من السهل علينا التعرف على سلوكيات الحيوانات متوسطة وكبيرة الحجم وخاصة تلك التي تتعايش في المناطق البرية، ولكن يصعب على علماء سلوك الحيوان مراقبة سلوكيات الحيوانات ذات الأحجام الصغيرة جداً أو تلك التي تتعايش بمعزل بعيداً عن المناطق الحيوية، ويعتبر الخلد من الحيوانات التي تتعايش عادة في الجحور داخل الأرض وهي تختلف بأشكالها وأحجامها وطرق حصولها على الغذاء، فما هي أبرز السلوكيات التي يمتاز بها الخلد ذو الأنف النجمي.
ما هي أبرز السلوكيات التي يمتاز بها الخلد ذو الأنف النجمي
1. سلوك الخلد ذو الأنف النجمي في التعايش
قد يستغرب البعض من تواجد حيوانات يمكن لها التعايش والتكاثر والصيد والتحرك بسهولة كبيرة على الرغم من عدم امتلاكها لأهم الحواس ألا وهي حاسة البصر، ولعل الخلد ذو الأنف النجمي من الحيوانات الثدية صغيرة الحجم التي لا يزيد طولها على الاثني عشرة سنتيمتر، وهي حيوانات تمتلك فراء فوق جلودها تتواجد في المناطق الرطبة في الجنوب والوسط من القارة الأمريكية الشمالية، وهي حيوانات نهارية عادة ما تتعايش بصورة انعزالية وفي موسم التكاثر تلتقي الذكور بالإناث من أجل التواصل والتزاوج بصورة أحادية.
يمتلك هذا النوع من أنواع الخلد أنفاً يخرج منه مجسات يصل عددها إلى أحد عشر مجساً يساعدان الحيوان على تحسس الأشياء من حوله ومعرفة طبيعتها والحصول على الغذاء بصورة فريدة، فهو حيوان يفضل التعايش في المناطق الرطبة وبالقرب من الأنهار والتجمعات المائية، فضلاً على أن هذا النوع من الحيوانات يمتلك أربعة أطراف تكون الأطراف الأمامية كبيرة وتنتهي بمخالب طويلة وقوية تساعد على حفر الأنفاق التي عادة ما يتعايش فيها.
يمكن لهذا النوع من الحيوانات صغيرة الحجم أن تسبح داخل المياه بصورة رائعة، ويمكن لها أن تمكث داخل المياه بحثاً عن الصيد لمدة تصل لنصف دقيقة، فهي قادرة على إدراك الأشياء والإحساس بمكامن الخطر بصورة لا مثيل لها، ولعل قدرتها على استكشاف الأشياء جعلت منها حيوانات يصعب صيدها أو افتراسها من قبل الحيوانات الأخرى.
إن شكل الأنف المتشعب يشبه شكل النجمة المتعارف عليها أو شكل نجمة البحر، فهي حيوانات لا تمتلك عيون الصقر ولا تمتلك سرعة الغزال ولا يمكن لها أن تفترس مثلا النمور، وحجمها لا يرقى أن يكون مثل حجم جرذ إلا أنها قوية للغاية ويمكن لها التعايش في أقسى الظروف المناخية، فهي قوية بالقدر الذي يسمح لها بالسباحة في المياه المتجمدة للحصول على غذاءها، وهي نشيطة بالقدر الذي يسمح لها بأن تكون قادرة على التكاثر بعد فترة حمل تصل لغاية خمسة وأربعين يوماً واضعة من إثنين إلى سبعة صغار جداً تقوم بإرضاعهم والعناية بهم.
2. سلوك الخلد ذو الأنف النجمي في الحصول على الغذاء
يعتبر حيوان الخلد ذو الأنف النجمي من الحيوانات التي يعتقد الجميع بأنها حيوانات تعيش على أكل النباتات، إلا أنها في حقيقة الأمر حيوانات آكلة للحوم، فهي قوية ويمكن لها أن تصطاد فرائسها مستعينة بمجساتها الحسية الدقيقة التي يمكن لها أن تدفعها للحركة باتجاه الغذاء الذي عادة ما يكون عبارة عن حشرات أو عناكب أو يرقات أو أسماك صغيرة وغيرها من الكائنات الحية التي يسهل الحصول عليها، وقد تعيش هذه الحيوانات الثدية لغاية خمسة سنوات أو على حسب طبيعة المكان الذي تتواجد فيه، ولا ننسى أن هذه الحيوانات لا تعيش إلا في القارة الأمريكية الشمالية على وجه الخصوص.
3. سلوك حيوان الخلد ذو الأنف النجمي في التواصل
يعتبر الخلد ذو الأنف النجمي من الحيوانات التي يمكن لها الاختباء في الجحور الخاصة به قبيل بدء فصل الشتاء البارد جداً، فهو يختبئ خوفاً من الانخفاض الكبير في درجات حرارة الطقس إلى ما دون الصفر المئوي وبالتالي تعريض حياتها للخطر، وعلى الرغم من أنّ هذا النوع من الحيوانات صغيرة الحجم لا يمكن لها الرؤية قطعاً فهي تمتلك أصواتاً مرتفعة تساعدها على التواصل بصورة سريعة ودقيقة، وهذه الأصوات عادة ما تساعد الخلد ذو الأنف النجمي على التواصل ما بين الذكور والإناث وما بين الأمهات وصغارها.
في الختام يعتبر الخلد ذو الأنف النجمي من الحيوانات الثدية صغيرة الحجم التي لا تمتلك حاسة بصر على الإطلاق، فهي حيوانات قوية تتعايش في الجزء الرطب من القارة الأمريكية الشمالية، وتعتبر هذه الحيوانات الصغيرة من الحيوانات التي تمتاز بأنفها الذي يشبه شكل النجمة والذي يساعدها على الإحساس بالأشياء من حولها، وهي حيوانات آكلة للحوم أيضاً.
