حيوان الزباد الإفريقي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الزباد الأفريقي هو نوع من الزباد ينتشر في جميع أنحاء مجموعة واسعة في قارة أفريقيا، ويشتهرون بمسكهم الذي يفرز من غددهم والذي يستخدم في صناعة العطور منذ قرون، وكان الصيادون يطاردون هذه الحيوانات في البرية وغالبًا ما يحتفظون بها كحيوانات أليفة من أجل المسك الغالي الثمن، والزباد الأفريقي هو أكبر عضو في (Viverridae) الأفريقية والعضو الوحيد الحي من جنسه.

المظهر والحجم

الحجم يمكن أن يصل طول الزباد الأفريقي إلى 17 إلى 28 بوصة، والوزن يمكن أن تزن أي شيء بين 3 و 10 أرطال وعادة ما تكون الإناث أكبر قليلاً، وفيما يتعلق بالفراء أو الشعر أو المعطف فهي مغطاة بفراء رمادي قصير مع بقع سوداء مرتبة في صفوف قليلة، ويوفر التلوين المحدد للجسم تمويهًا جيدًا، وتعد عيونهم المستديرة محاطة بحلقات سوداء، وبرأسه العريض ورقبته الطويلة وكمامة بيضاء مدببة وأذنين وعينين صغيرتين وجبهة بيضاء حيث يشبه الزباد الأفريقي حيوان الراكون، فمخالبها مكشوفة دائمًا وغير قابلة للسحب.

وفي نفس السياق تعد غدد الرائحة تبدو هذه المخلوقات وكأنها انتفاخات قريبة من أعضائها التناسلية، وفي المتوسط ​​يبلغ عرضها 2 سم وطولها 3 سم، وتكون الغدد عند الذكور أكبر بقليل من الغدد عند الإناث ويمكن أن تنتج إفرازًا أقوى، أمّا الأسنان فلديها 20 زوجًا من الأسنان الحادة التي تستخدم لاصطياد فرائسها.

فترة الحياة

في البرية يعيش الزباد الأفريقي حوالي 12 عامًا، أمّا في الأسر يصل طول عمرها إلى 20 عامًا.

التوزيع والموطن

يعيش الزباد الأفريقي في السافانا والغابات الكثيفة في المناطق الوسطى والجنوبية من قارة إفريقيا ونادرًا ما يسكنون المناطق الجافة، وعلى الرغم من وجود بعض السكان في المناطق الواقعة على طول أنظمة الأنهار التي تظهر في المناطق القاحلة في تشاد والنيجر ومالي، ويختار الزباد الأفريقي جميع المناطق التي لديها إمداد دائم بما يكفي من الماء والغذاء والمأوى، فيعيشون عادة في الجبال والمستنقعات وفي غابات الأراضي المنخفضة والمراعي الاستوائية أو شبه الاستوائية.

الخصائص السلوكية

لا يُعرف سوى القليل عن سلوك وترحيل الزباد الأفريقي لأنّه من الأنواع السرية للغاية ولا يُرى في وضح النهار، فهذه الحيوانات ليست خطرة على الإطلاق بل هي سهلة الانقياد، وهم ليليون ويعيشون في المقام الأول حياة في عزلة، ومع ذلك فقد يتجمعون في مجموعات تصل إلى 15 فردًا خلال موسم التزاوج، والزباد الأفريقي عبارة عن شجر (أي يسكن في الأشجار) ولا يخرج للصيد إلّا بعد غروب الشمس، وهذا هو الوقت الذي يكونون فيه أكثر نشاطًا وهم أيضا سباحون ممتازون.

خلال النهار يقضون ساعات في الراحة على ارتفاعات آمنة من قمم الأشجار أو في الغطاء النباتي الكثيف، والإناث التي لديها صغار تقضي الوقت في أعشاشها، وفي الأساس تميل هذه المخلوقات إلى التحرك في الأماكن التي يوجد بها الكثير من الغطاء، كما إنّها إقليمية للغاية وستحدد أراضيها التي تفرز الرائحة من غددها العجانية، وتلعب غدد الروائح دورًا مهمًا في سلوكهم الاجتماعي والجنسي مثل ما إذا كانت الأنثى هي الشبق وما إلى ذلك.

هذه الثدييات هي نوع مرن يمكنه التكيف مع بيئات مختلفة مما يمنحه القدرة على العيش في نطاق واسع، ويستخدمون مراحيض جماعية تسمى قطارات الزباد التي تقع في الغالب بالقرب من المقاصة والمسارات، ويتم إطلاق الفضلات جنبًا إلى جنب مع نوع خاص من إفرازات الشرج وتترك دون دفن حتى تستمر الرائحة القوية في الانبعاث لفترة طويلة، ويُعتقد أنّ هذا يساعد في التواصل وكذلك لتحديد مناطقهم.

اللغة والصوت

عندما يتعرضون للتهديد يصدر الزباد الأفريقي هدير عاليًا وأصواتًا تشبه السعال.

النظام الغذائي

الزباد الأفريقي حيوانات آكلة للحوم أي أنّها تتغذى على كل من النباتات والحيوانات، ومثل معظم الثدييات المخالب الأخرى فإنّها لا تستخدم مخالبها للقبض على الفريسة، وهم مغذيات انتهازية مع قائمة نظام غذائي طويلة، ويشمل نظامها الغذائي الفاكهة والنباتات المختلفة والحشرات والبيض والطيور والزواحف والضفادع والأسماك وسرطان البحر والجيف والفئران وحتى الثدييات الصغيرة مثل الحملان الصغيرة وإلى ما ذلك.

التكاثر والصغار

كما أنّ السلوك التناسلي لهذه الحيوانات في البرية غير معروف تمامًا، وبالنسبة لأولئك الذين يسكنون في جنوب إفريقيا يبدأ موسم التكاثر في أغسطس ويمتد لمدة 6 أشهر تقريبًا (يناير)، وبالنسبة للسكان في الساحل الشرقي (بما في ذلك كينيا وتنزانيا) يكون موسم التكاثر بين مارس وأكتوبر، ويعتبر حيوان الزباد حيوانًا منفردًا ولا يُرى معًا إلّا خلال موسم التزاوج، وتلد إناث هذا النوع عادة ما يصل إلى 4 أطفال مع فترة حمل تبلغ حوالي شهرين، وعش الصغار مبني من قبل الإناث، وعشهم هو في الأساس جحر تحت الأرض هجرته الحيوانات الأخرى، ويتم حفظ الزباد الصغير في الجحر لضمان سلامته الكاملة، ورغم أنّهم في بعض الأحيان يستقرون أيضًا في جذوع الأشجار المجوفة.

يمكنهم إنجاب ما يصل إلى 4 أطنان في السنة الواحدة وحجم القمامة هو 1 إلى 4، ويتغذى كل شبل على حليب الأنثى باستخدام حلمة خاصة به لمدة 6 أسابيع تقريبًا ويبدأ في تناول الطعام الصلب قبل الفطام من 14 إلى 16 أسبوعًا، وعلى الرغم من أنّ صغار الأطفال حديثي الولادة يبلغون حجم القطط الصغيرة تقريبًا إلّا أنّهم ليسوا عاجزين تمامًا مثل العديد من أبناء عمومتهم المقربين الآخرين.

تلد الإناث داخل جحورها وبعد الولادة يكون صغار الزباد متحركًا تمامًا ولديهم كمية كافية من فرو الجسم الناعم والداكن، وتعتني الأنثى بأطفالها حتى يكبروا بقوة كافية للدفاع عن أنفسهم، ويرضع الأطفال الحليب لمدة 6 أسابيع تقريبًا، ويبدأون في تناول الطعام الصلب بعد الفطام لأول مرة في سن 14 إلى 16 أسبوعًا، وتبلغ أنثى الزباد الأفريقي سن النضج الجنسي عند حوالي عام واحد بينما يبلغ الذكور في وقت مبكر ما بين 9 و 12 شهرًا، ويمكن للإناث الحمل لأول مرة عندما يبلغن من العمر 14 شهرًا تقريبًا.

يتم تغطية أشبال الأطفال حديثي الولادة بالفراء الداكن؛ وذلك لمساعدتهم على التمويه في ظلمة جحورهم، وعندما يتعرضون للتهديد يمكنهم رفع شعرهم الأسود الطويل على ظهر أجسادهم حتى يظهروا أكبر، وتتكيف حيوانات الزباد الأفريقية مع استهلاك مثل هذه المواد التي عادة ما تكون سامة أو مقيتة لمعظم الثدييات الأخرى.

على سبيل المثال هي قادرة على أكل اللافقاريات السامة مثل الديدان الألفية، على الرغم من احتوائها على السيانيد وعادة ما تتجنبها الأنواع الأخرى، وسوف يتغذون أيضًا على المواد السامة الأخرى مثل ثمار الإستركنوس (stychnos) والثعابين والجيف شديد التعفن، ولديهم حاسة شم ممتازة، وبالتالي يمكنهم التواصل مع الزباد الآخرين عن طريق الشم وكذلك الإشارات البصرية والسمعية.

المفترسون

القطط الكبيرة المفترسة هي أكثر الحيوانات المفترسة شيوعًا، وتندرج الحيوانات المفترسة الأخرى مثل الأسود والنمور والثعابين والتماسيح أيضًا ضمن قائمة الحيوانات المفترسة الرئيسية.

الحفاظ على الزباد الإفريقي

الزباد الأفريقي ليس من الأنواع المهددة  بالانقراض، وقد قام الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (IUCN-International Union for Conservation of Nature) بتصنيفها ضمن قائمة الأنواع (LC) أي الأقل قلقًا.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: