جرو الطين وصغاره

اقرأ في هذا المقال


جرو الطين (mudpuppy) هو نوع من السمندل وهو نوع من البرمائيات، والمثير للاهتمام في هذا الحيوان المتواضع والذي يسمى أيضًا كلب الماء هو أنّه يبقى في اليرقات أو في طور غير ناضج طوال حياته، وعادة ما تقضي صغار البرمائيات طور اليرقات في الماء وتتنفس من خلال الخياشيم، وفي النهاية يلقوا خياشيمهم ويتركوا الماء للعيش على الأرض، على الرغم من أنّ معظمهم يحتاجون إلى البقاء بالقرب من المسطح المائي للتكاثر، ولا يتخلص جرو الطين أبدًا من خياشيمه ويقضي حياته في الماء، وجراء الطين ليلية وعلى الرغم من أنّها قد تكون نشطة خلال النهار إذا كانت تعيش في المياه العكرة، ويمكن أن تسبح الجراء الطينية ولكنها عادة ما تسير على طول قاع جسم الماء.

مظهر جرو الطين

يبلغ طول كل من جرو الطين التي تسمى (Waterdogs) في جنوب الولايات المتحدة ما بين 8 و 13 بوصة على الرغم من أنّ فردًا واحدًا على الأقل نما إلى أكثر من 17 بوصة، وأجسادهم رمادية أو ظلال بنية ومرقطة مما يعطيهم اسمهم العلمي، وتعيش الجراء الطينية داكنة اللون في المياه الصافية، بينما تميل الجراء الطينية أخف إلى العيش في المياه العكرة، ويمكن أن يكون للحيوان عدد قليل من البقع أو البقع الكثيرة والمتقاربة من بعضها البعض بحيث تندمج في خطوط، ولديهم بطون شاحبة وفي بعض الأحيان يتم رصد بطونهم، فجرو لويزيانا المائي شاحب من الأعلى وله شريط أسفل ظهره وبطنه نظيف.

يعتقد بعض العلماء أنّ هذه الخاصية التي تسمى استدامة المرحلة اليرقية قد تطورت لأنّه في مكان ما أثناء تطورها، وتوقفت هرمونات الغدة الدرقية ومستقبلات الجرو الطيني وغيره من السمندر النيوتيني عن العمل معًا بالطريقة التي ينبغي، وترك هذا الحيوان في حالة من الشباب الدائم، وإلى جانب وجود نظام غريب للغدة الدرقية، فإنّ جرو الطين على عكس معظم السمندر لا يحتوي على غدة جارات الدرقية للمساعدة في تنظيم الكالسيوم، ولا يعرف العلماء سبب ذلك أيضًا، ولبشرتهم أعضاء حسية تساعدهم على الالتفاف، وعيونهم جيدة فقط بما يكفي لتمييز الضوء من الظلام، ولديهم ثلاثة صفوف من الأسنان المخروطية الصغيرة ولكنها تستخدم فقط للإمساك بفريستها.

الفقس أسود ومخطط باللون الأصفر، كما هو الحال مع معظم البرمائيات تفتقر بشرتها إلى المقاييس وهي لزجة، ويبدو أنّ جرو الطين هو النوع الوحيد من السمندل الذي ينطق بصوت عالٍ على الرغم من أنّ الصوت صرير أكثر منه لحاء، وتكون رؤوس جرو الطين مسطحة وذيول مضغوطة مما يساعدها على السباحة، ولديهم خياشيم حمراء ورقيقة وأربعة أرجل بأربعة أصابع، والجنسان متشابهان حتى ينقلبان، ويحتوي مجرور الذكر على حليمتين متجهتين للخلف وتتضخم خلال موسم التكاثر وعباءة الأنثى شق.

عادات جرو الطين

الجراء الطينية منفردة باستثناء موسم التكاثر، كما إنّهم لا يسبون ولا يهاجرون حقًا على الرغم من أنّهم يفضلون العيش في المياه الضحلة خلال الربيع والخريف والمياه العميقة خلال الصيف والشتاء، ويمكنهم العثور على الفريسة وتجنب الحيوانات المفترسة واستشعار التيارات المائية وضغط الماء من خلال أعضاء في جلدهم، وحاسة الشم لديهم جيدة أيضًا، وعلى الرغم من أنّهم يمشون عادة على طول مجاري النهر إلّا أنّهم يستطيعون ثني أطرافهم بأجسادهم والسباحة مثل الأسماك، ومن المثير للاهتمام هو أنّ جراء الطين لا تدخل في حالة سبات ولكن يمكنها البقاء على قيد الحياة تحت البحيرات المتجمدة، ومع ذلك سيموتون إذا تم رميهم على الجليد.

موطن جرو الطين

يعيش السلمندر جرو الطين في البحيرات والجداول والبرك والأنهار سواء كانت ضحلة أو عميقة، وخلال النهار يختبئون تحت الصخور أو الأغصان التي سقطت في الماء أو بين النباتات، وتم العثور على الجراء الطينية في مياه يصل عمقها إلى 100 قدم، وتعيش جراء الطين في المياه الدائمة بما في ذلك الأنهار والجداول المعمرة والبرك والبحيرات الداخلية وخلجان البحيرات الكبرى والمياه الضحلة والخزانات والقنوات والخنادق.

كما إنّهم يفضلون الأنهار والبحيرات المتوسطة إلى الكبيرة والموائل المائية ذات المأوى أو الغطاء الوافر مثل الكاحل وأكوام الصخور وخاصة الألواح الصخرية المسطحة وجذوع الأشجار الكبيرة المغمورة أو الحطام الخشبي والحصائر الكثيفة من النباتات المغمورة المتآكلة أو تقويض البنوك وجذور الأشجار، ويسكنون المياه الصافية والغرينية ومناطق بها أو بدون نباتات مائية.

ونادرًا ما تُرى الجراء الطينية مختبئة تحت الصخور أو غيرها من أجسام الغطاء أثناء النهار وتنشط فقط في الليل، وخاصة في المياه الصافية أو تنشط ليلًا ونهارًا في الموائل ذات المياه الضحلة والنباتات المائية الكثيفة، وينتقلون عادةً إلى المياه الضحلة في الربيع وينتقلون إلى المياه العميقة في الصيف والشتاء (على سبيل المثال على عمق 56 قدمًا في بحيرة إيري و 100 قدم في بحيرة ميشيغان)، وتمشي الجراء الطينية بشكل أساسي في قاع الأنهار والبحيرات ولكن يمكنها أيضًا السباحة عبر عمود الماء، وقد تستخدم صغار الجراء موائل منفصلة عن البالغين والتي تحدث بشكل متكرر في مناطق المياه الضحلة ذات الغطاء النباتي الكثيف على طول حواف البحيرات والجداول.

حمية جرو الطين

تتغذى كلاب طينية على مجموعة متنوعة من الكائنات المائية، فسوف يأكل جرو الطين أي شيء يمكنهم معالجته كما إنّهم مغذيات انتهازية وسيأكلون كل ما يمكنهم التقاطه، ويعد جراد البحر جزء رئيسي من نظامهم الغذائي، على الرغم من أنّ فكيهم ليسوا مرنين مثل فكي الثعابين، وأسنانهم موجودة للاحتفاظ بفرائسهم حتى يتمكن جرو الطمي من ابتلاعها، ويشمل غذائهم جراد البحر والحشرات وبيض الحشرات واليرقات والأسماك وبيضها والقواقع والقشريات الصغيرة والعناكب والديدان والبرمائيات والجيف.

جرو الطين والتهديدات

هذا السمندل هو أيضًا فريسة لمجموعة متنوعة من الحيوانات بما في ذلك الأسماك آكلة اللحوم التي تكون أقوى وأكبر مما هي عليه، وثعابين الماء والطيور الخواضة مثل البلشون، ويجمعهم البشر أيضًا للبحث ويقتلهم بعض الصيادين دون تفكير لأنّهم يعتقدون أنّهم يأكلون الكثير من بيض أسماك الطرائد، وعلى الرغم من أنّ معظم تجمعات جرو الطين ليست مهددة بالانقراض إلّا أنّ التهديدات تشمل التلوث وغمر المسطحات المائية التي تعيش فيها، ومثل العديد من البرمائيات فإنّ بشرتهم حساسة ويمكن أن تمرض بسبب السموم التي يتم إلقاؤها في مياههم.

تكاثر جرو الطين والصغار

تكاثر جرو الطين هو شيء رائع آخر عنهم، فعلى عكس الهلبندر (hellbender) فإنّ إخصاب البيض داخلي داخل الأنثى، وقبل أن يحدث ذلك يجب أن يتخلى جرو الطين عن حياتهم الانفرادية لفترة من الوقت ويجدون بعضهم البعض.

تتزاوج هذه الحيوانات في الخريف وتجمعون معًا في المياه الضحلة ويتبع الذكور الإناث في أماكن مخفية تحت صخرة أو جذع شجرة، وسوف يسبح حولها حتى يسقط حامل نطاف كبسولة تحتوي على الحيوانات المنوية، وتلتقطها بملابسها وتثنيها في غدة تسمى (spermatheca)، وستتمسك به حتى تصبح جاهزة لوضع البيض في الربيع، وبعد ذلك ستسمح للحيوانات المنوية بتلقيح بيوضها وترسب البويضات المخصبة على الجانب السفلي من صخرة أو أي هيكل آمن آخر.

يبلغ متوسط ​​عدد البيض حوالي 60 بيضة ولكن من المعروف أنّ الإناث تضع 200 بيضة في المرة الواحدة، وسوف تحرسهم حتى يفقسوا وهو ما يقرب من شهر إلى شهرين، وعندما تفقس اليرقات يتراوح طولها بين 0.79 و 0.098 بوصة، وإذا نجا من الافتراس والتهديدات الأخرى يمكن أن يعيش جرو الطين لمدة تصل إلى 20 عامًا، وعلى الرغم من عدم معرفة العدد الدقيق لهذه السمندل إلّا أنّ هناك بعض المناطق التي ينخفض ​​فيها عدد السكان.

المصدر: ادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: