تأثير الفيروس على خلايا الجسم

اقرأ في هذا المقال


ما هي الخلايا المتساهلة؟

تسمى الخلايا التي تدعم تكاثر الفيروس بالمتساهلة، وعادة ما تكون عدوى الخلايا المتساهلة منتجة لأن فيروس النسل المعدي ينتج، إذ يُطلق على معظم حالات العدوى المنتجة اسم مبيد الخلايا لأنها تقتل الخلية المضيفة، ولا ينتج عن العدوى التي تصيب الخلايا غير السامة أي فيروس من ذرية معدية وتسمى فاشلة.

عندما لا يتم نسخ الذخيرة الكاملة من جينات الفيروس اللازمة لتكرار الفيروس وترجمته إلى منتجات وظيفية يشار إلى العدوى على أنها مقيدة، وفي بعض حالات العدوى المستديمة والمتحولة قد يظل الحمض النووي الفيروسي في خلايا مضيفة معينة إلى أجل غير مسمى، قد يتم إنتاج فيروس ذرية أو لا يتم إنتاجه.

التهابات الخلايا:

عادة ما ترتبط العدوى بالفيروسات القاتلة للخلايا بالتغيرات في مورفولوجيا الخلية وفي فسيولوجيا الخلية وأحداث التخليق الحيوي المتتابعة، والعديد من هذه التغييرات ضرورية للنسخ المتماثل الفعال للفيروسات.

التأثيرات المورفولوجية:

تسمى التغييرات في مورفولوجيا الخلية الناتجة عن إصابة الفيروس بآثار اعتلال الخلايا (CPE)، والأمثلة الشائعة هي تقريب الخلية المصابة والاندماج مع الخلايا المجاورة لتشكيل مخلوي (الخلايا متعددة النوى) وظهور الأجسام النووية أو السيتوبلازمية، كما قد تمثل أجسام الإدراج إما هياكل خلوية مضيفة متغيرة أو تراكمات من المكونات الفيروسية.

التأثيرات على فسيولوجيا الخلية:

قد يؤدي تفاعل الفيروس مع غشاء الخلية أو الأحداث اللاحقة على سبيل المثال البروتينات الفيروسية المُصنَّعة من دي نوفو إلى تغيير المعلمات الفسيولوجية للخلايا المصابة بما في ذلك حركة الأيونات وتشكيل رُسُل ثانوية وتفعيل شلالات تؤدي إلى تغيير الأنشطة الخلوية.

التأثيرات على الكيمياء الحيوية للخلية:

تمنع العديد من الفيروسات تخليق جزيئات الخلية المضيفة بما في ذلك الحمض النووي والحمض النووي الريبي والبروتين، وقد تغير الفيروسات أيضًا نشاط النسخ الخلوي وتفاعلات البروتين، مما يعزز الإنتاج الفعال لفيروس النسل، وبالنسبة لبعض الفيروسات قد يتم تحفيز وظائف كيميائية حيوية خلوية محددة من أجل تعزيز تكاثر الفيروس.

التأثيرات السامة للجينات قد تحدث عدوى فيروسية بعد الإصابة، وقد تحدث تكسر أو تجزئة، إعادة ترتيب أو تغيرات في عدد الكروموسومات، أما التأثيرات البيولوجية فهي البروتينات المحددة للفيروس قد تغير خصائص مستضد الخلية أو مناعتها وشكلها وخصائص نموها.

التهابات مستمرة في الخلايا:

طورت بعض الفيروسات القدرة على البقاء في خلايا معينة لفترات طويلة من الزمن، وتشمل هذه العدوى؛ العدوى الفيروسية الكامنة والمزمنة والبطيئة، ويؤثر نوع العدوى المستمرة عادة على مدى التغيرات الخلوية، إذ تتميز العدوى الكامنة بالتعبير المقيد عن جينوم الفيروس العرضي أو المتكامل ويرتبط المنتج الجينومي الفيروسي بتغييرات قليلة، إن وجدت في الخلية المصابة بالعدوى الكامنة.

العدوى المزمنة عادة ما تكون التأثيرات الخلوية للعدوى المزمنة مماثلة لتلك الخاصة بالعدوى القاتلة للخلايا الحادة، باستثناء أن إنتاج النسل قد يكون أبطأ أو متقطعًا أو يقتصر على عدد قليل من الخلايا، وقد تؤدي التغيرات الخلوية طويلة المدى إلى مرض شديد أو تثبيط المناعة أو قد تؤدي إلى استجابات مناعية للخلايا أو الأنسجة التالفة أو غير التالفة.

العدوى البطيئة يتميز هذا النوع من التفاعل بين الخلايا الفيروسية بفترة حضانة مطولة دون تغيرات مورفولوجية وفسيولوجية كبيرة للخلايا المصابة، وقد يستغرق التقدم البطيء للإصابة الخلوية سنوات ويتبعه إصابة خلوية واسعة النطاق ومرض، ويمكن أن يتم تحويل العدوى إذ قد تتوسط فيروسات ورم الحمض النووي أو الحمض النووي الريبي تغييرات متعددة تحول الخلية الطبيعية إلى خلية خبيثة.

عادةً ما تحول فيروسات ورم الحمض النووي الريبي الخلايا إلى نمط ظاهري خبيث عن طريق دمج مادتها الجينية في الجينوم الخلوي، وقد تنتج أيضًا ذرية معدية، وغالبًا ما تكون عدوى فيروس ورم الحمض النووي مبيدًا للخلايا، وبالتالي يرتبط التحول بالعدوى الفاشلة أو المقيدة التي يتم فيها التعبير عن عدد قليل من الجينات الفيروسية.

يتضمن التحول عمليتين على الأقل أولاً، تكتسب الخلية القدرة على الانقسام غير المحدود للخلايا وثانيًا، تكتسب الخلايا الخالدة تغييرات وراثية إضافية يمكن للخلية بواسطتها إنتاج ورم بشكل مناسب مضيف، أما آليات التحول الجيني فهناك نوعان من الأنماط العامة التي يمكن من خلالها تحقيق التحول الخلوي، إذ قد يدخل فيروس الورم ويعبر عن ما يسمى الجين المحول في الخلايا أو قد يغير فيروس الورم التعبير وقدرة الترميز للجينات الخلوية الموجودة مسبقًا.

بعد تطوير النمط الظاهري الخبيث قد يتم أو لا يتم الاحتفاظ بالجزء ذات الصلة من الجينوم الفيروسي في الخلايا المحولة اعتمادًا على آلية التحول، وهذه الآليات ليست متعارضة وكلاهما قد يحدث في نفس الخلية.

المصدر: كتاب علم الخلية ايمن الشربينيكتاب الهندسة الوراثية أحمد راضي أبو عربكتاب البصمة الوراثية د. عمر بن محمد السبيلكتاب الخلية مجموعة مؤلفين


شارك المقالة: