هل تتثاءب الأفاعي قبل الانقضاض على الفريسة

اقرأ في هذا المقال


من المتعارف لدينا أن عملية التثاؤب تشير إلى عدد من الدلالات العملية منها أو السلوكية، والتي تشير إلى الشعور بالنعاس أو الشعور بالتعب أو بنقص عام في الأكسجين، ولكن هل تساءلنا يوماً عن السبب الذي يدعو الأفاعي للقيام بعملية التثاؤب وما هو المقصود بهذا الأمر؟ هل هو أمر غريزي تقوم به الأفاعي بصورة متفاوتة، أم أنه أمر مقصود تقوم به في أوقات وظروف معيّنة، وهل يشير هذا السلوك إلى العدوانية أم الشعور بالراحة؟

سلوك الأفاعي في التثاؤب

تعتبر الأفاعي من الحيوانات الزاحفة الخطرة التي لطالما شكّلت خطورة كبيرة على حياة العديد من الحيوانات صغيرة ومتوسطة وكبيرة الحجم، ولا تكمن خطورة الأفاعي في مقدار السمية التي تمتلكها وحسب وإنما في قدرتها على خنق وابتلاع أكبر الحيوانات وأكثرها قوّة، فهي خطرة بالقدر الذي يمكن من خلاله وضعها على سلّم الحيوانات الأكثر خطورة وقدرة على الافتراس وإن كانت لا تمتلك أسناناً أو أنياباً أو أقداماً وأرجل تساعدها على الصيد كمثل الدببةوالتماسيحوالنسور الجارحة.

يمكن للأفاعي أن تبتلع غزالاً بصورة كاملة، لا نقصد هنا الأفاعي صغيرة الحجم ولكن الأفاعي غير السامة مثل أفعى الأناكوندا الضخمة التي يزيد طولها على السبعة أمتار، فهي قادرة على ابتلاع خنزيراً ضخماً أو سمكة كبيرة أو قرد، وهذا الأمر يتطلّب منها أن تقوم بفتح أفواهها بصورة كبيرة، وما يساعد الأفاعي للقيام بهذا الأمر هو انها لا تمتلك فكّين يساعدان على التحكّم بفتحة الفم، بل إن فم الأفعى مرتبط بعضلات وأربطة تساعده على الفتح ليتسع إلى حيوانات تفوقها في الحجم.

لعلّ الأفاعي التي تقوم بالتثاؤب قبل الصيد تقوم بهذا الأمر لتسهيل عملية الصيد، إذ أنّ الحصول على وجبة صيد سهلة لا بدّ وأن يتوافق مع فتحة الفم، فالأفاعي التي تمتلك حاسة شمّ قوة للغاية من خلال لسانها المشعّب تستشعر بالحيوان الذي ستقوم بصيده.

وقبيل البدء بعملية الصيد تقوم الأفاعي عادة بالبدء في عملية التثاؤب لتوسيع الفم وتسهيل عملية البلع، فسلوك الأفاعي عند التثاؤب تشير إلى أنها ستقوم بعملية صيد قريبة وأنها قد حدّدت طبيعة الحيوان الذي ستقوم باصطياده، وهذه السلوكيات قد لا نجدها لدى حيوان آخر غير الأفاعي كونها الأكثر قدرة على ابتلاع حيوانات أكبر منها حجماً وربما قوّة.


شارك المقالة: