سلحفاة التل الشوكية وصغارها

اقرأ في هذا المقال


اكتسبت سلحفاة التل الشوكية (Spiny Hill Turtle) اسمها بفضل قوقعتها الشائكة وحقيقة أنّ هذا النوع من جنوب شرق آسيا يعيش عادة في ارتفاعات أعلى، وتوجد هذه السلاحف في جميع أنحاء ميانمار وماليزيا وسنغافورة ودول أخرى في جنوب شرق آسيا وتطلق عليها الغابات المطيرة، وتعتمد على الأوراق المتساقطة والحطام في هذه البيئة للحماية والعيش، كما إنّ طبيعتهم المراوغة والانفرادية إلى جانب حقيقة أنّهم مهددون بالانقراض تعني أنّه لا تزال هناك فجوات كبيرة في فهمنا لسلوكهم في البرية، وتوجد السلحفاة الشوكية دائمًا على ارتفاعات لا تقل عن 900 متر فوق مستوى سطح البحر، ويعد الطلب على هذه السلاحف كحيوانات أليفة وطعامًا من أكبر التهديدات لوجودها المستمر في البرية.

مظهر سلحفاة التل الشوكية

تمتلك الأعضاء الأكبر سنًا من سلحفاة التل الشوكية قذائف أكثر نعومة بفضل تآكل العمود الفقري على مدار حياتهم، وعلى عكس الأنواع مثل السلاحف البحرية الجلدية الظهر التي يمكن أن تضع أكثر من مائة بيضة في مخلب واحد فإنّ سلحفاة التل الشوكية عادةً ما تضع واحدة أو اثنتين فقط في المرة الواحدة، ومن الواضح أنّ السمة الجسدية الأكثر بروزًا التي تمتلكها سلحفاة التل الشوكية هي قوقعتها الشائكة ولكن هذا يمكن أن يكون مؤشرًا جيدًا على عمر السلحفاة أيضًا، وتحمي المسننات الموجودة على طول حواف القشرة السلاحف الأصغر سنًا من الحيوانات المفترسة ولكنها تنمو بشكل أكثر سلاسة مع تقدم عمر السلاحف.

كل من اللون والصدفة مناسبان تمامًا للتمويه في البيئات التي يعيشون فيها، وتختلف الأصداف والجسم من البني إلى الزيتون ولكن أبرز السمات هي سلسلة من البقع الحمراء أو الصفراء التي تميز رؤوسهم وعنقهم والفضاء فوق عيونهم، وهذه السلالة من السلاحف صغيرة الحجم نسبيًا، حيث يتراوح طول السلاحف النموذجية بين نصف قدم وثلاثة أرباع قدم، وبفضل كثافتها ووزن قوقعتها إلى حد كبير تكون هذه السلاحف ثقيلة نسبيًا بالنسبة لحجمها وما يقرب من ثلاثة إلى خمسة أرطال عند نموها بالكامل، وقد يكون من الصعب التمييز بين الإناث والذكور في البرية ولكن الذكور يميلون إلى امتلاك حكايات أكثر سمكًا، بالإضافة إلى ذلك فإنّ (plastum) -وهو مصطلح للوحة العظام التي تحمي الجانب السفلي- مقعر عند الذكور من النوع.

موطن سلحفاة التل الشوكية

موطن سلحفاة التل الشوكية هو فقط جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا على الرغم من أنّ توزيعها واسع نسبيًا في جميع أنحاء تلك المناطق، ويمكن العثور على هذه الأنواع في جميع أنحاء الفلبين وسنغافورة وميانمار وتايلاند وماليزيا وبروناي وإندونيسيا، ولا تزال جزر بورنيو وسومطرة تحتفظ أيضًا بأعداد صغيرة من السلاحف، وتعتبر سلحفاة التل الشوكية صعبة الإرضاء بشأن موطنها أيضًا، وواحدة من الحقائق الأكثر شيوعًا حول هذا النوع هي أنّها تعيش دائمًا في موائل تزيد عن 900 متر فوق مستوى سطح البحر.

كما إنّها أنواع شبه مائية تتطلب الوصول إلى مصدر للمياه العذبة وغابات مطيرة كثيفة، وهذا الأخير هو المكان الذي تقضي فيه سلحفاة التل الشوكية معظم وقتها حيث تعمل الأوراق والمواد النباتية الأخرى التي تتساقط من الأشجار أعلاه كمصدر للغذاء وشكل من أشكال التمويه لسلحفاة التل الشوكية، وبفضل عدم وجود أقدام مكشوفة وتقضي هذه السلاحف معظم وقتها في البحث عن الطعام أو الاختباء على أرضية المظلة ولكن يُعتقد أنّها تبدأ في قضاء المزيد من الوقت في الماء وبالقرب منه مع تقدم العمر.

حمية سلحفاة التل الشوكية

تعتبر سلحفاة التل الشوكية من الحيوانات العاشبة في المقام الأول على الرغم من أنّه من المعروف أنّها تأكل اللحوم في بعض الأحيان، ويأخذ هذا عادة شكل الديدان واللافقاريات الأخرى، وتتطلب رعاية سلاحف التل الشوكية في الأسر سلطة من الفاكهة في المقام الأول وعدد قليل من الخضار وهذا يعكس نظامهم الغذائي في البرية أيضًا، وتغامر سلحفاة التل الشوكية بالخروج عند الشفق للصيد وتجد عشائها بين الأوراق الميتة والفاكهة والنباتات التي تسقط من الستائر فوقها.

سلحفاة التل الشوكية والتهديدات

منعت الطبيعة المنعزلة لسلاحف التل الشوكية الباحثين من معرفة الكثير عن التهديدات التي تواجهها هذه الحيوانات في البرية، ولكن من المعروف أن الثعابين المحلية هي من أكثر الحيوانات المفترسة انتشارًا في الغابات المطيرة، وتعني القشرة الشائكة للسلاحف الأصغر سنًا أن الأفاعي والحيوانات المفترسة الأخرى بحاجة إلى الهجوم بحذر ولكن السلاحف الأكبر سنًا تعتمد بشكل أكبر على تمويه نفسها بين أوراق أرضية المظلة للدفاع عن النفس.

لكن الخطر الأكبر على هذا النوع هو البشر وهم يشكلون تهديدات من عدة زوايا مختلفة، ويعتبر الاحتفاظ بهذه السلاحف كحيوان أليف أمرًا غير قانوني في العديد من الأماكن، ولكن هذا لم يمنع الانتهازيين من أخذ هذه الحيوانات من موائلها الأصلية وبيعها كحيوانات أليفة أو لحوم غريبة، ولسوء الحظ من الصعب رعاية هذه السلاحف في الأسر ومن الصعب بشكل خاص حملها على التكاثر تحت رعاية البشر.

وفي الوقت نفسه قد يقترب عمر الموائل ذاتها التي تحتلها هذه السلاحف من نهايته، وتؤدي صناعة زيت النخيل على وجه الخصوص إلى إزالة الغابات من هذه الموائل، وهذا يفصل هذه السلاحف عن مصدر غذاءها ووسيلتها الأساسية لتجنب الكشف عن الحيوانات المفترسة.

تكاثر سلحفاة التل الشوكية والصغار

يعتبر فقدان الموائل أكثر إلحاحًا نظرًا لصعوبة تكاثر السلاحف ذات العجلة المسننة في الأسر، وتم تكرار التكاثر القابل للحياة في ثلاث منشآت فقط بدءًا من الفقس في حديقة حيوان أتلانتا في عام 1992، وعلى الرغم من ذلك كشفت المعلومات التجارية حول عادات التكاثر عن مزيد من المعلومات حول دورة تكاثر هذه السلاحف، ويصاب الذكور بالإثارة الجنسية عند رشهم بخراطيم الحدائق مما يؤدي إلى استنتاج مفاده أنّ التكاثر يتزامن مع هطول الأمطار، ويحدث التكاثر في أو بالقرب من الجداول والأجسام المائية الأخرى ويبدو أنّ موسم التكاثر ينخفض ​​بين ديسمبر وفبراير.

تضع الإناث عادة ما بين بيضة واحدة وثلاث بيضات ويمكنها وضع ما يصل إلى ثلاث براثن في السنة، وستنشئ الأمهات عشًا، على الرغم من أنّ تفاصيل التعشيش في البرية غير معروفة حتى الآن، وسوف يفقس البيض بعد حوالي 100 يوم، والنتوءات الشائكة هي الأكثر حدة والأكثر انتشارًا في الشباب وربما كطريقة لحمايتها قبل أن تنمو إلى الحجم الكامل وتطور مهارات البقاء على قيد الحياة، وخارج التزاوج يُظهر هذا النوع القليل من السلوك الاجتماعي ويبدو أنّه يكرس القليل من الوقت لتربية صغارها.

يصل عمر إحدى هذه السلاحف في الأسر إلى 20 عامًا على الرغم من أنّ طبيعتها الغامضة تجعل من الصعب تحديد المدة التي يمكن أن تعيش فيها في البرية بالضبط، بالإضافة إلى الحيوانات المفترسة والتوغل البشري على بيئتهم هناك عدد من الأمراض الصحية التي يمكن أن تقصر من عمر السلحفاة الشوكية، وهم عرضة لنفس الأمراض التي تستهدف الأنواع الأخرى من السلاحف المياه العذبة بما في ذلك تعفن القشرة.

البيانات العالمية والإقليمية حول أعداد سلاحف التل الشوكية محدودة ولكن إزالة الغابات من موائلها -إلى جانب حقيقة أنّها لا تتكيف بشكل جيد مع التكاثر في الأسر- أكسبتها تصنيفًا على أنّها من الأنواع المهددة بالانقراض، وبينما يبدو أنّ أفراد الأنواع الأسيرة قد تكيفوا جيدًا مع المناخات الرطبة في كاليفورنيا فمن غير المرجح أنّهم سيجدون نجاحًا مستمرًا في البرية دون بذل جهود للحفاظ على أراضيهم.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: