حيوان الكنكاج وصغاره

اقرأ في هذا المقال


حيوان الكِنكَاج (Kinkajou) هو حيوان ثديي ذكي يعيش في الغابات في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، وبسبب ذيله الذي يمكن شده وأقدامه التي تشبه اليد فقد أخطأ الناس في الأصل في فهم حيوان الكِنكَاج لنوع من الرئيسيات أو الليمور، ولكنه في الواقع ينتمي إلى نفس الترتيب (Carnivora) مثل الكلاب والقطط والدببة، وهي حيوانات شجرية في الطبيعة، كما أنّه غالبًا ما يُسمع هذا النوع الصاخب بصوت عالٍ ولكن نادرًا ما يُرى، وهذا يجعل من الصعب للغاية دراستها بالتفصيل، وتأتي الكثير من الحقائق التي نعرفها عنهم من دراسات أجريت في الأسر.

مظهر الكِنكَاج

يمكن تمييز حيوان الكِنكَاج بجسم طويل ورأس مستدير وأذنان وكمامة قصيرة وأقدام مكعبة قليلاً ومخالب حادة وأصابع مميزة على اليدين، ومع ذلك فإنّ أهم ميزة لكِنكَاج هو ذيله الطويل الذي يمكن شده، والذي يعمل كنوع من الطرف الثالث الذي يمكنه الإمساك بالأشياء أو الأغصان، كما إنّها قوية جدًا لدرجة أنّ حيوان الكِنكَاج يمكن أن تنقلب رأسًا على عقب أثناء الرضاعة، ويعمل الذيل أيضًا كوسيلة رئيسية للتوازن ونوع من البطانية التي تحافظ على دفئه خلال الليالي الباردة.

طورت حيوانات الكِنكَاج العديد من التعديلات الأخرى التي تسمح لها بالتحرك برشاقة عبر الأشجار، وبفضل العمود الفقري المرن بشكل ملحوظ ولديه القدرة على الدوران بمقدار 180 درجة تقريبًا بين الحوض والرأس، ويمتلك حيوان الكِنكَاج أيضًا القدرة على إدارة قدميه في الاتجاه المعاكس والجري للخلف بحيث يمكنه بسهولة تسلق الأشجار لأعلى ولأسفل أولاً، وعادة ما يكون لون الفراء الصوفي الكثيف بنيًا، والذي يساعد في الحفاظ على الجلد جافًا ضد هطول الأمطار المستمر، ولكن يمكن أن يختلف أيضًا في اللون حسب المنطقة من نوع رمادي باهت إلى درجة أفتح من اللون الأصفر، والعيون المستديرة الكبيرة قادرة على عكس الضوء مما يمنحها مظهرًا برتقاليًا مشرقًا.

موطن الكِنكَاج

يعيش حيوان الكِنكَاج في الغابات الاستوائية المطيرة والغابات دائمة الخضرة والغابات الساحلية وحتى الغابات الجافة في أمريكا الوسطى والجنوبية، وتمتد أراضيها الطبيعية بين المكسيك في الشمال والبرازيل أو بوليفيا في الجنوب، ويمكن العثور على الكِنكَاج على ارتفاعات تصل إلى 8000 قدم على الرغم من أنّها عادة ما تكون أقرب بكثير إلى مستوى سطح البحر.

حمية الكِنكَاج

على الرغم من أنّ حيوان الكِنكَاج يعتبر من الأنواع المهمة، إلّا أنّ الأدلة تشير إلى أنّ معظم نظامه الغذائي يتكون في الواقع من الفاكهة، وتلعب حيوانات الكِنكَاج دورًا بيئيًا مهمًا من خلال نشر البذور وحبوب اللقاح في جميع أنحاء البيئة، ويبدو أنّهم يختارون نوع الفاكهة بناءً على الوفرة والتوافر بدلاً من أي خصائص أخرى تتعلق بالحجم واللون والطعم وما إلى ذلك.

عندما لا يبحث عن الفاكهة فإنّ حيوان الكِنكَاج لديه العديد من الوسائل الأخرى للحصول على الطعام، ويمكن أن تداهم أعشاش النحل للحصول على عسلها أو شرب رحيق الزهور أو البحث عن ثدييات أو حشرات صغيرة باستخدام مخالبها الحادة لإخضاع الفريسة وقتلها، ويعتبر اللسان الطويل أيضًا أداة مهمة جدًا تساعده في الوصول إلى الشقوق والثقوب التي يتعذر الوصول إليها.

الكِنكَاج والتهديدات

تواجه حيوانات الكِنكَاج في الواقع عددًا قليلاً من الحيوانات المفترسة الطبيعية في البرية، وهم أكثر عرضة للصيادين الذين يبحثون عنها من أجل الفراء أو اللحوم أو حتى لبيعها كحيوانات أليفة غريبة، ويعد تدمير الغابات أيضًا مشكلة كبيرة نظرًا لأنّ الكِنكَاج يعتمدون تمامًا على موطنهم الشجري.

ويتم فقدان ما يقرب من 100000 فدان من الغابات المطيرة كل يوم والكثير من هذا في الأمريكتين، ويفترس حيوان الكِنكَاج في المقام الأول نسور هاربي ونسر أسود وكستنائي وجاغوار وبواء والبشر، ومن المحتمل أن تحدث معظم عمليات الافتراس خلال النهار عندما يكون حيوان الكِنكَاج نائمًا، ولكن الموطن الشجري يوفر قدرًا كبيرًا من الحماية ضد جميع الحيوانات المفترسة تقريبًا باستثناء تلك التي يمكنها التسلق أو الطيران.

تكاثر الكِنكَاج والصغار

يعتبر الكِنكَاج من الأنواع متعددة الزوجات، وعلى الرغم من وجود أنثى واحدة فقط في كل مجموعة فأنّه يمكن للذكر المهيمن أيضًا اختيار التزاوج مع أي أنثى محيطية بالقرب من منطقته لا تنتمي إلى مجموعة اجتماعية معينة، والذكر التابع ليس له حقوق تزاوج مضمونة ولكن في بعض الأحيان قد يُسمح له بالتزاوج مع أنثى واحدة من المجموعة، ويمكن أن تتكاثر الكِنكَاج على مدار السنة، ولكن يبدو أن موسم الذروة للتكاثر يختلف باختلاف النطاق الجغرافي وربما بناءً على توافر الفاكهة المحلية.

بعد فترة حمل طويلة تصل إلى 120 يومًا تلد الأنثى واحدًا (ونادرًا اثنين) صغيرًا عاجزًا في كل مرة في شجرة جوفاء، وبصفتها مقدم الرعاية الرئيسي فهي تتحمل المسؤولية الوحيدة عن رعاية الوالدين للطفل، وقد يتفاعل الأب أحيانًا مع الطفل الصغير ولكنه نادرًا ما يوفر احتياجاته، وستستمر الأم في فطام الطفل لمدة ثمانية أسابيع أخرى بعد الولادة، ويجب عليها إطعام الكثير خلال هذا الوقت بسبب طول فترات الحمل والفطام.

كان يُعتقد أنّ الكِنكَاج حيوان منعزل له روابط فضفاضة جدًا مع أعضاء آخرين من نوعه، ومع ذلك بعد مزيد من الدراسة تم الكشف عن أنّ لديهم في الواقع حياة اجتماعية غنية تدور حول مجموعات صغيرة تسمى القوات، وهذه المجموعات التي تتكون من اثنين من الذكور (كلاهما ذكر مسيطر ومرؤوس) وأنثى والنسل، والتي توفر الحماية المشتركة وفرص التزاوج، ويتم تقوية روابطهم من خلال اللعب المتكرر والاستمالة والتنشئة الاجتماعية، وتتواصل الكِنكَاج مع بعضها البعض من خلال أصوات عالية جدًا وواضحة بما في ذلك الهسهسة والنباح والصرير والهمهمات، ويبدو أنّ لكل صوت غرضًا محددًا ولكن طبيعته الدقيقة غير مفهومة جيدًا.

إذا نجت من فترة الأحداث أو مرحلة العمر في الصغر فسوف تحقق حيوانات الكِنكَاج النضج الجنسي الكامل بعد حوالي 18 إلى 20 شهرًا، وليس معروفًا تمامًا كم من الوقت يمكن لحيوانات الكِنكَاج البقاء على قيد الحياة في البرية، ولكن العمر المعتاد في الأسر يبلغ حوالي 20 عامًا، وكان أطول عمر للحيوانات الكِنكَاج سجله على الإطلاق يبلغ حوالي 40 عامًا.

تعتبر حيوانات الكِنكَاج من الأنواع الأقل إثارة للقلق من قبل القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN)، ومن الصعب الوصول إلى تقدير مناسب لعدد السكان لأنّ حيوانات الكِنكَاج تحب الاختباء بين الأشجار، كما يبدو أنّ الأرقام آخذة في التناقص بسبب فقدان الموائل والصيد الجائر (والذي يتفاقم أكثر بسبب معدل تكاثر هذا النوع المنخفض)، ولكن هذا التدهور لم يعد خطيرًا بما يكفي للتأثير على حالة حماية حيوانات الكِنكَاج.


شارك المقالة: