بطريق روكهوبر وصغاره

اقرأ في هذا المقال


بطريق روكهوبر (Rockhopper Penguin) وهي طيور تتكاثر في مستعمرات كبيرة في بعض الأحيان في جميع أنحاء شبه القارة القطبية الجنوبية، وأصغر من نظائرها ولكنها ليست أقل عدوانية، وهناك بعض الأدلة على أنّ طائر بطريق روكهوبر الشمالي أو بطريق موسلي يستحق وضع الأنواع المنفصلة، وأيًا كان من الواضح أنّ بطريق روكهوبر الشمالي وبطريق روكهوبر الجنوبي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا وكثير مما ينطبق على أحدهما ربما ينطبق على الآخر ولكن البيانات الفعلية لا تزال نادرة.

مظهر بطريق روكهوبر

طيور بطريق روكهوبر هي أصغر طيور البطريق الصفراء، ويتميز بطريق روكهوبر بشعار أصفر على رأسه ويتكون من جزأين منفصلين ويتكون من ريش طويل ورفيع وأصفر، مما يشكل حواجب تمتد خلف كل عين للحيوان، والقمة سوداء على مؤخرة الرأس، والرأس والرقبة والذيل والزعانف والأجزاء العلوية سوداء بينما الأجزاء السفلية بيضاء، والأرجل قصيرة والقدم مكشوفة ملونة باللون الوردي الباهت ومجهزة بمخالب سوداء.

الجانب السفلي من زعانفهم أبيض ومهدب بالأسود، وطيور بطريق روكهوبر لها عيون حمراء، والمنقار سميك وملون باللون الأحمر الوردي إلى القرن المحمر، ويتم التعرف على الكتاكيت من هذا النوع بالرأس الرمادي والأجزاء العلوية والأبيض تحت الأجزاء، ومن ناحية أخرى تظهر الأحداث على أجزاء عارية باهتة وقمة أقصر مقارنة بطيور البطريق البالغة، ويبدو كلا الجنسين متشابهين على الرغم من أن الذكور أكبر بشكل ملحوظ من الإناث ولديهم مناقير أكثر سمكًا.

موطن بطريق روكهوبر

على الرغم من أنّ مساحة توزيعها تعتمد على الأنواع إلّا أنّ هذه الطيور توجد عادة في شبه القارة القطبية الجنوبية وكذلك في أجزاء من جنوب المحيط الهندي والمحيط الهادئ، ومناطق تكاثر طيور بطريق روكهوبر هي أمستردام وجزر سانت بول وجزر تريستان دا كونها، وتتواجد طيور بطريق روكهوبر الجنوبية عند طرف أمريكا الجنوبية وتتكاثر في المحيط الهادئ وفي جزر المحيط الهندي الواقعة في شبه القارة القطبية الجنوبية، وتعيش طيور بطريق روكهوبر هذه على الشواطئ الصخرية وتعشيش وتبني جحورها في أعشاب طويلة تعرف باسم طيور البطريق.

يتكاثر الشكل الشمالي من بطريق روكهوبر في المناخات المعتدلة الباردة، وبشكل عام شمال التقارب شبه الاستوائي، مع حدوث تكاثر في تريستان دا كونها وجزيرة غوف في المحيط الأطلسي وجزر سانت بول وأمستردام في المحيط الهندي، ويبدأ موسم التكاثر قبل ثلاثة أشهر (يوليو) منه في الشكل الجنوبي، وهذا الأخير يقتصر على الجزء الشمالي من القطب الجنوبي ولها توزيع حول القطبية، وتوجد مستعمرات التكاثر حول منطقة كيب هورن وفوكلاند وبرينس إدوارد وماريون وكروزيت وكيرجولين وهيرد وماكواري وكامبل وأوكلاند وجزر أنتيبودس، واعتادت جزيرة كامبل أن تكون المعقل الشرقي لهذا النوع ولكن عدد السكان هناك انخفض مؤخرًا.

عادات بطريق روكهوبر

طيور بطريق روكهوبر هذه حيوانات اجتماعية للغاية تُرى دائمًا تقريبًا في المستعمرات، وفي الواقع بطريق روكهوبر هو أكثر أنواع البطريق عدوانية وأكثرها عددًا في العالم، وبحلول نهاية الصيف إلى بداية الخريف تغادر طيور البطريق مستعمرات التكاثر الخاصة بها وتذهب إلى البحر، حيث تعيش وتتغذى لمدة 3-5 أشهر، وطيور بطريق روكهوبر هي حيوانات نهارية، وعندما تكون على الأرض تتحرك عن طريق القفز فوق الصخور والصخور والشقوق الصخرية بدلاً من الانزلاق على بطنها، كما تفعل معظم طيور البطريق.

عند الراحة عادة ما تخفي هذه الحيوانات رؤوسها تحت أجنحتها، وعندما يهز البطريق رأسه تأخذ القمة الصفراء شكل هالة تجذب زملائه، وتستخدم هذه الطيور أشكالًا مختلفة من الاتصال بما في ذلك هز الرأس ونسج الرأس والزعانف والركوع والإيماءات والتنظيف.

بطريق روكهوبر والنظام الغذائية

طيور بطريق روكهوبر هي آكلة اللحوم حيث يتكون النظام الغذائي لهذه البطاريق بشكل أساسي من الأسماك والأخطبوط والكريل والحبار والرخويات والعوالق وكذلك القشريات، حيث تشكل القشريات ولا سيما (euphausids) الجزء الأكبر من المواد الغذائية المستهلكة خلال معظم الدراسات التي أجريت على هذا النوع، كما تلعب الأسماك ورأسيات الأرجل دورًا ثانويًا على الرغم من أنّ إحدى الدراسات وجدت 53٪ رأسيات الأرجل (بالوزن)، ويتكون أكثر من 90 ٪ من النظام الغذائي (بالكتلة) من تربية طيور بطريق روكهوبر الشمالية في جزيرة غوف من القشريات وبشكل أساسي (euphausids)، أما نسبة الـ 10٪ المتبقية فكانت من الأسماك وإلى حدٍّ ضئيل من الحبار.

تكاثر بطريق روكهوبر والصغار

توجد مستعمرات التكاثر على المنحدرات الصخرية وبين التوسوكس وأحيانًا في الكهوف الصغيرة وبين الشقوق، ويتم بناء عش صغير من الخث والحصى، ومع ذلك فإنّ معظم البيض الذي وضع لأول مرة ويطلق عليه بيض (A) يُفقد أثناء فترة الحضانة، وتموت الكتاكيت القليلة التي تفقس من بيض (A) بشكل ثابت تقريبًا خلال الأيام القليلة الأولى من الحضنة.

طيور بطريق روكهوبر لها نظام تزاوج أحادي الزواج مما يشكل أزواجًا مدى الحياة، ويحدث موسم التزاوج في بداية الربيع أو بنهاية الصيف، وكل عام يعودون إلى نفس مناطق التعشيش، وأعشاشهم عبارة عن ثقوب مخدوشة في الأرض ومحددة بالأعشاب الجافة، ويتم وضع بيضتين وحضنتهما لمدة 32 – 34 يومًا من قبل كلا الوالدين والتي تتناوب كل 7 – 17 يومًا.

كقاعدة عامة يعتبر الذكر مسئولاً عن تربية الكتاكيت بينما تتغذى الأنثى على النسل بالطعام، وفي عمر 3 أسابيع تنضم الفقس إلى حضانة من الكتاكيت الأخرى حيث تجد الحماية، وعند بلوغ سن 65 – 72 يومًا يذوب الصيصان ويترك العش ويذهب إلى البحر.

عندما يفقس الكتكوت يعتني الذكر بالنسل بينما تقوم الأنثى برحلات بحث عن الطعام لإطعام الفراخ، وفي حالة عدم عودة الأنثى من الرحلة يستخدم الذكر حليب البطريق، الذي ينتجه من جهازه الهضمي ويطعم نسله من خلال القلس، وطيور بطريق روكهوبر هذه سريعة الانفعال للغاية وعلى استعداد لمهاجمة أي شخص وأي شيء مما يزعجهم، وتتحرك هذه الطيور بالقفز من المنحدرات والقفز لتكون قادرة على القفز حتى 6 أقدامن وهذه القدرة المذهلة تمنحهم اسمهم طيور البطريق الصخرية، وتعتبر طيور بطريق روكهوبر من طيور البطريق الشجاعة حيث تقضي الشتاء في البحر المفتوح وتأتي إلى الشاطئ فقط مع اقتراب موسم التزاوج.

أمّا العدد الدقيق لمجموعات طيور بطريق روكهوبر هذه غير معروف حاليًا على الرغم من تناقصه، ويعتبر عدد سكان بطريق روكهوبر الجنوبي أكثر من 1.5 مليون زوج تكاثر، مصنفة على أنّها معرضة للخطر في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN – International Union for Conservation of Nature)، كما تُقدَّر طيور بطريق روكهوبر الشمالية بحوالي 240300 زوجًا وهي مدرجة على أنّها من الأنواع المهددة بالانقراض.

بطريق روكهوبر والتهديدات

أحد المخاوف الخطيرة التي تهدد سكان هذه الطيور هو الإنسان حيث يصطاد الناس أحيانًا طيور بطريق روكهوبر ويجمعون بيضها وهو أمر شائع بشكل خاص في جنوب تشيلي، وتقلل مصايد الأسماك التجارية بشكل كبير من كمية عناصر الفرائس في جميع أنحاء المنطقة التي تنتمي إليها، بالإضافة إلى ذلك تعاني هذه الحيوانات حاليًا من تسرب النفط، ومن ناحية أخرى تتعرض الحيوانات لتغيرات بيئية تؤثر سلبًا على الإنتاجية بين طيور البطريق هذه وتقلل من أعداد الفرائس في مناطق البحث الرئيسية الخاصة بها، وفي الواقع يعتبر تغير المناخ السبب الرئيسي للانخفاض الحاد في عدد سكانها في جزر فوكلاند.


شارك المقالة: