حيوان البقري المطوق وصغاره

اقرأ في هذا المقال


حيوانات البقري المطوق (collared peccary) على الرغم من مظاهرها المتشابهة مع حيوان الخنزير، إلّا إنّ البقري ليس خنزيرًا حقيقيًا بأي معنى للكلمة، وبسبب الاختلافات في الهيكل العظمي والأسنان والمعدة فإنّهم ينتمون إلى عائلات مختلفة تمامًا، وهذا النوع مستوطن في المناطق الدافئة والمدارية في الأميركتين، حيث يزدهر كواحد من أكثر الثدييات شيوعًا، واسمه العلمي هو (Pecari tajacu).

مظهر البقري المطوق

يشبه البقري المطوق وكذلك صغاره بشكل مذهل الخنزير البري، حيث لها رأس كبير زاوي وخطم دائري وأذنان صغيرتان وذيل بالكاد مرئي وأنياب ضخمة (لا تبرز من الشفتين)، والفراء الخشن له لون بني غامق مع بطانة بنية فاتحة أو بيضاء تمتد مثل طوق من الفك السفلي إلى الخلف (ومن هنا جاء اسم النوع)، والبقري ذو الأطواق هو الأصغر بين جميع أنواع البقري المطوق حيث يبلغ طوله أقل من 3 أقدام من الرأس إلى الذيل و 12 إلى 20 بوصة عند ارتفاع الكتف ويزن ما بين 37 و 66 رطلاً في المتوسط، وينمو أكبر أعضاء هذا النوع إلى حوالي 93 رطلاً و 3.5 قدمًا وهذا هو حول حجم سلالة الكلاب المتوسطة إلى الكبيرة.

تعتبر الأسنان من أهم العوامل المميزة بين الخنازير والبقري، ويحتوي الأخير على أنياب عمودية تنمو بشكل مستقيم لأعلى أو لأسفل بدلاً من الأنياب المنحنية للخنازير، وتقفل هذه الأنياب معًا لتثبيت الفك وتحسين قوة اللدغة، وعلى الرغم من أنّ ترتيب الأسنان هذا يحد من المضغ إلى حركة بسيطة لأعلى ولأسفل، إلّا أنّه يسمح أيضًا للبقار بممارسة قوة كافية لفتح القشرة الصلبة للغاية لجوزة النخيل.

التكاثر والصغار

لا يوجد موسم تزاوج محدد لدى حيوان البقري المطوق فهم أحرار في التكاثر في أي وقت من السنة على أساس المناخ وهطول الأمطار، كما يحرس الذكر المهيمن بغيرة جميع حقوق التربية مع إناث القطيع، والذكور الأقل حظًا ليس لديهم حقوق تكاثر بأنفسهم، ولكن على عكس العديد من الأنواع الهرمية الأخرى فإنّهم يبقون داخل القطيع طوال العام بدلاً من تكوين مجموعات الأعزب الخاصة بهم من الذكور فقط.

بعد فترة حمل تتراوح من خمسة إلى ستة أشهر تترك أنثى البقري المطوق القطيع لتلد بمفردها، كما إنّها تلد من واحد إلى ثلاثة ولكن نادرًا ما تنجب أربعة ذرية في المرة الواحدة، والأمهات اللواتي يلدن ينسحبن من المجموعة حيث قد يأكل أعضاء المجموعة الآخرون المولود، ومع ذلك تنضم الأمهات إلى القطيع بعد يوم واحد من الولادة، وفقط الأخوات الأكبر سنًا للمولود الجديد يتم التسامح مع الصغار حيث هؤلاء غالبًا ما يصبحن ممرضات للأم الجديدة، ويحدث الفطام في عمر 2 إلى 3 أشهر، ولا يزيد وزن هؤلاء الأطفال حديثي الولادة عن 1 إلى 1.5 رطل ويعتمدون على الأم وأخواتها الأكبر سناً، ولا يؤتمن الشباب على بقية القطيع.

تنمو حيوانات البقري المطوق بسرعة خلال فترة زمنية قصيرة، ويتم فطام الصغار تمامًا عن حليب أمهم في عمر شهرين إلى ثلاثة أشهر، وتصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي بين ثمانية أشهر و 14 شهرًا، بينما يصل الذكور إلى مرحلة النضج الجنسي عند عمر 11 شهرًا أكثر ثباتًا، وتميل حيوانات البقري المطوق الاستوائية إلى الإنجاب أكثر من حيوانات البقري المطوق التي تعيش في الصحراء، وربما يرجع ذلك إلى وفرة الموارد وتوافرها.

يبلغ متوسط ​​العمر المتوقع لهذا النوع حوالي 24 عامًا في البرية ولكن العديد يقعون ضحية للحيوانات المفترسة قبل أن يموتوا في سن الشيخوخة، وفي الأسر حيث تكون خالية من الحيوانات المفترسة ومعظم الأمراض يتجاوز عمر بعض حيوانات البقري المطوق 30 عامًا، ومن الصعب الحصول على تقديرات دقيقة للأعداد، ولكن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة تعتبر البقري المطوق ذو الياقات أو المطوق من الأنواع الأقل إثارة للقلق مع وجود أعداد ثابتة من السكان، وقد يتعرض بعض السكان المحليين في أمريكا الوسطى والأمازون للتهديد بسبب تدمير الغابات المطيرة، ولكن نظرًا لأنّ الأنواع قابلة للتكيف جدًا فأنّه يمكنها العيش في مجموعة واسعة من الموائل المختلفة حتى بين البشر.

موطن البقري المطوق

يحتل البقري المطوق وصغاره نطاقًا هائلاً غير منقطع يمتد من جنوب الولايات المتحدة (حتى الشمال مثل فينيكس وتوكسون) وصولاً إلى الأرجنتين، وجزر الكاريبي الوحيدة التي يتوطن فيها المرض هي ترينيداد وتوباغو، ولكن تم إدخالها إلى العديد من الجزر الأخرى، ويحدث هذا النوع في مجموعة متنوعة من العادات المختلفة من مثل: الغابات الاستوائية المطيرة والشجيرات والأراضي العشبية والمستنقعات والصحراء المسكيت مع صبار الكمثرى الشائك، كما أنّها تكيفت مع الحياة في الأحياء السكنية البشرية.

حمية البقري المطوق

يعتبر البقري المطوق وصغاره جزءًا وسيطًا مهمًا من النظام البيئي المحلي، وينقل العناصر الغذائية والموارد بين المواد النباتية والفرائس الصغيرة في أسفل السلسلة الغذائية والحيوانات المفترسة في القمة، كما أنّها تلعب مع صغارها دورًا مهمًا وإن كان غير مقصود في تشتيت البذور في جميع أنحاء النظام البيئي، وعندما تمر البذور الصغيرة عبر الجهاز الهضمي ويتم بصق الباقي يتم إنشاء نباتات جديدة في جميع أنحاء أراضيها.

يمتلك البقري المطوق حنكًا واسعًا جدًا يشمل كلًا من اللحوم والنباتات، ولكن الجزء الأكبر من نظامه الغذائي يتكون من الجذور وبصيلة النباتات والفاصوليا والمكسرات والتوت والفطريات والعشب والصبار، وفي بعض الأحيان يكملون النظام الغذائي بالكالسيوم والصوديوم والكلور والمغنيسيوم من اللعقات المعدنية التي تحدث بشكل طبيعي.

التركيب الدقيق يعتمد على طبيعة موطنها، وفي الجزء الجنوبي من النطاق من المرجح أن يستهلك البقري المطوق وصغاره لحوم الثعابين والأسماك والضفادع والبيض والجيف، وفي الصحاري تعتبر الأعلاف والتين الشوكي أغلى الأطعمة بسبب محتواها المائي العالي، ويعتمد النظام الغذائي في الغابات المطيرة على الفاكهة بشكل كبير، وقدرت إحدى الدراسات أنّ البقري المطوق وصغاره في بيرو استهلك حوالي 128 نوعًا مختلفًا من النباتات.

التهديدات والمفترسات

تعد الحيوانات آكلة اللحوم القمة مثل بوما والذئب البراري والجاغوار والبوبكات هي الحيوانات المفترسة الرئيسية للبقري ذو الياقات أو المطوق ولصغاره، وقد قام البشر أيضًا تقليديًا بمطاردة هذه الأنواع من أجل الطعام والاختباء التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

أهمية حيوان البقري المطوق الاقتصادية للإنسان

لطالما كانت حيوانات البقري المطوق على مدى عقود مصدرًا للدخل الاقتصادي بسبب جلودها وكجوائز للصيد، وهم من بين أهم أنواع الطرائد الكبيرة في ولاية أريزونا، وغالبًا ما يتم أسر الصغار من هذه الحيوانات ويعملون كحيوانات مزرعة منزلية، ولكن لقد استعادت حيوانات البقري المطوق وصغارها بسهولة البيئات الحضرية وغالبًا ما تكون مواقع متكررة حيث يعلمون أنّها ستتغذى وبالتالي فهي مصدر إزعاج محتمل.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني. أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: