من المتعارف عليه أن النسور والصقور هي الطيور الوحيدة التي نالت الشهرة الأكبر في عالم الحيوان، ولكن هناك العديد من الطيور الأخرى القوية التي تمتلك قوّة النسور وضخامتها وقوة الصقور وسرعتها وذكاءها في الصيد والحركة وفي التعايش، ومن المعروف لدينا أن القارة الأفريقية هي المكان الذي يمكن لنا من خلاله رؤية العديد من أنواع الحيوانات والطيور بأشكالها وأنواعها وسلوكياتها التي تختلف عن سلوكيات الحيوانات الأخرى في أي مكان في العالم، ويعتبر طائر أبو سعن الأفريقي من الطيور القوية التي تمتاز بعدد من السلوكيات الخاصة فيما يتعلق بالتزاوج.
سلوك طائر أبو سعن الأفريقي في التزاوج
يعتبر طائر أبو سعن الأفريقي من أكبر الطيور حجماً وأكثرها ضخامة ولولا تلك الشحمية الضخمة التي تتدلى من رقبته لكان شبيها تماماً بمظهر النسر الأصلع، ولكن يبقى طائر أبو سعن الأفريقي من الطيور التي تتعايش وتتواجد بصورة كبيرة في القارة الأفريقية وهو عادة ما يأكل بقايا الحيوانات من الجيف وبقايا الطعام ومخلفاته ويعتبر من الطيور التي تحافظ على التوازن البيئي في التخلص من النفايات وبقايا الحيوانات والطعام.
على الرغم من مظهره السيء وأصواته التي بالكاد تسمع من قبل البشر يعتبر طائر أبو سعن الأفريقي من الطيور المخلصة فيما يتعلق بأمر الزواج، حيث يمكن للذكر أن يتزاوج مع أنثى واحدة طوال فترة الحياة التي قد تمتد ما بين خمسة وعشرين وأربعين عام، وهو بذلك يكون من أكثر الحيوانات المعمرة التي تعيش لفترات طويلة، وهو يمتلك القدرة في المحافظة على عشّه وشريكته وصغاره لفترات طويلة قبل أن يتم تركهم وشأنهم ليتعايشوا بصورة مستقلة، حيث من الطبيعي أن يتعايش الصغير من أبويه لمدة تصل لغاية أربعة أعوام.
عادة ما يحصل التزاوج ما بين ذكور طائر أبو سعن الأفريقي والإناث في موسم الجفاف، حيث يقوم الذكر بمغازلة الأنثى من خلال القيام بعدد من الرقصات والحركات الغريبة، وهو يقوم بملء الكيس اللحمي أسفل منقاره في عملية المغازلة كإشارة على تقديم نفسه للأنثى من أجل القيام بعملية التزاوج، وقد يصدر بعض الضوضاء أثناء وقبل تلك العملية لجذب انتباه الإناث.
في الختام يعتبر طائر أبو سعن الأفريقي من الطيور الضخمة القوية التي تتعايش مع بعضها البعض بصورة جماعية وخاصة في القارة الأفريقية، وهي طيور تتزاوج ذكورها مع الإناث مدى الحياة تقوم الذكور والإناث بالتوافق فيما بينها من خلال بعض الحركات لإتمام عملية التزاوج.