إذا ما أردنا الحديث عن حيوانات يمكن لها تحمّل الظروف الجوية لصورة لا يمكن لأي حيوان آخر تحملها فإننا لا نتحدث بالتأكيد عن الدب القطبي ولا عن الفقمات وإنما نتحدث عن طائر البطريق، وإذا أردنا الحديث عن حيوانات تعتني بصغارها ذكورها قبل إناثها في أصعب الظروف الجوية التي يصعب على أي حيوان آخر تحملها فلعلنا نتحدث عن طائر البطريق القوي الذي لا يطير أساساً ولا يمتلك ريشاً كباقي الطيور تساعده على الطيران، فما هي أبرز السلوكيات الخاصة بطائر البطريق في إطعام صغاره؟
سلوك طائر البطريق في إطعام صغاره
يعتبر طائر البطريق من الطيور القوية التي تتعايش في القارة المتجمدة الشمالية والجنوبية، وهي طيور تمتلك قدرة خارقة على تحمّل درجات الحرارة الصفرية ودون الصفرية بكثير مستعينة بقدراتها الجسدية التي تساعدها على تجمل البرد، ويعتبر طائر البطريق من الطيور التي تمتلك عاطفة قوية في العناية بالبيض بداية وفي الصغار نهاية بصورة لا يمكن لأي حيوان آخر القيام بها.
عندما تضع أنثى طائر البطريق بيضها فإن حضانة البيض في أكثر الظروف الجوية سوءاً تكون من واجب الذكور في وضع البيض على رأس القدم دون أن تصيب الأرض للمحافظة على درجة حرارتها، وبعد أن يفقس البيض يقوم كلا الأبوين برعاية الصغار والمحافظة عليهم بصورة في غاية الروعة، حيث يقوم الذكر في رعاية الصغار وحمايتهم من الحيوانات المفترسة مثل الذئاب القطبية والدببة وغيرها وتقوم الأنثى عادة بإحضار الطعام.
لا يتوقف أمر إحضار الطعام على الإناث فقط وإنما للذكور دور في الحفاظ على حياة الصغار، فعندما تقوم الأنثى في رحلة الصيد من أجل إحضار الأسماك الصغيرة التي قد تقوم بابتلاعها والاحتفاظ بها في معدة جاهزة لتخزين الطعام لمدة قد تصل لغاية ثلاثة أسابيع دون أن يتعفن أو يتحلّل، حيث يكون للذكر دور في إحضار الطعام أيضاً وتخزينه في المعدة لأوقات طويلة دون أن يتحلل بفضل البكتيريا المضادة التي تمتلكها هذه الطيور والتي تساعد في حفظ الطعام والحيلولة دون تحلّله.
يقوم الذكر أو الأنثى الذي يحضر الطعام باسترجاع الطعام الموجود في المعدة أمام الصغار الذين يقومون بدورهم في أكل الطعام بصورة رائعة، حيث لا يموتون بسبب نقص الطعام إلا في حال تم افتراس الأبوين من قبل أحد الحيوانات المفترسة، ولكن تتم عملية إحضار الطعام من خلال تخزينه في المعدة لأسابيع في كل مرة.
في الختام يعتبر البطريق من الحيوانات التي تمتلك عاطفة قوية تجاه صغارها حيث تقوم بإحضار الطعام لهم من خلال تخزينه في المعدة لأوقات طويلة، ويتم بعد ذلك استرجاع الطعام وتقديمه للصغار بصورة رائعة، ويتناوب الذكر والأنثى عادة في إحضار الطعام.