دراسة سلوك الأسد

اقرأ في هذا المقال


عندما نصف أحدهم بأنه شجاع ومقدام فإننا نصفه بأنه أسد على سبيل المديح، وعندما نصف أحدهم بالقوّة فإننا نصفه بأنه أسد، وعندما نرغب في أن نشير إلى سيادة أحدهم وقدرته في التحكّم فيمن حوله فإننا نصفه بالأسد، فالأسد هو الحيوان الوحيد الذي تمتزج في شخصيته جميع صفات القوّة والسطوة والسيادة والقدرة على المواجهة بصورة مباشرة، ومع ذلك فهناك الكثير من السلوكيات الخاصة بالأسود، فما هي أبرز سلوكيات الأسود؟

ما هي أبرز سلوكيات الأسود؟

1. التنظيم الاجتماعي للأسود

تعيش معظم الأسود على صورتين مختلفتين، حيث أنّ معظم الأسود تعيش على صورة مجموعات يصل عدد أفرادها في بعض الحالات إلى ثلاثين فرد ما بين أسد ولبؤة وعادة ما تقوم هذه المجموعات بالاستقرار والعيش في مكان واحد وهي تتزاوج فيما بينها تعيش ضمن نطاق فيما يسمى بالزمرة، أو يعيش في صورة منفردة يقوم من خلالها بالترحال الدائم والبحث عن المكان الذي يتناسب مع المجموعة الجديدة.

وقد يكون الترحال أيضاً بين المناطق على شكل مجموعات ولكن أقلّ حجماً، وعادة ما تقوم اللبؤة بطرد الأشبال الصغار من المجموعة بعد وصولها إلى سنّ البلوغ، وعادة ما تحمي الأسود الذكور المكان الذي تتواجد فيه اللبؤات، وتقوم على التبوّل في الأماكن المجاورة كإشارة بأنه يوجد سيّد لهذه المنطقة ولا يمكن لأحد بالاقتراب.

2. المأوى

تعيش الأسود التي تقع ضمن نطاق المجموعة الواحدة في مجموعة ضمن نطاق البيئة التي تتناسب وطبيعة الطعام الذي تتناوله، أو قد ترتحل الأسود قاطعة مسافات شاسعة باحثة عن مأوى جديد يتناسب وطموحاتها، حيث من الممكن ان تبقى هذه الأسود مرتحلة حتى تجد المجموعة التي قد تفرض سيطرتها عليها، وتجد الشريك الذي يتناسب مع طبيعتها، وعادة ما تتواجد الأسود في الغابات التي تتواجد فيها الفرائس كونها من آكلات اللحوم، وهي عادة ما ترتحل للبحث عن مناطق تتوافر فيها حيوانات يسهل صيدها.

3. الصيد

عادة ما تقوم الأسود بالصيد بصورة منفردة معتمدة على قوتها وسرعتها ونفوذها كونها تعتبر من أكثر الحيوانات قوّة وحجماً، إلا أنّ الأسود وخاصة تلك التي تعيش على شكل مجموعات تقوم بالصيد بصورة جماعية بحيث تكون فرص نجاح الحصول على الفريسة أكثر سهولة، وهي عادة ما تتشارك الطعام مع بعضها البعض.

وهي لا تتغذّى على الفطائس أو ما تبقّى من مخلفات الحيوانات، فهي تفضّل الحصول على الوجبات الطازجة، حيث تقوم اللبؤة عادة في عمليات المطاردة كونها أصغر حجماً وأسرع وأكثر قدرة على التحرّك والصيد، ولكن عندما يتم توزيع الفريسة لا تحصل باقي المجموعة على نفس مقدار الطعام الذي يحصل عليه من قام بالصيد، وقد تأكل الأسود ما يصل إلى ثلاثين كيلو من اللحم أو على حسب حجم الأسد وحاجته إلى الطعام.

تحصل اللبؤات التي لم تشارك في عملية الصيد على كميات جيدة من الطعام كونها قامت في عملية حماية الصغار، وعادة ما يوفر الصيد على شكل مجموعة الكثير من السعرات الحرارية التي تضمن للأسد أو اللبؤة الاستمرار في العيش لفترات أطول ودون بذلك جهد كبير في البحث عن الطرائد وانتظار ساعات الفشل أو النجاح.

وعادة لا تشارك الأسود غذاءها مع الأسود الأخرى خارج نطاق المجموعة، وتقوم بعملية الصيد من خلال الهجوم المباشر على الفريسة أو عملية الملاحقة أو الكمين، وعادة ما تنجح الأسود في عملية الحصول على الفريسة.

3. الدفاع عن المجموعة

الأسود الذكور مجبرة على الدفاع عن المجموعة وهي مستعدّة أن تموت من أجل المحافظة على تماسك الزمرة، وعادة ما تحاول بعض الذكور فرض سيطرتها على المجموعة بحجة القوّة، حيث تتواجه هذه الأسود مع الأسود الأخرى التي تحمي المجموعة وتقوم على مقاتلتها حتى الموت، وفي نهاية المطاف سينتصر أحدهم وقد يستمر القتال لساعات طويلة.

 4. التناسل وتربية الصغار

لا يوجد موسم محدّد لتزاوج الأسود، وعادة ما تنجب اللبؤة قبل وصولها لسن الأربعة أعوام، وعندما تضع الأنثى صغارها الذي يتألف من شبل واحد إلى أربعة وتعمل على إرضاعهم حتى يصلوا إلى مرحلة النضج، وعادة ما تقوم اللبؤة بنقل أشبالها من مكان لآخر من خلال حملهم بواسطة أسنانها من مؤخرة العنق.

وعادة ما تقوم بحملها منعاً لنشر روائحها خوفاً من افتراسها من الضواري الأخرى، وعادة ما تتعرّض الأشبال الصغيرة للموت بسبب الجوع أو التعرّض لهجوم حيوان مفترس آخر، أو لتعرّض اللبؤة الأم للقتل من حيوان آخر.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت. سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني. علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم. اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر.


شارك المقالة: