على الرغم من التطور العلمي الكبير الذي قدّمه علماء سلوك الحيوان في تقديم حقائق مذهلة عن حياة الحيوانات وأبرز السلوكيات الخاصة بها، إلا أنه ولغاية الآن لا تزال الطبيعة ترفدنا بالعديد من الحيوانات والسلوكيات التي لم نسمع عنها ولم نراها من قبل، ولعلّ الضفادع من الحيوانات البرمائية التي تتعايش بالقرب من التجمعات المائية الطبيعية منها والصناعية، ويعتبر ضفدع الشجر الأخضر من الضفادع المنتشرة في القارة الأمريكية الشمالية على وجه الخصوص، فما هي أبرز السلوكيات الخاصة بهذا النوع من الضفادع؟
ما هي أبرز السلوكيات الخاصة بضفدع الشجر الأخضر
1. سلوك ضفدع الشجر الأخضر في التعايش
يعتبر ضفدع الشجر الأخضر من الحيوانات صغيرة الحجم التي تتكاثر بالبيوض، وهي حيوانات بمرائية تعيش بمحاذاة التجمعات المائية على وجه الخصوص وتفضّل التعايش في الغابات الاستوائية المطيرة، حيث تعتبر القارة الأمريكية الشمالية وخاصة الجزء الجنوبي الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية هي المكان الذي تفضّل هذه الضفادع التعايش فيه على شكل مجموعات.
إن أبرز ما يميز هذا النوع من الضفادع هو لونها الأخضر الذي يختلط به اللون الأبيض والأصفر وبعض النقط البيضاء، ولعلّ هذا النوع من الضفادع يمكن له التعايش لفترة زمنية طويلة قد تزيد على الخمسة عشر عاماً، وهو من الضفادع التي يرغب بعض سكان الولايات المتحدة الأمريكية في رعايتها وتربيتها داخل المنازل بصورة خاصة، ولعلّ هذه الضفادع عادة ما تفضل التواجد على فروع الأشجار أو في المستنقعات التي يتوفر فيها الغطاء النباتي.
2. سلوك ضفدع الشجر الأخضر في الحصول على الغذاء
يمكن لهذا النوع من الضفادع أن يتعايش وفقاً لطبيعة المكان الذي يتواجد فيه، حيث أنه يمتلك القدرة على تغيير لون جلده بما يتوافق وطبيعة المكان ودرجة حرارة الجو ودرة الأمان، حيث أنه يتشابه في تغيير لون جلده مع الحرباء، ويعتبر هذا النوع من الضفادع الصيادة التي عادة ما تعيش على أكل الحشرات مثل البعوض والذباب واليرقات والصراصير والعناكب، وهي تمتلك قدرة كبيرة على جذب الحشرات إليها واصطيادها مستخدمة لسانها الطويل اللزج الذي يعتبر وسيلة رائعة للصيد.
3. سلوك ضفدع الشجر الأخضر في التواصل
يمكن لهذا النوع من الضفادع أن يتنفس من خلال جلده، وهو من الحيوانات التي عادة ما تصدر أصواتها بصورة متواصلة، وترتفع أصوات النقيق تلك عندما يهطل المطر أو في فترة التزاوج التي يتحكم فيها طول وقت النهار وارتفاع درجات الحرارة، علماً أن هذا النوع من الضفادع هي حيوانات ليلية تنشط في الليل بصورة كبيرةـ، كما وأن ضفادع الشجر الخضراء تقوم بالتواصل مع بعضها البعض مستخدمة أصواتها العالية مقارنة بأحجامها الصغيرة من أجل تحذير باقي أفراد المجموعة بوجود خطر داهم قد يواجهها، ولكن يبقى صوتها مميزاً أثناء التزاوج علماً بأن الذكور تتزاوج مع العديد من الإناث ولا تلتزم بأنثى واحدة فقط.
4. سلوك ضفدع الشجر الأخضر في الدفاع عن نفسه
يعتبر ضفدع الشجر الأخضر من الحيوانات صغيرة الحجم مقارنة بالحيوانات الثدية والطيور والزواحف، وعلى الرغم من ذلك فهي تمتلك القدرة في حماية نفسها من خلال تغيير لون جلدها بما يتوافق وطبيعة المكان الذي تتواجد فيه، حيث أنها تتحول إلى اللون الأخضر في حال تواجدت فوق أوراق الأشجار وإلى اللون المائل إلى البني الفاتح في حال تواجدت على الأرض، وكذا هي الحال عندما تتواجد في المياه حيث تفضل التواجد فوق الأوراق العائمة ذات اللون الأخضر، كما وأنها تقوم بالقفز والغوص داخل المياه لحماية نفسها من المفترسات.
لم يثبت أن ضفدع الشجر الأخضر من الحيوانات البرمائية التي تمتلك جلداً ساماً، إلا أنها تصدر أصواتاً مرتفعة تشعر الحيوانات الأخرى أنها ضخمة الحجم، على الرغم من ذلك فهي عادة ما تكون ضحية سهلة لدى العديد من الحيوانات مثل الطيور والقطط والكلاب والأفاعي وغيرها من الكائنات المائية القوية، إلا أنّ مقدرتها على التعايش في مجموعات كبيرة وفي إصدار أصواتها بصورة رائعة يوفر لها المزيد من الحماية، كما وأنها تعيش لفترات طويلة تضع خلالها ألاف البيض الذي يجعل من هذا النوع منتشراً وغير قابل للانقراض شأن الحيوانات الأخرى.
في الختام يعتبر ضفدع الشجر الأخضر من الضفادع البرمائية التي تتواجد في القارة الأمريكية الشمالية على وجه الخصوص، وهي ضفادع يمكن لها القفز والتنقل فوق أوراق الأشجار والسباحة والصيد مستخدمة لسانها الطويل اللزج في أكل الحشرات والعناكب على وجه الخصوص، وهي تعيش لفترات طويلة وتمتاز بلون جلدها الأخضر.