دراسة سلوك الخفاش

لوقت طويل كان يعتقد البشر بأنّ الخفاش واحد من الطيور غريبة الشكل التي تستطيع الطيران بصورة سريعة، ولعلّ العلم الحديث الذي قام بتفنيد أطروحاته علماء سلوك الحيوان في هذا الموضوع، استطاعوا أن يؤكدوا أنّ الخفاش حيوان من الثدييات التي تستطيع أن تطير، وهو من الحيوانات الغريبة المثيرة للجدل كونها تمتلك أشكالاً غريبة لا تشبه أي حيوانات أخرى، فما هي أبرز سلوكيات حيوان الخفاش، وكيف تتواصل مع بعضها؟

سلوك الخفاش في التعايش

1. سلوك الخفاش الاجتماعي

يعتبر الخفاش من الحيوانات الثدية القادرة على الطيران من بين جميع الثدييات، وهي حيوانات قوية تم اعتبارها لفترة طويلة من الزمن حيوانات مخيفة وتجلب التشاؤم؛ كونها تفضّل التواجد في المناطق المظلمة على وجه الخصوص بعيداً عن أعين الناس، ولا تظهر في أوقات النهار ولا ترغب في الاقتراب من الضوء، وهي حيوانات تمّ تصنيفها إلى أنواع عديدة بناء على طريقة التعايش الخاصة بها وأحجامها وغذاءها.

تعتبر خفافيش التي تتغذى على الفاكهة هي الخفافيش ذات الحجم الأكبر والتي عادة ما تعتمد في غذاءها على أكل الفاكهة مستعينة بأسنانها القوية، والنوع الثاني هي الخفافيش صغيرة الحجم التي عادة ما تلجأ إلى صيد والتهام الحشرات الصغيرة، وتعتبر الخفافيش من الحيوانات التي تفضّل التعايش في المناطق الدافئة إلى معتدلة، حيث أنه يفضّل التعايش في المناطق النائية سواء في الغابات أو الصحاري أو المدن.

تنام الخفافيش بصورة عكسية وتكون رؤوسها مقلوبة إلى الأسفل وأقدامها إلى الأعلى وهي فقط من بين جميع الحيوانات التي تنام بهذه الصورة، ويمكنها التواجد في الجحور وفي الكهوف بصورة عامة، وعادة ما يكون الخفاش كثير الحركة وخاصة في أوقات الظلام كونه يفضّل التواجد في الأماكن الآمنة التي يتوفر فيها الغذاء بصورة كبيرة.

2. سلوك الخفاش في الحصول على الغذاء

يعتبر الخفاش من الحيوانات ذات الأشكال الغريبة فهو يمتلك رأساً صغيراً وأنياب قوية وأذنين ظاهرين وعينين واسعتين، وشكله مخيف لا يرقى للكثير من البشر أو للحيوانات الأخرى، وهو يختلف في طريقة حصوله على الغذاء باختلاف طبيعة المكان الذي يتواجد فيه وباختلاف أنواعه حول العالم.

تتغذّى الخفافيش بصورة عامة على الحشرات كالبعوض والذباب، كما ويمكن للخفافيش أن تتغذى على ثمار أشجار الفواكه، كما ويوجد أنواع من أنواع الخفافيش سمكن لها أن تغذى بصورة رئيسية على اللحوم، وهي الأكثر خطورة والأكثر رعباً كونها قادرة على أكل واصطياد الحيوانات الأخرى مثل الطيور والأسماك والأفاعي وحتى أنها قادرة على أكل بعضها البعض.

يوجد نوع آخر من أنواع الخفافيش صغيرة الحجم تحصل على طعامها هذه المرة بطريقة مختلفة تماماً، حيث أنها لا تصطاد الحشرات ولا الحيوانات الصغيرة ولا تأكل النباتات ولا الفواكه، ولكنها قادرة على امتصاص دماء الحيوانات الأخرى مثل الغزلان والفيلة والماعز، وتمتاز هذه الخفافيش المرعبة بأنها صغيرة الحجم ولكنها قادرة على إحداث أثر كبير في حياة الحيوانات الأخرى دون أن تعمل على قتلها كما يعتقد البعض، ولكنها تحدث لها الكثير من الأمراض والأعراض المؤذية للغاية.

3. سلوك الخفاش في التكاثر

يعتبر الخفاش من الثدييات غريبة الشكل القادرة على الحمل والإرضاع شأنها شأن الحيوانات الثدية الأخرى، فهي حيوانات قادرة على التكاثر مرة واحدة كلّ عام وفي تلك الأثناء تكون الأنثى قادرة على إرضاع صغارها والعناية بهم حتّى يصبحوا قادرين على التعايش بصورة طبيعية والطيران وحماية أنفسهم، والخفاش من الحيوانات غير القادرة على التعايش في المناطق الباردة والباردة جداً، وهو غير مهيأ للتكاثر في درجات الحرارة المنخفضة.

4. سلوك الخفاش في التواصل

يعتبر الخفاش من الحيوانات الليلية التي عادة ما يتمّ رؤيتها في المناطق المظلمة، وهي تنشط في فصل الصيف على وجه الخصوص، وتقوم تلك الحيوانات القوية بالهجرة في فصل الشتاء بحثاً عن أماكن أكثر دفئاً او تفضّل الدخول في سبات شتوي في أحد الكهوف البعيدة عن مرأى الحيوانات الأخرى، وتعتبر الخفافيش من الحيوانات التي تعيش لغاية عشرين عام وربما أكثر من ذلك في بعض الأنواع التي تعيش لغاية ثلاثين عام.

يعتبر الخفاش من الحيوانات التي تمتلك حاسة نظر وسمع قوية للغاية، فهي قادرة على رؤية الأشياء في الظلام بصورة طبيعية، وتعتمد بصورة رئيسية على حاسة السمع القوية وفقاً لطبيعة الأذنين البارزتين اللتان تساعدان على رصد الأشياء وتحديد حركة الحيوانات الصغيرة، وتعتبر الخفافيش بصورة عامة من الحيوانات غير العدوانية في معظم أنواعه، والخفاش قادر على التواصل مع أبناء جنسه بصورة جيدة وفقاً للأصوات التي يصدرها والذبذبات التي تصدر عنه، والتي تخرج على شكل معلومات تسهّل عملية التواصل فيما بينهم.