حيوان الليمور إندري وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يعد حيوان الليمور إندري الشائع (Indri lemur) والمعروف أيضًا باسم باباكوتو (Babakoto) أحد أكبر أنواع الليمور وهو حيوان فريد إلى حد ما، ويُعرف هذا الرئيس بسلوكياته الشبيهة بالبشر وخصائصه غير النمطية ومظهره غير العادي مثل دمية دب، ويظهر الحيوان عيونًا صغيرة وأذنين مستديرة وأنف زر، ويعتمد تلوين فرائهم إلى حد كبير على المنطقة، ومع ذلك فهي غالبًا ما تكون سوداء وبنية بالكامل مع بقع حمراء وبيضاء.

توزيع حيوان الليمور إندري

حيوان الليمور إندري هو نوع أصلي في مدغشقر، حيث كان هذا الحيوان وفيرًا ومنتشرًا في جميع أنحاء القرن العشرين، ويقتصر النطاق الحالي لباباكوتو على المنطقة الواقعة بين نهر مانجورو ومدينة سامبافا في الجزء الشرقي من الجزيرة، والموطن المثالي لهذا النوع هو الغابات المطيرة الساحلية والجبلية.

الوصف المادي لحيوان الليمور إندري

حيوان الليمور إندري هو قافز ممتاز قادر على القفز لمسافات طويلة تصل إلى 10 أمتار عند التحرك بين أغصان الأشجار، وتمتلك هذه الحيوانات أصابع كبيرة متقابلة على أقدامها مما يسمح لها بالإمساك بأغصان الأشجار وكذلك تعليقها رأسًا على عقب، كما تساعد حاسة الشم المتطورة هذه الليمورات على اكتشاف علامات البول وتحديد مناطق الحيوانات الأخرى وتجنب التعارض معها، وعادة ما يعتمد نمط ألوان الأفراد على النطاق الجغرافي، وهكذا يظهر السكان الجنوبيون المزيد من البقع البيضاء في حين أن السكان الشماليين لديهم لون أغمق إلى حد كبير.

يعد حيوان الليمور إندري أحد أكبر الليمورات في العالم حيث يتراوح وزنه بين 13 و 21 رطلاً (6-9.5 كجم) ويتراوح طوله عادةً من 25 إلى 28 بوصة (64-72 سم)، وفي حين أنّ ذيول معظم الليمورات متساوية في الطول تقريبًا مع أجسامها فإنّ ذيل الإندري قصير جدًا حيث يبلغ طوله عادةً حوالي 2 بوصة (5 سم)، وحيوان الليمور إندري لها وجوه مستديرة خالية من الشعر مع آذان كبيرة مشوشة مثل دمية دب، وعيونهم الدائرية مشرقة وذات لون عسلي مع بؤبؤ لعيونهم سوداوين صغار، ويشبه فراء الإندري من حيث اللون وغالبًا ما يكون أسود مع أبيض على طول الذراعين والساقين والبطن والرقبة وفوق الرأس.

العادات ونمط الحياة لحيوان الليمور إندري

الليمور الإندري مخلوقات نهارية حيث تقضي حوالي 30-60٪ من وقتها النشط في التغذية، وفي الوقت نفسه يعتمد مقدار الوقت النشط يوميًا على الموسم ومدة ضوء النهار، وتنتقل هذه الحيوانات الشجرية بين الأشجار عن طريق اتخاذ قفزات عمودية، وعند التحرك على الأرض يقفزون عادةً مع إبقاء أذرعهم فوق رؤوسهم، حيوانات الليمور إندري هي حيوانات اجتماعية للغاية تعيش في مجموعات عائلية مكونة من 3-5 أفراد (شخصان بالغان وصغارهما) تقودها أنثى واحدة مسيطرة.

تسافر هذه المجموعات حوالي 300 – 700 متر في اليوم، والذكور مسؤولون عن الدفاع عن النطاق الرئيسي للمجموعة ضد المتسللين وكذلك تمييز المنطقة بالبول والإفرازات، ويتم إنتاج الأخير بواسطة غدد خاصة موجودة في كمامة هذا الحيوان، والنداء المميز لليمور إندري يتكون من عواءات متعددة تهدف إلى الحفاظ على وحدة المجموعة وعرض الإقليمية، بالإضافة إلى ذلك قد تحمل بعض هذه العواءات معلومات عن العمر والجنس والقدرة التناسلية للأفراد.

النظام الغذائي لحيوان الليمور إندري

الليمور الإندري وصغاره هو من الحيوانات العاشبة (آكلات الفاكهة) وعادة ما يستهلكون الفاكهة وأوراق الشجر وأزهارها ويكمل هذا النظام الغذائي بالنباتات الأرضية العرضية.

تكاثر حيوان الليمور إندري وصغاره

حيوان الليمور إندري هو أحادي الزواج مما يعني أنّ الذكر يتزاوج مع أنثى واحدة فقط ولن يبحثوا عن شريك آخر حتى يموت شريكهم، وموسم التكاثر في هذا النوع هو مايو ويونيو على الرغم من أنّها تتكاثر مرة كل 2-3 سنوات بدلاً من التكاثر سنويًا، وتستمر فترة الحمل من 4 – 5 شهور، وفي الأشهر القليلة الأولى من حياتهم يتشبث صغار الليمور ببطن أمهم، وبعد فترة يركبوا على ظهرها ويفطموا أخيرًا في عمر 6 أشهر، ويصل الأطفال إلى الاستقلال في عمر 8 أشهر لكنهم يميلون إلى الاستمرار في العيش مع أمهاتهم حتى سن 2 – 3 سنوات، ومع ذلك لن يبلغ نصفهم تقريبًا عامين بسبب المرض أو الإصابة، وتكون إناث الليمور على استعداد لإنتاج نسل خاص بها في سن 7 – 9 سنوات.

إنهم يعيشون ما بين 15 و 18 عامًا في البرية ولا ينجحون في الأسر، فلم ينج أي حيوان الليمور إندري أكثر من عام في الأسر، وتشير الأبحاث إلى أنّ النظام الغذائي للإندري متنوع (يأكلون أطعمة معينة في أوقات معينة من اليوم) ولا يمكن تكرارها في الأسر، وأيضًا عندما يؤخذ من البرية فإنّ هذه الليمورات لأسباب لا تزال غير واضحة لا تتكاثر، والتربية في الأسر ليست دائما مباشرة، وتتنوع العوائق المحتملة أمام النجاح من الإشارات الاجتماعية التي يتم التغاضي عنها والخصوصيات التي لا يمكن تكرارها في الأسر أو مجرد شقاق كبير جدًا بين البيئة البرية والمحاكاة التي تم إنشاؤها في الأسر.

وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة يبلغ إجمالي حجم سكان إندري 1،000-10،000 فرد، وحاليًا تم تصنيف هذه الأنواع على أنها مهددة بالانقراض (CR) وتتناقص أعدادها.

التهديدات السكانية لحيوان الليمور إندري

يعتبر صيد هذا النوع من المحرمات أو التلاشي بين السكان المحليين بسبب تشابه إندري ليمور مع أسلاف مدغشقر المقدس، ومع ذلك من المعروف أنّ هذه الحيوانات تقتل من أجل الطعام من قبل المهاجرين، وبسبب الموائل المجزأة للغاية يعيش الليمور الإندري في تجمعات معزولة وقليل من مناطق مداها كبيرة بما يكفي لتهيئة الظروف المناسبة للتكاثر الناجح، ومن ناحية أخرى يؤدي الوقود والأخشاب وكذلك تطوير زراعة القطع والحرق حاليًا إلى خسارة كبيرة لموائل الغابات المطيرة مما يؤثر حتى على السكان في المناطق المحمية، وأخيرًا تتفاقم جميع العوامل المذكورة أعلاه بسبب معدل المواليد المنخفض جدًا مما يجعل الليمور الإندري نوعًا شديد الضعف.

التواصل والإدراك لحيوان الليمور إندري

يمتلك الليمور الإندري كيسًا هوائيًا حنجريًا مما يسمح لهم بغناء الأغاني المرعبة ولكن الجميلة، ويستمر الأداء الفردي لمدة تصل إلى 3 دقائق ويمكن أن يسمعه البشر من مسافة تصل إلى 1.2 ميل (2 كم)، وعُرفت هذه الأنواع باسم باباكوتو أو أمبالانا عند السكان المحليين، في حين أنّ كلمة إندري تعني حرفياً: “هناك هو”، ويسمى هذا الحيوان نتيجة لسوء تفاهم بين السكان المحليين والشخص الذي يعتقد أنّه اكتشف هذا الليمور.

يبدأ يوم إندري بالتبول الجماعي وتغوط المجموعة، وبعد ذلك يتغذون ويأكلون إلى حد كبير طوال اليوم، وتشير التقديرات إلى أنّ ما يصل إلى 60٪ من السلوك الإندري مرتبط بالطعام، فهذه الليمورات بعد يوم طويل من الرضاعة تنهي يومها بالاستمالة، ثم لا يزالون على الأشجار إما أن يزاوجوا ويناموا بأنفسهم، وتعمل الشجرة كتمثيل للتسلسل الهرمي داخل مجتمع الليمور: فنظرًا لأنّ الإناث هي المسؤولة غالبًا ما يتم إنزال الذكور إلى الأغصان السفلية للأشجار حيث يكون الطعام أقل جودة، وعندما تصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي يتم إعطاؤهن الأولوية فيما يتعلق بالطعام حيث لديهم إمكانية الوصول إلى أعلى الفروع مع أفضل الأوراق.

المكانة البيئية لحيوان الليمور إندري

من ناحية نظرًا لنظامهم الغذائي يعمل الليمور الإندري كمشتت بذور لنباتات معينة، ومن ناحية أخرى فإنّها تشكل رابطًا مهمًا في السلسلة الغذائية لموائلها، وكونها أنواعًا فريسة رئيسية للعديد من الحيوانات المفترسة المحلية.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: