زاحف سمندل النمر وصغاره

اقرأ في هذا المقال


زاحف سمندل النمر (Tiger Salamander) هو من بين أكبر البرمائيات الأرضية في أمريكا الشمالية، ويتواجد زاحف سمندل النمر في أي مكان تقريبًا مع مناخ مناسب ومسطحات مائية كافية، ويخضع لعملية تحول ملحوظة في وقت مبكر من حياته حيث يقوم بالانتقال بين الماء والأرض، وعلى الرغم من أنّ سمندل النمر شديد التأثر بتدهور الموائل وارتفاع مستويات الحموضة إلّا أنّه تمكن من الصمود والازدهار في جميع أنحاء القارة، ويعد السمندل النمر الشرقي هو الحيوان البرمائي الرسمي لولاية إلينوي، ومثل العديد من أنواع السمندل الأخرى فإنّ هذا النوع لديه القدرة على تجديد طرف منفصل، وأحيانًا يكون لهذه الأطراف لون مختلف عن باقي الجسم.

مظهر زاحف سمندل النمر

زاحف سمندل النمر له أنف قصير ومستدير إلى حد ما وأرجل قوية ورأس سميك وذيل طويل، وتختلف الألوان والأنماط الدقيقة في جميع أنحاء النطاق بأكمله بناءً على الأنواع ولكن اللون الأساسي للجسم عادة ما يكون بني أو أخضر أو ​​رمادي، ويتم تراكبها بنقاط أو خطوط صفراء فاتحة أو بنية باهتة مما يعطيها الاسم، ويبلغ متوسط ​​حجم زاحف سمندل النمر حوالي 6 إلى 8 بوصات في الطول و 4.4 أوقية في الوزن أو حوالي نفس وزن فنجان الشاي، ويمكن أن يصل طول أكبر العينات إلى 14 بوصة وهو حجم كبير جدًا بالنسبة للسمندل، وزاحف السمندل النمر له جلد مسامي يتنفس من خلاله، كما يجب أن تفرز المخاط باستمرار للحفاظ على رطوبة الجلد ولسوء الحظ فإنّ هذا الجلد المسامي يجعله أيضًا عرضة للتلوث.

موطن زاحف سمندل النمر

ربما يكون زاحف سمندل النمر أكثر أنواع السمندل شيوعًا وإنتاجًا في أمريكا الشمالية ويوجد في معظم أنحاء الولايات المتحدة و كندا وشرق المكسيك، وكل نوع أو نوع فرعي له نطاق جغرافي مختلف والذي عادة ما يشار إليه باسمه (السمندل الشرقي النمر والسمندل النمر الغربي والسمندل النمر في كاليفورنيا وما إلى ذلك)، ولكن بغض النظر عن الأنواع فإنّ الموائل المفضلة لهذا السمندل هي الأراضي العشبية والأراضي الحرجية بجوار البرك والبحيرات والجداول ذات التربة الرخوة للحفر فيها، وتزدهر بشكل أفضل مع درجة حرارة ورطوبة ثابتة.

حمية زاحف سمندل النمر

يلعب زاحف سمندل النمر دورًا مهمًا في السلسلة الغذائية من خلال مراقبة أعداد الفرائس الشائعة، وعندما يحل الليل يخرج من الجحر ويبدأ في البحث عن الطعام، وسوف يستهلك زاحف سمندل النمر أي شيء يمكن العثور عليه تقريبًا بما في ذلك الديدان والضفادع والحشرات والقواقع والرخويات والأسماك وحتى السمندل الآخر، وإذا لم يكن هناك ما يكفي من الفريسة في المنطقة فقد يلجأ زاحف سمندل النمر إلى تفكيك أعضاء آخرين من نوعه.

زاحف سمندل النمر والتهديدات

يواجه زاحف سمندل النمر العديد من التهديدات في البرية بما في ذلك الافتراس والتلوث وإزالة الغابات وتدمير الموائل ومستويات الحموضة العالية في أحواض تكاثرها وحتى حوادث المركبات، وكانت الأمطار الحمضية مشكلة خاصة قبل تنفيذ قانون الهواء النظيف لعام 1990 والذي وفقًا لناشونال جيوغرافيك (National Geographic) قد خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت بنسبة 88 ٪ اعتبارًا من عام 2017، كما انخفضت مستويات ثاني أكسيد النيتروجين بنسبة 50 ٪ في نفس الفترة، زاحف سمندل النمر البالغ تفترسه الطيور (مثل البوم) والسلاحف والثعابين والغرير والقطط، كما أنّ اليرقات معرضة أيضًا للإصابة بالحشرات والثعابين المائية.

تكاثر زاحف سمندل النمر والصغار

يبدأ زاحف سمندل النمر عملية التكاثر في وقت ما بين أواخر الشتاء وأوائل الربيع عندما يهاجرون إلى أحواض التكاثر الجماعية الخاصة بهم، وتتضمن عملية الخطوبة مجموعة معقدة من السلوكيات، وبعد أن يجد الذكر رفيقًا مناسبًا يدفعها برأسه للتعبير عن اهتمامه، وترد بالمثل على هذا السلوك من خلال دفع منطقة فتحة التهوية للذكر، مما يحثه على إطلاق مادة الحيوانات المنوية الخاصة به والتي ستجمعها الأنثى بعد ذلك، والمنافسة على الإناث شرسة لدرجة أنّ بعض الذكور يقطعون عملية التودد لذكر آخر ويحاولون استبدال الحيوانات المنوية الخاصة بهم بدلاً من ذلك.

بعد فترة حمل قصيرة جدًا مدتها يوم أو يومين فقط تضع الأنثى ما يصل إلى 100 بيضة في المرة الواحدة ثم تثبتها على الأغصان والأعشاب وتترك في قاع البركة، ويمكنها إيداع كتل متعددة من البيض في موسم تكاثر واحد لضمان بقاء الجيل القادم، ولا يُتوقع من هؤلاء الصغار البقاء على قيد الحياة ولا يوفر لهم الآباء حماية خاصة حيث تعتمد استراتيجية التكاثر على الأعداد المطلقة.

بعد فترة حضانة تبلغ حوالي أربعة أسابيع تخرج اليرقات من البيض بجسم مصفر أو زيتوني وبقع داكنة أو خطوط على طول الجانب وبطن أبيض وخياشيم خارجية كبيرة وذيل مائي، ويقضون معظم فترة الربيع وأوائل الصيف في التغذية والنمو في البركة الأصلية التي ولدوا بها، وفي حوالي شهرين إلى خمسة أشهر من العمر يخضعون لعملية تحول تحولي يصلون من خلالها إلى مرحلة البلوغ، ومع تكيفهم مع الحياة الأرضية الجديدة يفقد زاحف سمندل النمر خياشيمه تمامًا ويطور مجموعة من الرئتين للتنفس.

إذا كانت الظروف على الأرض سيئة بشكل خاص فقد تؤخر اليرقة التحول لأطول فترة ممكنة حتى تتمكن من الاستمرار في العيش تحت الماء، وعلى الرغم من أنّهم لا يزالون قادرين على التكاثر الجنسي إلّا أنّ هذه السمندل تحافظ على نفس علم وظائف الأعضاء الأساسي لمرحلة اليرقات من خلال عملية تعرف باسم استدامة المرحلة اليرقية، ويمكن أن يعلق زاحف سمندل النمر في شكل اليرقات لأشهر أو سنوات أو حتى طوال حياتهم، ومع ذلك لا يزالون يحتفظون بخيار الخضوع لعملية التحول في أي وقت بمجرد تحسن الظروف.

إذا نجوا من مرحلة الأحداث وعندما يقع الكثير منهم ضحية للحيوانات المفترسة فإنّ متوسط زاحف سمندل النمر يصل إلى مرحلة النضج الجنسي في حوالي أربع إلى خمس سنوات من العمر، ويبلغ عمر هذا النوع من 10 إلى 16 عامًا في البرية وهو طويل العمر نسبيًا بالنسبة للسمندل، ومن المعروف أنّ بعض الأفراد يعيشون ما يقرب من 25 عامًا في الأسر، وتعتبر هذه الحيوانات حاليًا من الأنواع الأقل إثارة للقلق من قِبل القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN)، وليس معروفًا تمامًا عدد هذه السمندل الموجودة في البرية، ولكن يبدو أن أعدادها مستقرة على الرغم من عزل بعض السكان وتجزئتهم عن بعضهم البعض.

كما ساعد انخفاض التلوث والأمطار الحمضية وتدمير الموائل على تأمين مستقبل هذا النوع، ونظرًا لطبيعة هذا الحيوان المنعزلة فإنّ أفضل فرصة قد تضطر إلى رؤيته هي في حديقة الحيوانات، حيث يمكن العثور عليها في حديقة حيوان سانت لويس وحديقة حيوانات وسط فلوريدا والحديقة النباتية وحديقة حيوانات أتلانتا وحديقة حيوانات ماريلاند وحديقة حيوان لويزفيل وحديقة حيوانات هوجل في يوتا وحديقة حيوان سان فرانسيسكو وحديقة حيوان سميثسونيان الوطنية في واشنطن العاصمة.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: