دراسة سلوك الحوت الأزرق

اقرأ في هذا المقال


الحوت الأزرق الذي يعتبر أكبر الحيوانات على الإطلاق، وهو حيوان بحري من الثدييات التي تتكاثر بالولادة وتتعايش في المياه بصورة رئيسية، ويعتبر حجمه الضخم وقدرته الكبيرة على السباحة من أسباب الشهرة الواسعة التي حصل عليها هذا الحوت الضخم، وهو من الحيوانات المعمّرة التي تعيش لفترات طويلة، ولا يعتبر الحوت الأزرق من الحيتان المفترسة، ويمتاز الحوت الأزرق أيضاً بصوته المميز، فما هي أبرز السلوكيات التي يمتاز بها الحوت الأزرق؟

أبرز السلوكيات التي يمتاز بها الحوت الأزرق

1. سلوك الحوت الأزرق في التعايش

يعتبر الحوت الأزرق أكبر الكائنات الحية حجماً إذ يتراوح وزنه ما بين مئة وعشرين ومئة وسبعين طن، ويزيد طوله على الثلاثين متر وهو ذو جسد انسيابي طويل ويمتاز بعدّة ألوان يغلب عليها اللون الأزرق عند منطقة الظهر، ويعيش الحوت الأزرق في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ وفي المحيط المتجمد الجنوبي وفي المحيط الهندي، وعادة ما تعيش الحيتان الزرقاء لفترة طويلة تصل لغاية تسعين عام.

يمتاز الحوت الأزرق بشكله الطويل المستدق، ورأسه مسطّح الشكل ويحتوي على عدد من النتوءات البارزة ومنطقة الفم واسعة جداً وتحتوي على على مجموعة من الصفائح البالينية البالغ عددها حوالي ثلاثمئة صفيحة تتواجد في الفك العلوي، وهذه الصفائح والنتوءات تساعد الحوت الأزرق في الحصول على الطعام وفي إخراج الماء من الفم.

عندما يتنفّس الحوت الأزرق يخرج إلى السطح ليحصل على الأكسجين ويفتح الفتحة الخاصة في نفث المياه حيث يصل ارتفاع المياه إلى أعلى حوالي اثني عشرة متر عندما يتنفّس، وتتسع رئة الحوت الأزرق حوالي خمسة طن من المياه، وتعتبر الحيتان الزرقاء من الحيتان السريعة في السباحة إذ تبلغ سرعته حوالي خمسين كيلو متر في الساعة، وتقلّ هذه السرعة بصورة ملحوظة عندما يحصل على طعامه لتصل لغاية خمسة كيلو متر في الساعة الواحدة.

تعتبر الحيتان الزرقاء من الحيتان الانعزالية التي تعيش بصورة انعزالية ومن الممكن أن يتعايش مع حوت آخر فقط، وتمتاز الحيتان الزرقاء بأصواتها العالية التي يمكن سماعها داخل المحيطات لمسافات بعيدة جداً، كما وأن الأصوات التي تصدرها الحيتان الزرقاء تستخدم لعدّة احتياجات اجتماعية ونقل معلومات وتحديد أماكن وتواصل بين الذكور والإناث، وغير معروف عن الجيتان الزرقاء الفترة التي تمضيها مع بعضها البعض بصورة مزدوجة، ولا تشكّل الحيتان الزرقاء مجموعات كبيرة او صغيرة مع بعضها البعض، وقد تتواجد بصورة منفردة ولكن متقاربة في الأماكن التي يتوافر فيها الغذاء.

2. سلوك الحوت الأزرق في الحصول على الغذاء

يزن الحوت الأزرق ما يزيد على المئة وخمسين طن وهو حيوان بحري لا يعتبر من المفترسات إلا أنه يمتلك فماص كبيراً يتسع لما يزيد على التسعين طن من الغذاء والماء، ولسان الحوت الأزرق يزن حوالي اثنين طن ونصف الطن، وقبله يزيد على النصف طن، ولهذا فهو من الحيوانات غير المفترسة ولا تشكّل خطورة على حياة الحيوانات البحرية الأخرى، حيث تتغذّى الحيتان الزرقاء على القشريات الصغيرة بصورة رئيسية.

كما وتتغّدى الحيتان الزرقاء على العوالق البحرية، حيث تأكل الحيتان الزرقاء كميات كبيرة من هذه الكائنات الحية صغيرة الحجم عندما تبتلع كميات كبيرة جداً من المياه وتقوم بتصفيتها عن طريق الصفائح الموجودة داخل الفم وإخراج الماء الزائد، وعادة ما تحصل الحيتان الزرقاء على طعامها على عمق يزيد على المئة متر خلال أوقات النهار، حيث أنها تحصل على طعامها ليلاً من المناطق التي تقع على سطح المياه.

3. سلوك الحوت الأزرق في التكاثر

تقوم الحيتان عادة بالتواصل مع بعضها البعض عن طريق أصواتها وخاصة في موسم التزاوج، حيث تضع أنثى الحوت صغيراُ واحداً كل ثلاث أو أربعة سنوات لفترة حمل تصل لغاية اثني عشرة شهر، وعادة ما يصل وزن صغير الحوت لغاية ثلاثة طن بطول يصل لغاية سبعة امتار، حيث يبدأ الصغير بالحصول على الحليب الذي تقوم أنثى الحوت بدفعه بصورة مذهلة إلى الخارج.

وعادة ما يحتوي هذا الحليب على كمية كبيرة من الدهون تسمح للحوت الصغير بالتقاطه، وعادة ما يصل وزن الحليب الذي يحصل عليه الصغير لغاية نصف طن، وبعد ستة أشهر يبدأ الحوت الصغير بالتعايش مع طبيعة المكان الذي يتواجد فيه بصورة منفردة، وخلال هذه الفترة يتضاعف حجمه وطوله ويصبح أكثر قوّة، ويصل الحوت إلى فترة النضوج عندما يكون في سن الخامسة من عمره.


شارك المقالة: