اقرأ في هذا المقال
حيوان الصياد أو الدلق أو خز السمك (Fisher Cat) تبدأ هذه المفاهيم الخاطئة بالاسم نفسه، فالصياد ليس قطة على الإطلاق ولكنه نوع من ابن عرس، وكما أنّه لا يأكل السمك من أي نوع، وبدلاً من ذلك يبدو أنّ الاسم مشتق من تشابهه مع (polecat) الأوروبي المعروف أيضًا باسم (fiche) باللغة الفرنسية، وأجرى علماء الأحياء الأوروبيون الأوائل مقارنة طبيعية للحيوان الذي كانوا على دراية به بالفعل، وبحلول القرن العشرين قلل النشاط البشري بشكل كبير النطاق الطبيعي لهذه الثدييات، ولكن التحسينات الأخيرة في أعدادها قد تجبرها على الاقتراب من البشر.
مظهر الدلق
يشترك الدلق أو الصياد في العديد من أوجه التشابه الجسدية مع الدلق المرتبط ارتباطًا وثيقًا والأعضاء الآخرين في عائلة ابن عرس، ويتضمن ذلك جسمًا طويلًا رشيقًا (منخفضًا على الأرض) وأرجل قصيرة وذيل كبير كثيف وآذان مستديرة وكمامة مدببة، والأقدام كبيرة ومبطنة، مما يسمح لها بالتحرك ببراعة عبر الثلج الخفيف وتحتوي على مخالب قابلة للسحب، ويأتي المعطف عادة بدرجات مختلفة من اللون البني وتتراوح من الفاتح إلى الداكن مع وجود علامات ذهبية أو فضية حول الرأس والكتفين.
قد يختلف لون وكثافة الغلاف بين الأفراد وحتى بين الفصول، ويجلب الصيف نوعًا من المظهر المرقش حيث يخضع الصياد لعملية طرح الريش، بينما يكون الغلاف أكثر سمكًا وأغمق خلال الشتاء، ويبلغ طول جسم الصيادين البالغين ما بين 20 و 25 بوصة (بنفس حجم الكلب الألماني قصير الأرجل)، حيث يضيف الذيل 13 إلى 16.5 بوصة أخرى، وإجمالاً يزن الحيوان بأكمله ما بين 3 و 15 رطلاً، والذكور أكبر بشكل عام ولديهم شعر أكثر خشونة من الإناث، وخلاف ذلك فإنّ مظهرهم الجسدي مشابه.
موطن الدلق
يعيش الصيادون وصغارهم في الغابات الشمالية الشمالية والمختلطة للولايات المتحدة وكندا والتي تمتد من المحيط الأطلسي إلى سواحل المحيط الهادئ، ويمتد نطاقها حتى الجنوب مثل سييرا نيفادا في كاليفورنيا وربما حتى جبال الأبالاتشي في فيرجينيا على الرغم من أنّها لا توجد في البراري أو الجنوب، ويفضل الصيادون الاحتفاظ بعش على مدار العام في أقسام مجوفة من الأشجار مرتفعة في المظلة حيث يكونون في مأمن بشكل عام من التهديدات، ويستخدم الصيادون أيضًا جذوع الأشجار والثقوب وأكوام الفرشاة والفروع المنتشرة حول أراضيهم كمواقع للراحة، وعادة ما يتم الحفاظ على الجحور الأرضية ذات الأنفاق الطويلة والضيقة في فصل الشتاء.
تكاثر الدلق والصغار
لا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه عن ممارسات تزاوج الصيادين بما في ذلك كيفية جذب رفيق ومدة بقائهم معًا، ومن كل المعلومات التي جمعها العلماء نعلم أنّ موسم التزاوج يستمر بشكل عام بين أواخر الشتاء وأوائل الربيع من مارس إلى مايو، ويمكن أن يختلف هذا التوقيت إلى حد ما حسب الموقع، وبمجرد أن يتزاوج الصياد والدلق تتمتع الأنثى بقدرة غير عادية على تأخير تنفيذ البويضة الملقحة حتى الدورة التناسلية التالية، ويمكن أن يظل الجنين في حالة توقف النمو هذه لمدة تصل إلى 10 أو 11 شهرًا، بينما يستمر التطور الجنيني الفعلي حوالي شهر أو شهرين فقط، وقد يستمر الجماع لمدة تصل إلى سبع ساعات.
بعد فترة حمل طويلة تدوم حوالي عام ستنتج الأم أخيرًا قمامة من 1 إلى 6 مجموعات في المرة الواحدة، ويولد كل طفل أعمى وعاجزًا تمامًا ويزن كل منهما 40 جرامًا فقط مع طبقة رقيقة جدًا من الشعر، وتتحمل الأم وحدها مسؤولية تربية الأطفال بينما لا يلعب الأب أي دور على الإطلاق، وستعتمد عليها المجموعات في كل شيء حتى تبدأ عيونهم في الانفتاح بعد حوالي 50 يومًا، ويستغرق الأمر حوالي ثمانية إلى 16 أسبوعًا قبل أن يتم فطامهم تمامًا من حليب أمهاتهم، وبحلول أربعة أشهر من المرجح أنّها علمت مجموعات الأطفال كيفية الصيد، وسوف يتفرقون من العرين بعد حوالي شهر.
تبدأ الإناث في ممارسة النشاط الجنسي بعد عامهن الأول نظرًا لحقيقة أنّه يمكنهم تعليق التطور الجنيني لمدة عام تقريبًا، ويمكنهم التزاوج مرة أخرى على الفور تقريبًا بعد الولادة فإنّهم يقضون جميع حياتهم تقريبًا في حالة حمل دائم أو إرضاع، وعلى النقيض من ذلك يستغرق الذكور حوالي عامين للوصول إلى مرحلة النضج الجنسي الكامل ويكرسون جزءًا صغيرًا فقط من حياتهم للتكاثر، وتصل الإناث إلى أوزان البالغين عند 5.5 شهرًا، بينما يصل وزن الذكور إلى أوزان البالغين بعد عام واحد، وإذا انتهى بهم الأمر إلى البقاء على قيد الحياة في مرحلة الأحداث فيمكن للصيادين أن يعيشوا ما يصل إلى 10 سنوات في البرية.
يتم تصنيف حيوان الدلق أو الصياد حاليًا على أنّه نوع من الأنواع الأقل إثارة للقلق من قبل القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وتشير التقديرات إلى أنّ حوالي 100000 صياد لا يزالون في البرية، ومع انخفاض تجارة الفراء واستعادة بعض أجزاء من موطنها السابق تحسنت آفاق الصيادين بشكل كبير، ولكنها لا تزال مهددة في مناطق معينة من أمريكا الشمالية.
المفترسات والتهديدات
يبدو أنّ فقدان الموائل والصيد من التهديدات الرئيسية لحيوان الدلق وصغاره، فمنذ القرن الثامن عشر قام الصيادون الأوروبيون بتقدير جودة فرائهم الشتوي لصنع الأوشحة وأغطية العنق، وقد تزامن هذا أيضًا مع فقدان موائل الغابات في العديد من مناطق أمريكا الشمالية، وانخفضت أعداد السكان بالمثل خلال نفس الفترة الزمنية، وفي ولاية مينيسوتا انخفض عدد الصيادين بحوالي 50٪ ولم ينتعش بعد، وتتمثل إحدى المشكلات في أنّ الصيادين يعتمدون على الأشجار القديمة أو الناضجة ذات الفراغات الكبيرة بما يكفي لتناسب الداخل، ويؤدي قطع الأشجار باستمرار إلى تعطيل بيئتها الطبيعية.
يفترس الصيادون أحيانًا الثعالب والقطط والوشق والصقور، والصياد البالغ كبير الحجم بشكل عام وعدواني بما يكفي لتجنب الافتراس ولكن الصغار والأحداث هم أكثر عرضة للخطر، ويعتمد الصيادون في الغالب على حاسة الشم والسمع والبصر الممتازة للتفاعل مع العالم من حولهم والعثور على الفريسة المناسبة، وهم نشطون على مدار السنة وربما يقومون بمعظم الصيد في ساعات الشفق، ويبدو أنّ علامات الرائحة هي الوسيلة الرئيسية للتواصل مع أعضاء آخرين من نفس النوع.
النظام الغذائي
سوف يأكل الدلق أي شيء تقريبًا يشعر بالثقة الكافية للصيد، ويتكون نظامها الغذائي من القوارض والأرانب البرية والزبابة والشيهم والطيور وأحيانًا تُستكمل بالفواكه والفطر والمكسرات، كما أنّه لن يفوت وجبة سهلة من جثة ميتة، والصياد هو واحد من الحيوانات المفترسة القليلة الطويلة والمرنة لتلائم الثقوب والأجواف الداخلية بينما يمتلك في الوقت نفسه القدرة على تسلق الأشجار بسرعة وخفة حركة ممتازة.
الخصائص السلوكية
جعلت طبيعة الدلق المنعزلة بشكل طبيعي من الصعب إلى حد ما الدراسة في البرية، ومما نفهمه يبدو أنّه نوع منفرد يحافظ على منطقة محددة على بعد بضعة أميال مربعة، ولا يتفاعل الصياد بشكل عام مع أعضاء آخرين من نفس النوع خارج موسم التكاثر، ويدعم ذلك حقيقة أنّ الصيادين الذكور على وجه الخصوص يميلون إلى العدوانية تجاه بعضهم البعض، ومع ذلك قد يتداخل النطاق المنزلي للذكور مع نطاق قليل من الإناث مما يساعد على تسهيل التفاعلات في موسم التكاثر.
إلى الحد الذي يعرفه معظم الناس عن الصيادين على الإطلاق يُفترض عمومًا أنّهم يصدرون صراخًا عاليًا لكن الدليل على ذلك محدود، وفي معظم الأحيان ما قد يسمعه الناس هو صوت الصراخ العالي للثعلب الأحمر، وعندما يصدر الصيادون أي أصوات على الإطلاق فعادة ما يكون ذلك نوعًا من الضحك أو الهدير.