سلوك الأفاعي في تغيير جلدها

اقرأ في هذا المقال


لكلّ حيوان عديد من السمات الشكلية والسلوكية التي يتصف بها، حيث تمتاز بعض الحيوانات بالشراسة والقوة البدنية كالدببة القطية، وتمتاز حيوانات أخرى بالألفة والحجم المتواضع كالماعز، ولكلّ نوع من الحيوانات طور حياتي ينمو من خلاله وتتغير سماته الشكلية والسلوكية إما من خلال تغيير الريش أو نمو الشعر أو الوبر أو الصوف، أو من خلال تغيرات سلوكية كبيرة يتخللها الشعور بالقوة أو الضعف، ولكن هل تساءلنا عن الطريقة التي تقوم من خلالها الأفاعي في تغيير جلودها؟

سلوك الأفاعي في تغيير جلودها

تعتبر عملية تغيير الأفاعي والثعابين لجلودها عملية غريزية تحدث بصورة مستمرة، وتعتبر عملية الانسلاخ أو تغيير الجلد من العمليات المرهقة التي تحدث للأفاعي بصورة مستمرة، ولكن عندما تصل الأفاعي إلى سن البلوغ تبدأ عملية التغيير الجلدي بوتيرة أقل منها لدى الأفاعي صغيرة العمر، حيث تقوم الأفاعي بصورة عامة بالتخلّص من الجلد القديم الذي يغطي الجسد بصوة عامة واستبداله بجلد جديد آخر يساعد الأفاعي على سهولة الحركة ويكسبها سلوكيات أفضل.

عندما تبدأ عملية الانسلاخ تلجأ الأفاعي عادة إلى العزلة وعدم الخروج من موضعها، حيث تفضّل الابتعاد عن الحيوانات الأخرى كونها تفقد جزءاً من قوّة النظر لاختلالات تحدث في العين مع تغيّر في لون العين إلى اللون الأزرق، حيث أنها تصبح أكثر عدوانية لعدم قدرتها على تمييز الأشياء بصورة صحيحة، وفي هذه الأثناء تكون الأفاعي في طور عملية الانسلاخ التي يتم من خلالها حكّ الجلد القديم بجسم خشن يساعدها على الانسلاخ.

عادة ما تكون الأفاعي في فترة الانسلاخ الجلدي قليلة في تناول الغذاء ولا تقدم على الصيد حتّى لا تخرج من موضعها، حيث أن الجلد القديم يصبح باهتاً ومؤثراً في سلوك الأفاعي وكأنها تبحث عن طريقة ما للتخلص من هذا الجلد البالي لاستعادة السلوكيات النشطة مرّة أخرى، ولعلّ هذا الأمر يتعلّق في كيفية الحصول على الإناث من أجل التزاوج معها في موسم التزاوج على وجه الخصوص، حيث أن شكل الجلد يؤثر على عملية العرض والقبول.

في الختام تعتبر عملية الانسلاخ الجلدي لدى الأفاعي بصورة عامة من الأمور الهامة التي تؤثر على السلوك، وهي من العمليات الشاقّة التي تحتاج إلى جهد كبير وتغيّر في السلوك وصولاً إلى جلد جديد آخر تستعيد من خلاله الأفاعي نشاطها وسلوكياتها القديمة مرّة أخرى.


شارك المقالة: