يحافظ كلّ نوع من أنواع الحيوانات على مجموعة من السلوكيات التي من شأنها المساعدة على استمرار النسل، فهي وبصورة غريزية تحاول الحصول على حياة آمنة من خلال اللجوء إلى المخابئ والجحور وأعالي الأشجار التي تضمن لها أماناً أكثر من البقاء على الأرض على مرأى من الحيوانات المفترسة، وتعتبر الحيوانات الحفاظ على صغارها من الأولويات التي من شأنها أن تزيد من المخاطر وتعرض الذكور والإناث إلى القتل نتيجة هذه الحمية، ولكن لأنثى العنكبوت الذئبي رأي آخر في عملية حضانة البيض ورعايته بعد أن يفقس، فما هو سلوك العنكبوت الذئبي في التكاثر؟
سلوك العنكبوت الذئبي في التكاثر
من الطبيعي أن العنكبوت الذئبي هو من أكثر العناكب شهرة في العالم نظراً إلى شكله المخيف وشكل عينيه الكبيرتين ولونه وشعره وقدرته على اللدغ، ولكن ما يجعل من سلوك هذا العنكبوت أكثر إثارة هو الطريقة التي يحصف فيها الذكر على الأنثى، فالأمر ليس سهلاً وإنما ينطوي على سلوك يتطلّب موافقة كلا الطرفين أو ينتهي بقتال قد تكون نهايته قيام الأنثى عاج بالتهام الذكر او العكس
يقوم الذكر عادة ببعض الرقصات التي من شأنها الحصول على موافقة الأنثى، وعندما توافق الأنثى على عملية التزاوج فإنها تبدي رضاها وبعد الانتهاء من تلك العملية يفرّ الذكر الضعيف مقارنة مع الأنثى القوية عادة من المكان خوفاً من أن يتم التهامه بصورة سريعة وغريبة، ولكن إن لم يحدث ذلك فإن هذا النوع من العناكب الذي يمتاز بأنه يعيش بصورة انعزالية يبدأ بالبحث عن حياة جديدة.
تقوم الإناث عادة بلفّ عشرات البيض الذي تقوم بوضعه بواسطة خيوط حريرية حول منطقة البطن، وبعد أن يفقس البيض تتسلق الصغار بصورة غريزية ظهر الأم وتمكث فوق ظهورها لمدة طويلة تصل لعدّة أسابيع، وهذه الصغار عادة ما تقوم بالحصول على الغذاء بصورة جاهزة ولكن ليس لوقت طويل، فبعد أن تصبح ناضجة قادرة على التعايش بصورة طبيعية على الأرض تغادر الصغار ظهر الأم وتبدأ رحلة الحياة بصورة طبيعية، وعادة ما تعيش الذكور لمدة لا تزيد على العام على العكس من الإناث التي تعيش لسنوات عديدة.
في الختام تعتبر عناكب الذئب من العناكب القوية التي تتزاوج فيما بينها بعد موافقة كلا الطرفين، وبعد أن تحدث عملية التزاوج تحاول الأنثى التهام الذكر إن لم يهرب من المكان وتضع عشرات البيض تقوم بلفهم حول جسدها بخيوط حرير قوية، وبعد ان يفقس البيض يتعايش لفترة ليست بالطويلة على ظهر الأم بصورة سلوكية في غاية الروعة لا يمكن أن يتم مشاهدتها لدى عناكب أخرى سوى عنكبوت الأرملة السوداء على وجه الخصوص وبعض أنواع عنكبوت الرتيلاء.