عندما نتحدّث عن السنوريات نعتقد بأن النمر الأفريقي أو النمر المرقط أو الفهد الصياد هما فقط من يشكلون هذه الفصيلة، ولكن وفي إحدى الجزر البعيدة يعيش حيوان آخر ينتمي إلى نفس فصيلة النمور يطلق عليه حيوان الفوسا المفترس، ولعلّه واحداً من أكثر الثدييات غرابة من حيث الحجم والقوّة والقدرة على الصيد والخطورة، فما هو حيوان الفوسا وأين يتعايش وكيف يحصل على طعامه؟
كيف يتعايش حيوان الفوسا
يعتبر حيوان الفوسا واحد من الثدييات التي تتواجد في جزيرة مدغشقر فقط، فهو حيوان آكل للحوم يمتلك بنية متوسطة إلى كبيرة الحجم، يشبه في شكله شكل النمر، وهو لا يشكّل خطورة على حياة الإنسان بل الإنسان هو من يشكّل خطورة على حياته بقصد الصيد والاستفادة من جلده، ويمكن لحيوان الفوسا أن يتعايش بصورة شبه دائمة منعزلاً، ولا يتواصل مع أبناء جنسه إلا في موسم التكاثر فقط، وبعد ذلك يعيش وحيداً.
سلوك حسوان الفوسا في الصيد
يعتبر حيوان الفوسا حيوان مفترس يصطاد طرائده في الليل والنهار، وهو حيوان قادر على التعايش في المناطق الحرجية فقط، وهو حيوان يستخدم سرعته الكبيرة وقدرته الجيدة على الصيد مستغلاً أنيابه القوية وخالبه الحادة، إذ تعتبر حيوانات الليمور من أكثر الوجبات التي يرغب في الحصول عليها، وهي تشكّل ما يزيد على نصف وجباته الرئيسية.
يمكن لحيوان الفوسا أن يصطاد الطيور والزواحف والقوارض أيضاً، وهو لا يمتلك جسداً كبيراً كتلك التي تمتلكها النمور، إذ لا يزيد طول جسده على التسعين سنتيمتر ولا يزيد وزنه على العشرة كيلو غرامات، وهو من الحيوانات التي تعيش لغاية عشرين عاماً إذا لم تتعرض للصيد أو للقتل، وهو حيوان يمتلك أذنين صغيرين وعينين واسعتين، كما وأنه يمتلك حاسة نظر قوية للغاية تساعده على الصيد، وهو من الحيوانات التي تمشي على أخمص قدميه.
يتعايش حيوان الفوسا في موسم التزاوج مع الأنثى التي تنجب عادة ما بين أربعة وسبعة صغار، تستمر عملية الحمل حوالي تسعين يوماً وبعد ذلك تقوم الأنثى برعايتهم وإرضاعهم حتى يتمكنوا من العناية بأنفسهم والتحرك بصورة منفردة، لتستمر حياة كلّ واحد منهم بعد ذلك بصورة منفردة.
