دراسة سلوك الجمل

اقرأ في هذا المقال


لعلّ الجمل من أكثر الحيوانات شهرة نظراً إلى شكله الغريب وسماته المميزة التي تجعل منه كائناً فريداً، فالجمل من الثدييات ذات الأجسام الضخمة تمتاز بطول الأطراف وضخامة الجسد، ويغطّي جسدها الضخم الوبر وتعتلي ظهورها جزء كبير من الدهن يسمّى بالسنام بشكل يشبه الجبل، وهو من الحيوانات القادرة على تحمّل مشاق الأجواء الصحراوية شديدة الحرارة كونه قادر على تخزين المياه داخل جسده، فما هي أبرز السلوكيات التي يمتاز بها حيوان الجمل؟

أبرز السلوكيات التي يمتاز بها حيوان الجمل

1. سلوك حيوان الجمل في التعايش

يعتبر الجمل من الحيوانات المستأنسة التي لطالما ذلّلها الإنسان لخدمته كونه من الحيوانات المطيعة القادرة على تحمّل مشاق السفر، كما وأنها قادرة على التعايش وفقاً لطبيعة الطقس الذي تتواجد فيه، فعلى الرغم من أنّ الجمل العربي هو الجمل المعروف لدى الكثير من أبناء القارة الآسيوية والأفريقية الذي يمتلك سناماً واحداً فوق ظهر، والنوع الثاني هو الجمل ذو السنامين ولا يملك شهرة كبيرة كما هو الجمل العربي.

يعيش الجمل في العديد من بلدان العالم وعادة ما يتم العناية بقطيع الجمال من قبل البشر، فهو يعيش في المناطق الموجودة في شمال أفريقيا وفي الصحراء الكبرى وفي مناطق الشرق الأوسط وصحراء الربع الخالي، أما الجمال ذات السنامين فهي تعيش في مناطق آسيا الوسطى وتختلف حسب ضخامة الشكل والطول والقوة والقدرة على التحمل لصالح الجمل العربي ذو السنام الواحد.

تبلغ سرعة الجمل عند الانطلاق حوالي (65) كيلو متر في الساعة الواحدة، ولكن وبعد أن يستمر العدو لعدة ساعات تصل سرعته لغاية (40-45) كيلو متر في الساعة الواحدة، وهو من الحيوانات الضخمة التي يصل طولها لحوالي متر وثمانين سنتيمتر، ويزيد وزن الجمل البالغ عن الستمئة كيلو غرام، وعادة ما تكون الناقة وهي أنثى الجمل أطول ولكن الجمل أكثر وزناً.

يتميز الجمل بعنقه الطويل وسنامه ذو التقويس المذهل الذي يجعل منه حيواناً رائعاً قادراً على تخزين الدهون في هذا السنام، مما يتيح له القدرة على تحمّل مشاقّ السفر مستعيناً بالدهون التي يمتلكها في هذه السنام، حيث يعتبر الجمل الحيوان الوحيد القادر على فقدان لغاية ثلاثين بالمئة من المياه في جسده وهي من النسب التي لا يمكن لأي حيوان آخر أن يفقدها ويبقى على قيد الحياة

يمكن للجمل أن يشرب لغاية مئة لتر من المياه خلال فترة وجيزة تصل لغاية عشرة دقائق في كلّ مرّة، ويمكن له أن يشرب المياه التي تحتوي على القليل من الملوحة أيضاً، والجمل من الحيوانات التي تتراوح درجة الحرارة ما بين (34-41.7) درجة مئوية، حيث أنّه لا يشعر بالحرارة الخارجية أبداً، كما ويمكن للجمال أن تتلاصق بصورة جماعية حتى لا تشعر بالحرارة المرتفعة.

تعتبر الجمال بصور عامة من الحيوانات المستأنسة التي لا تميل إلى العدوانية، أمّا في فترة التزاوج فيميل الجمل إلى العدوانية ومهاجمة الذكور الأخرى عن طريق العض أو الدفع، وقد تم تسجيل بعض حالات الاعتداء على البشر من خلال مهاجمة الجمال لهم بالعضّ أو الدفع.

كما ويوجد في كلّ قطيع من الجمال المكوّن من مجموعة لا تزيد على العشرين فرداً يقودها أحد الجمال الذكور ويتّبعه باقي أفراد المجموعة ويمنع التحامهم او تشاجرهم بين بعضهم البعض، كما وتتواصل الجمال فما بينها عن طريق أصواتها التي تسمّى رغاء والتي تعتبر وسيلة للتواصل بين الذكور والإناث وبين الصغار مع أمهم.

2. سلوك حيوان الجمل في الحصول على الطعام

تعتبر الجمال من الحيوانات التي تمتلك قدرة كبيرة على أكل الأعشاب الصحراوية، ومنطقة الفم مكوّنة من أغشية تساعدها على أكل الأعشاب الجافة والنباتات الشوكية والأشواك الصحراوية ويمضي الحمل حوالي نصف وقته في الرعي، وهو من الحيوانات المجترّة التي تقوم باسترجاع الطعام بعد أن تتوقف عن أكل الطعام، وهي من الحيوانات التي تتناول النباتات التي تزيد فيها نسبة الملوحة أكثر من أي حيوان آخر، وعادة ما تستعين الجمال بشفتيها الكبيرتين للإمساك بالأعشاب والأوراق وتمزيقها بأسنانها القوية قبل أن يتم مضغها.

3. سلوك حيوان الجمل في التكاثر

يقوم الجمل بإصدار مجموعة من الأصوات التي من شأنها دعوة الأنثى لعملية التزاوج التي عادة ما تكون في فصل الشتاء، حيث تضع الناقة حملاً واحداً بعد مدة حمل تصل لغاية ثلاثة عشر شهراً، وتعتني الأم بالصغير لمدة تصل لغاية العام الواحد من الرضاعة والعناية، وتمتد حياة الجمل عادة ما بين أربعين وخمسين عاماً.


شارك المقالة: