سلحفاة السوداني وصغارها

اقرأ في هذا المقال


سلحفاة سوداني أو سلحفاة سولكاتا (sulcata tortoise) هي ثالث أكبر سلحفاة في العالم، وتتساقط مجموعات سلحفاة سوداني، والتي تسمى أيضًا السلحفاة الأفريقية الحافزة في البرية حتى مع اكتساب السلحفاة شعبية كحيوان أليف، كما إنّه حيوان ذكي وإذا تم تلبية احتياجاته من السكن الواسع والطعام والضوء والحرارة والرطوبة فيمكنه أن يعيش أكثر من مالك صغير، وتكمن المشكلة في أنّ السلحفاة كاملة النمو يمكن أن تكون كبيرة جدًا بحيث لا يستطيع شخص ذو موارد متواضعة التعامل مع احتياجاتها وينتهي الأمر بالعديد من هذه السلاحف في حدائق الحيوان أو مراكز الإنقاذ، والسلحفاة الوحيدة الأكبر حجمًا من سلحفاة سوداني هما سلحفاة غالاباغوس وسلحفاة ألدابرا العملاقة.

مظهر سلحفاة السوداني

السلحفاة السوداني هي أكبر سلحفاة في القارة الأفريقية، ولها قشرة بيضاوية عريضة مفلطحة قليلاً من الأعلى وتأتي بظلال من البني إلى الأصفر، والجزء الأمامي والخلفي للقذيفة مسنن والحافة الخلفية مرفوعة، والحشوات وهي ألواح الكيراتين التي تغطي عظم الصدفة ولها حلقات حلقية جذابة، ولون العاج القديم هو قاع الصدفة أو الجبس، ورأس السلحفاة متناسب ولها أنف وفك علوي بخطاف صغير، ولها جلد سميك متقشر يتحول إلى بني مصفر أو ذهبي وأقدامها غليظة للحفر، ويطلق عليها توتنهام على الأرجل الخلفية للسلحفاة اسمها الآخر وهو السلحفاة الأفريقية الحافزة ولكن لا أحد يعرف الغرض من هذه السلحفاة.

يمكن أن تزن سلحفاة سوداني كاملة النمو ما بين 79.3 و 110.13 رطلاً على الرغم من أنّ الذكر الكبير يمكن أن يزن 200 رطل، وأكبر سلحفاة أفريقية تزن 232 رطلاً، وتم العثور على السلاحف الأكبر في السودان وهي أقل جفافاً قليلاً من المناطق الأخرى، وكما هو الحال مع العديد من السلاحف يكون للذكور ذيول أطول وأسمك من الإناث وتقعر في الدعامة التي تسهل التزاوج.

موطن سلحفاة السوداني

تعيش سلحفاة سوداني في أماكن حارة وجافة، وهذا هو سبب وجودها في مثل هذه البلدان التي تقع جزئيًا على الأقل في الصحراء الكبرى مثل موريتانيا ومالي والسودان وإثيوبيا، ونظرًا لأنّ المناطق الصحراوية في هذه البلدان حارة نهارًا وباردة ليلًا فإنّ السلحفاة تقضي أكثر فترات النهار حرارةً وبرودةً في جحر، ويخرجون للبحث عن الطعام قبل شروق الشمس مباشرة وبعد غروبها مباشرة ويستمتعون في ضوء الشمس وحرارتها في الصباح قبل أن يصبح الجو حارًا جدًا.

حمية سلحفاة السوداني

سلحفاة سوداني هي من الحيوانات العاشبة وتتغذى على المواد النباتية مثل الأعشاب والعصارة، كما يأكلون الخس ونوع من البرسيم يسمى البرسيم، ويمكن إطعام السلحفاة التي يتم الاحتفاظ بها كحيوان أليف الأعشاب العادية مثل الهندباء ويمكن للحيوان الاستمتاع بالأوراق والزهور، ولا ينبغي إعطاؤهم الخضراوات التي تحتوي على الكثير من الأوكسالات مثل الحميض أو اللفت أو القرنبيط.

كما أنّه باعتبارها من الزواحف الكبيرة ذات التمثيل الغذائي البطيء ويمكن أن تستمر سلحفاة سوداني لأسابيع دون أن تأكل أو تشرب، وعندما يتعلق الأمر أخيرًا بمصدر للمياه يمكنه شرب ما يصل إلى 15 في المائة من وزنه، وهذا يعني أنّ سلحفاة تزن 100 رطل ستشرب 15 رطلاً من الماء في الجلسة، فتتغذى سلحفاة سوداني على مادة نباتية منخفضة البروتين وغنية بالألياف.

سلحفاة سوداني والتهديدات

على الرغم من أنّ سهولة رعاية هذه السلحفاة تجعلها شائعة كحيوان أليف إلّا أنّها مهددة بالانقراض وتختفي في البرية، ويرجع ذلك إلى صيد الكفاف من أجل لحومها وكذلك تدمير موطنها بسبب الرعي الجائر للماشية والماشية الأخرى، ويعتبر التصحر أيضًا مشكلة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على سلحفاة سوداني، وعلى الرغم من أنّها تعيش في الصحراء إلّا أنّها لا تستطيع العيش في مكان جاف جدًا بحيث لا يوجد ما يأكله، ويصطاد البشر ويأكلون سلحفاة سوداني مما يساهم في انخفاض أعدادها في البرية، ويمكن للحيوانات المفترسة أيضًا حفر البيض.

تكاثر سلحفاة السوداني والصغار

سبب آخر لتعرض سلحفاة سوداني للخطر هو أنّ الأمر يستغرق 15 عامًا للوصول إلى مرحلة النضج الجنسي، وهذا وتجزئة موطنها يجعل تكاثر أي سلحفاة برية أمرًا غير مؤكد، والخبر السار هو أنّ السلاحف الأفريقية يمكن أن تتكاثر على مدار العام على الرغم من أنّ وقت التكاثر في الذروة يكون بعد وقت قصير من هطول الأمطار ويحدث هذا عادة بين سبتمبر ونوفمبر.

إذا كان هناك أكثر من ذكر يتنافس على انتباه أنثى فإنّ الذكور سيقاتلون مع الكثير من الشخير والأنين والصفير، وليس من غير المألوف أن يسفك الدم، وأحيانًا ينقلب الذكر على ظهره وهو أمر خطير بسبب صعوبة تصحيح سلحفاة كبيرة نفسها، ويمكن أن تموت السلحفاة المقلوبة بسهولة من ارتفاع الحرارة، ويدور الذكر المنتصر حول الأنثى ثم يداعبها قبل الجماع وهو أيضًا قوي وصاخب.

بعد التزاوج ستبقى الأنثى حاملًا لمدة 60 يومًا قبل أن تبحث عن مكان لوضع بيضها، وتضع بيضها في عش من الأرض، وقد تحفر عددًا من الأعشاش قبل أن تستقر في مكان مثالي، وبمجرد وصولها تحفر حفرة بعرض قدمين وعمق 3 إلى 6 بوصات في تربة رخوة بقدميها الأماميتين، وتتبول فيه عدة مرات، وعندما تنتهي تحفر اكتئابًا آخر في الجزء الخلفي من الأول بقدميها الخلفيتين، وقد يستغرق هذا ما يصل إلى خمس ساعات اعتمادًا على مدى سهولة تحريك التربة.

عندما تكون الأنثى راضية عن العش فإنّها تضع بيضة كل 3 دقائق أو نحو ذلك حتى يكون لديها ما بين 15 و 30 بيضة، ثم تقوم بتغطيتهم الأمر الذي قد يستغرق ساعة أخرى، ويفقس البيض بعد 90 إلى 120 يومًا ويبلغ طول السلاحف الصغيرة أو الصغيرة حوالي 1.57 إلى 2.36 بوصة ويزن أقل من نصف أونصة، وصغار السلاحف ذهبية أو سمراء ودروعها بيضاوية ومسننة، ويمكن لطفل ألبينو نادر البيع مقابل قدر كبير من المال، وينمو الفقس بسرعة ويمكن أن يصل طوله من 6 إلى 10 بوصات بعد بضع سنوات، ويمكن أن يصل عمر سلحفاة سوداني إلى 70 عامًا ويعتقد البعض أنّها يمكن أن تعيش لفترة أطول من ذلك بكثير.

يمكن أن تعاني السلاحف السوداني من مشاكل في الجهاز التنفسي إذا كانت الرطوبة في مساكنها عالية جدًا، ويمكن أن يعانون أيضًا من تعفن القشرة وتليين عظامهم بسبب عدم توازن الكهارل، ويمكن معالجة هذه المشاكل من قبل طبيب بيطري، ومثل العديد من الزواحف من المحتمل أن يتم تحديد جنس الفقس من خلال درجة الحرارة التي تعرض لها في البيضة وليس بواسطة الكروموسومات، ويبدو أنّ الإناث أكثر حماية لأعشاشها من السلاحف الأخرى، وسيحاولون توديع الغزاة وعادةً بمحاولة ضربهم بحافة درعهم، ولكن بخلاف ذلك فهي لا تقدم أي رعاية للبيض أو الصغار

تعد السلحفاة هي رمز للسعادة والخصوبة في بعض المجتمعات السنغالية، والسكان البرية لسلاحف سوداني غير معروفة ولكن أعدادها آخذة في الانخفاض، ويرجع ذلك إلى مطاردتها بحثًا عن الطعام وإتلاف موطنها والصيد الجائر حيث يشتري الناس أصدافها.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: