بطريق غالاباغوس وصغاره

اقرأ في هذا المقال


بطريق غالاباغوس (GALÁPAGOS PENGUIN) هو أصغر البطاريق الدافئة فهذا الطائر له ريش أسود مع منطقة أمامية بيضاء اللون بالإضافة إلى بقع بيضاء حول الجسم، ويتميز الرأس الأسود لبطريق غالاباغوس بعلامات بيضاء على جانبي الرأس تمتد لأسفل من فوق كل عين وتدور للخلف وتهبط إلى الرقبة، وتحت علامات الرأس هذه يمتلك الطائر طوقًا صغيرًا من الريش الأسود اللون يتلاشى باتجاه الخلف، ثم أسفل هذه الياقة السوداء يكون للبطريق خط أبيض يمتد عبر طول الجسم في كلا الاتجاهين، وأخيرًا يمتلك الطائر شريطًا أسود يمتد إلى الأسفل وبالتوازي مع الخط الأبيض، وأقدام بطريق غالاباغوس مظلمة ومنقارها نحيل.

النطاق الجغرافي والموطن لبطريق غالاباغوس

تم العثور على بطريق غالاباغوس في جزر غالاباغوس قبالة الساحل الغربي للإكوادور، فبطريق غالاباغوس هو مقيم على مدار العام في غالبية الجزر الـ 19 في سلسلة غالاباغوس، وتم العثور على معظم الأفراد في جزيرتين كبيرتين في فرناندينا وإيزابيلا.

تحتل طيور البطريق في غالاباغوس المناطق الساحلية والمياه البحرية حيث يجلب تيار كرومويل البارد الطعام وغيره من الضروريات السكانية إلى المنطقة المجاورة، وتستقر هذه الطيور على الشواطئ الرملية والشواطئ الصخرية وتعشش في مناطق الساحل المحمي، وتتكاثر طيور البطريق في غالاباغوس بشكل أساسي في جزيرتي فرناندينا وإيزابيلا الأكبر حجمًا حيث تضع البيض في الكهوف أو الثقوب الموجودة في الصخور البركانية للجزر، وعند التغذية سوف يصطادون الأسماك الصغيرة والقشريات في المياه الساحلية ويغطسون على عمق 30 مترًا تقريبًا.

الوصف المادي لبطريق غالاباغوس

طيور البطريق في غالاباغوس هي طيور بطريق صغيرة إلى حد ما حيث يبلغ متوسط ​​ارتفاعها 53 سم فقط ويتراوح وزنها من 1.7 إلى 2.6 كجم، ويوجد ازدواج الشكل الجنسي حيث يكون الذكور أكبر قليلاً من الإناث، وطيور البطريق في غالاباغوس هي أصغر أعضاء طيور البطريق (Spheniscus) أو النطاقات، وأعضاء هذا النوع هم في الغالب أسود اللون مع ألوان تمييز بيضاء على مواقع مختلفة من الجسم ومنطقة أمامية بيضاء كبيرة.

كما هو الحال في جميع طيور البطريق ذات النطاقات يكون الرأس أسود مع علامة بيضاء تبدأ فوق كلتا العينين والدوائر للخلف وللأسفل ثم للأمام حتى الرقبة، ولديهم أضيق شريط رأس من طيور البطريق النطاقات وهو عامل يميزهم عن بطريق غالاباغوس المماثل، وتحت شريط الرأس بطريق غالاباغوس لها طوق أسود صغير يندمج في الخلف، ويوجد أسفل الياقة السوداء شريط أبيض آخر يمتد بطول جانبي الجسم يليه شريط أسود يمتد أيضًا بطول الجسم.

تكاثر وصغار بطريق غالاباغوس

تحدث عملية التكاثر لدى بطريق غالاباغوس بعدة طقوس لما قبل عملية الجماع لديهم، حيث يقوم أولًا ذكر بطريق غالاباغوس باختيار الرفيقة، ونظرًا لأنّ هذه البطاريق تتزاوج عمومًا مع نفس الشريك طوال حياتها فكل عام تحتاج حفنة من طيور البطريق البالغة لجذب رفيقة جديدة، وأولئك الذين يبحثون عن رفيق جديد يعرضون طقوس التودد المختلفة التي تجذب رفيقة وتقوي الرابطة بين الشريكين.

يشارك الأفراد المزدوجون أيضًا في طقوس الخطوبة التي تعزز الرابطة الزوجية، وتشمل طقوس التودد هذه عروض التقبيل المتبادل والربت على الزعنفة والمبارزة في المنقار، وبعد العثور على رفيقة، ولكن قبل الجماع يبني كل زوج من البطريق عشًا يتم تجديده باستمرار حتى يتم وضع البيض، وعند اكتمال عملية الخطوبة المعقدة وبناء العش الأولي تبدأ طيور البطريق في التزاوج.

بعد الجماع ومع اقتراب وضع البيض قد تتكاثر طيور البطريق بشكل متكرر وتصل إلى 14 مرة في اليوم، وبمجرد وضع البيض يقوم كل من الذكر والأنثى بطريق غالاباغوس برعاية الصغار بما في ذلك حضانة البيض والصيام والبحث عن الطعام، وتحدث هذه العملية التناسلية في كل مرة يتزاوج فيها زوج من طيور البطريق في غالاباغوس حتى مرتين أو ثلاث مرات في السنة.

تتكاثر طيور البطريق في غالاباغوس مرتين إلى ثلاث مرات في السنة وتنتج بيضتين لكل قابض، ومع استمرار موسم التكاثر على مدار العام تحدث معظم عمليات التكاثر عندما تكون المياه الساحلية باردة بدرجة كافية ووفرة في الإمدادات الغذائية، وتحدث هذه العوامل الضرورية للتكاثر في أغلب الأحيان بين مايو ويوليو، مما دفع معظم تكاثر طيور البطريق في غالاباغوس إلى الحدوث خلال هذه الأشهر، ومع ذلك نظرًا لأنّ التغيرات المناخية لا يمكن التنبؤ بها يمكن أن يحدث التكاثر في أي وقت من السنة عندما تكون الظروف مواتية.

تقوم طيور بطاريق الغالاباغوس ببناء أعشاشها في عدة أماكن من مثل التجاويف البركانية وكذلك الكهوف لما قبل عملية الجماع لدديهم، وبعد عملية الجماع تقوم الطيور بوضع البيض وتحضنه لفترة قد تمتد من ثمانية وثلاثون يومًا إلى اثنان وأربعون يومًا، وبعد الفقس تستمر نفس عملية رعاية الصيصان والبحث عن الطعام، وتنضج الكتاكيت في حوالي 60 يومًا وتكون مستقلة تمامًا في غضون 3 إلى 6 أشهر.

يجب أن تنتظر إناث طيور البطريق في غالاباغوس 3 إلى 4 سنوات أخرى للوصول إلى مرحلة النضج الجنسي بينما يجب على الذكور الانتظار من 4 إلى 6 سنوات أخرى، وسلوك التعشيش فريد من نوعه، فستصنع طيور البطريق في غالاباغوس أعشاشها من أي موارد متاحة وغالبًا ما تسرق الحصى والعصي والمكونات الأخرى من عش مجاور عندما لا يكون السكان موجودين.

ينقسم الاستثمار الأبوي لبطاريق غالاباغوس بين الذكور والإناث، ويتم تقاسم واجبات الحضانة وعندما يقوم أحدهم بالاحتضان فإنّ الآخر يغامر بالمياه الساحلية للبحث عن الطعام، وبالمثل عند الفقس يقوم أحد الوالدين بتربية وحماية الفرخ الذي تم فقسه حديثًا، بينما يتغذى الآخر على الطعام لتغذية نفسه والكتاكيت، ويعود الوالد الذي يتغذى بالطعام ليقلس من أجل الفرخ، وتحدث عملية الحراسة والتغذية المكثفة هذه لحوالي 30 إلى 40 يومًا، وعند هذه النقطة ينمو الكتكوت بشكل كبير ويمكن بعد ذلك تركه بمفرده لفترات من الوقت بينما يتغذى الوالدان، وتدوم فترة ما بعد الحراسة بشكل عام حوالي شهر واحد وعند اكتمالها يكون الكتكوت قد أكمل نموه ليصبح بطريقًا بالغًا.

يمكن أن تعيش طيور البطريق في غالاباغوس لمدة 15 إلى 20 عامًا، وبسبب معدلات الوفيات المرتفعة بسبب الافتراس والمجاعة والأحداث المناخية والاضطراب البشري فإن معظم طيور البطريق في غالاباغوس وصغارها لا تعيش في مثل هذه الأعمار.

التواصل والإدراك لبطريق غالاباغوس

تعتمد طيور البطريق في غالاباغوس على سلسلة من المكالمات الصوتية والأصوات بالإضافة إلى مجموعة معقدة من حركات الجسم لأغراض الاتصال المختلفة، والنطق أمر حاسم في المساعدة على التعرف على الاصحاب والكتاكيت، وتساعد هذه الدعوات جنبًا إلى جنب مع حركات الجسم مثل رفرفة الجناح على ردع الحيوانات المفترسة الخاطفين للبيض، وفي طقوس الخطوبة يعتمد بطريق غالاباغوس بشكل كبير على العروض والمواقف التي تعلن عن الحالة الجنسية (الزوجية أو غير المزدوجة)، وتساعد على جذب الشريك وتقوية الرابطة بين الزوجين، ويستخدم بطريق غالاباغوس أيضًا النطق وحركات الجسم للتواصل العام مثل التحيات وعروض المشاعر.

عادات الطعام لبطريق غالاباغوس

طيور البطريق في غالاباغوس هي آكلة للحوم وتتغذى على جميع أنواع الأسماك الصغيرة (التي لا يزيد طولها عن 15 مم) وغيرها من اللافقاريات البحرية الصغيرة، وتشمل أنواع الفرائس الأنشوجة (Engraulidae) والسردين والبلشارد (Cleupidae) والبوري (Mulgilidae)، وتستخدم طيور البطريق في غالاباغوس أجنحتها القصيرة للسباحة في الماء ومناقيرها الصغيرة القوية لالتقاط الأسماك الصغيرة والكائنات البحرية الصغيرة الأخرى، وعادة ما تصطاد طيور البطريق في غالاباغوس في مجموعات وتلتقط فريسة صغيرة عن طريق الاستيلاء عليها من الأسفل، ويعني وضع أعينهم بالنسبة إلى المنقار أنهم يرون الفريسة بشكل أفضل من موقع أسفل الفريسة.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: