لا شكّ أن الحيوانات كانت ولا تزال من الأمور الهامة في حياة الإنسان، كيف لا وهي تتعايش بيننا ولا بدّ لنا من معرفة سلوكياتها لسهولة التعامل معها ومعرفة مدى خطورتها، وفي كلّ يوم يرفدنا علماء سلوك الحيوان بسلوكيات جديدة لحيوان معروف ولكن من نوع جديد، ولعلّنا جميعاً نعرف الذئاب ونعرف عن قوتها ومناطق سكنها والاستراتيجية القتالية التي تعمل عليها، ومن خلال هذا المقال سنستعرض أبرز السلوكيات التي تقوم بها ذئاب القيوط.
أبرز سلوكيات ذئاب القيوط
1. سلوك ذئب القيوط في التعايش
يعتبر ذئب القيوط واحداً من أنواع الذئاب القوية التي تتعايش في القارة الأمريكية الشمالية والوسطى، ويطلق عليه أيضاً اسم الواوي أو الذئب البري وهو مختلف في سلوكياته عن الذئب الرمادي والذئب الأحمر، ومن أبرز السلوكيات التي يمتاز بها هذا النوع من الذئاب هو أصواتها العالية المخيفة التي تطلقها بصورة مستمرة بدءاً من غياب الشمس وطوال فترة الليل.
يمتاز ذئب القيوط بحجمه المتوسط وفراءه ذات اللون البني والرمادي التي عادة ما تميل إلى اللون الأصفر مع وجود بقع بيضاء وخصل شعر أسود، وهي حيوانات قوية تمتلك فراء كثيفة وذيل طويل لا يزيد طولها على التسعين سنتيمتر ولا يزيد وزنها على العشرين كيلو غرام، وعلى الرغم من ذلك فهي حيوانات مفترسة قوية تتغذى على اللحوم معتمدة على أسنانها القوية ورشاقتها وذكاءها وقدرتها الكبيرة على الركض والمراوغة والعمل بصورة جماعية.
2. سلوك ذئب القيوط في الصيد
يعتبر ذئب القيوط من الحيوانات التي تتغذى على اللحوم من خلال صيد الحيوانات الصغيرة كالأرانب والخنازير البرية والطيور والسناجب وأكل الأسماك والقوارض وغيرها، كما وأنه من الحيوانات التي تمتلك القدرة الحسية على معرفة أماكن تواجد الحيوانات التي يرغب في افتراسها معتمداً على أذنيه الكبيرتين مقارنة بحجم جسده المتواضع، كما وانه يمتلك حاسة شمّ قوية وحاسة بصر جيدة، وهو من الحيوانات التي تشكّل خطورة كبيرة على حياة الأغنام والغزلان التي يتم العناية بها من قبل البشر، وفي فصل الشتاء لا مانع لدى ذئب القيوط في أكل الفواكه أو الجيف وبقايا الحيوانات الميتة.
يعتبر ذئب القيوط من الحيوانات القوية القادرة على صيد الحيوانات الثدية كبيرة الحجم بمساعدة باقي أفراد المجموعة، حيث تحكم المجموعة عادة أنثى الذئب القوية التي تتحكّم في طريقة وشكل الصيد، وهو من الحيوانات المثابرة في الصيد التي قد تتماشى مع الحيوانات التي ترغب في صيدها لساعات طويلة حتى تتعبها تماماً، وهي قادرة على التسلل والمشي بين الأعشاب في محاولة الانقضاض على الفريسة بصورة مفاجئة، وعادة ما تكون ذئاب القيوط متواجدة على شكل مجموعة او على شكل أزواج.
3. سلوك ذئب القيوط في الهجرة
يعتبر ذئب القيوط من الذئاب القوية التي يمكن لها التكيف مع البيئة التي تتواجد بها، وهي حيوانات تستخدم الجحور الصغيرة داخل الصخور أو الأشجار للتعايش بها وعادة ما تقوم بالاستيلاء على بعض جحور الحيوانات مثل جحر حيوان غرير العسل، وهو من الحيوانات التي قد تهاجر لمسافات طويلة في سبيل الحصول على الغذاء بصورة جيدة، ويمتلك ذئب القيوط إقليم خاص به لا يسمح لأي حيوان آخر بالدخول إليه تصل مسافته لغاية عشرين كيلو متر.
4. سلوك ذئب القيوط في التزاوج
يعتبر ذئب القيوط من أكثر الحيوانات التي تستخدم أصواتها بصورة مستمرة في الليل والنهار، فهي قادرة على التعايش مع طبيعة المكان الذي تتواجد فيه وهي تعوي وتصرخ وتنبح كالكلاب في معظم أوقات اليوم، وعادة ما يزيد صوت العواء في أوقات التزاوج حيث ترغب الذكور في استقطاب الإناث وجذب انتباههم بصورة رائعة، وعادة ما يكون التواصل أيضاً بين أفراد المجموعة للدلالة على وجود خطر أو وجود صيد أو ما يجب أن تعرفه باقي أفراد المجموعة.
5. سلوك ذئب القيوط في التواصل
يعيش ذئب القيوط ما بين عشرة إلى أربعة عشر عاماً عادة ما يقضيها الذكر والأنثى في حالة من الارتباط بصورة دائمة، وخلال هذه الفترة تحدث عملية التزاوج وتضع الأنثى عادة مجموعة من الجراء لا يقل عددهم عادة عن ستة جراء يموت اكثر من نصفهم أثناء فترة الرضاعة والحضانة بسبب الظروف المناخية او التعرض للافتراس أو المرض، ولكن الذكر والأنثى ملزمين بتربية الصغار والعناية بهم لعمر عشرة أشهر تقريباً، وبعد ذلك يخرج الصغار من الوكر للبحث عن الشريك وللبحث عن حياة جديدة، وعادةً ما تتأخر الغناث في الوكر حتى تصبح أكثر نضوجاً وقدرة على حماية نفسها من الحيوانات المفترسة.
في الختام يعتبر ذئب القيوط من الذئاب القوية القادرة على التعايش في القارتين الأمريكيتين على وجه الخصوص، وهي حيوانات اجتماعية تمتلك القدرة على الصيد والتعايش على شكل مجموعات، ويمكن لها أن تأكل العديد من أنواع الحيوانات وهي ذات مهارة كبيرة في الصيد، وتعتبر من الحيوانات النهارية والليلية المشهورة بأصواتها المخيفة، وهي حيوانات أحادية الزواج.