات فوق الصوتية للقلب) عن كيفية عمل القلب من الداخل، ويمكن أن يساعد الطبيب البيطري أيضًا في استبعاد أي عيوب أو أمراض قلبية محتملة أخرى يمكن أن تسبب الأعراض، كما سيُظهر التصوير التشخيصي أيضًا ما إذا كان الجانب الأيسر من القلب أكبر من الجانب الأيمن، ويجب إجراء فحص الدم الكامل بما في ذلك تعداد الدم الكامل والملف البيوكيميائي، وقد يُظهر فحص الدم الشامل مستويات مرتفعة من خلايا الدم الحمراء وأحجام الخلايا المكدسة؛ مما يشير إلى أن الدم سميك للغاية.

كيفية علاج القناة الشريانية السالكة في القطط

لإصلاح الخلل بشكل دائم يجب إغلاق الأوعية الدموية، ويجب القيام بذلك في أقرب وقت ممكن لمنع ظهور ظروف ضارة أخرى، وقد لا تستجيب القطة للتخدير جيدًا إذا كان القلب متضررًا بالفعل، كما أنّ العلاج يتطلب جراح بيطري خاص لجميع إجراءات علاج هذا العيب، وتشمل هذه العلاجات ما يلي:

  • بضع الصدر: تتضمن هذه الجراحة إجراء شق مباشرة في الصدر وفتح التجويف، ويمكن بعد ذلك ربط الأوعية الدموية تمامًا، ثم يتم خياطة الجرح بالكامل، كما أنها غازية إلى حد ما ولكن القطط تتوقف عن إظهار علامات الألم الخارجية بعد يوم أو يومين بعد العملية.
  • الانسداد القائم على القسطرة القلبية: في هذا الإجراء يتم إجراء شق في الساق الخلفية ويتم استخدام قسطرة لإطلاق آلية صغيرة من شأنها تكوين جلطة دموية؛ حيث من المفترض أن يتم إغلاق الأوعية الدموية، وهناك حاجة إلى معدات متخصصة لهذه العملية وقد لا يكون من الممكن إجراؤها على القطط الصغيرة جدًا، كما أنها غالبًا ما تتطلب يومًا واحدًا من العلاج في المستشفى.

الشفاء من القناة الشريانية السالكة في القطط

نظرًا لأن العلاج يمكن أن يشمل جراحة كبرى فسيكون من الضروري اتباع جميع تعليمات الرعاية المنزلية عن كثب، كما يجب التأكد من أن أي لفات أو ضمادات على الصدر تبقى جافة ونظيفة طوال عملية الشفاء، ويجب فحص الشق يوميًا للتأكد من عدم ظهور أي علامات للعدوى، كما لا يجب السماح للقطة بالمضغ أو الخدش في مكان الجرح، ويجب أن تكون كل الأنشطة محدودة خلال هذا الوقت، وينبغي إعادة القط إلى الطبيب البيطري في غضون أسبوع إلى أسبوعين من أجل إزالة الغرز، وإذا تم إجراء الجراحة بشكل صحيح وتعافى القط تمامًا، فإنه سيستمر في العيش حياة طويلة وطبيعية.

ستكون هناك حاجة إلى مخطط صدى القلب في الأشهر (1-3) التي تلي الجراحة لضمان استعادة وظائف القلب والرئة، كما ستكون هناك حاجة لفحوصات منتظمة إذا تعرض القلب لضرر دائم والحاجة إلى علاج طويل الأمد، ولا ينبغي تربية القطط التي تم تشخيص إصابتها بالقناة الشريانية السالكة وذلك لمنع العيب الوراثي من الانتقال إلى القطط الأخرى.


شارك المقالة: