على الرغم من اعتبار البطريق من الطيور لكونه يمتلك ريشاً قصيراً ومنقاراً يشبه منقار الطيور إلا أن طيور البطريق لا تستطيع الطيران شأنها شأن طيور النعام الضخمة، ولكن شتّان بين البيئة التي تعيش فيها طيور النعام التي تمتاز بأنها بيئة جافة قد تكون أقرب للصحراوية وما بين البيئة التي يتعايش فيها طائر البطريق وهي بيئة شديدة البرودة في القطبين الشمالي والجنوبي، وهي طيور يمكنها السباحة والتواجد داخل المياه الباردة لأوقات طويلة، ولكن ما هي السلوكيات التي يمتاز بها طائر البطريق التي تمكنه من التعايش في الأجواء الباردة؟
سلوك طائر البطريق في التعايش في الأجواء الباردة جدا
تلجأ معظم الحيوانات إلى الهجرة وترك المكان الذي تتواجد فيه هرباً من برد الشتاء وبحثاً عن الطعام الذي عادة ما يصبح شحيحاً مع بداية الشتاء، وعلى الرغم من ذلك هناك بعض الحيوانات التي يمكن لها التواجد في أكثر لأجواء برودة في العالم، فالطقس في القارة القطبية الشمالية يمكن التعايش فيه من قبل بعض الحيوانات مثل الدببة القطبية والفقمات وحيوان الوشق، ولكن الوضع في القارة القطبية الجنوبية مختلف تماماً.
تمتاز القارة القطبية المتجمدة الجنوبية بأجواء غاية في البرودة، إذ تصل درجات الحرارة لأقل من أربعين درجة مئوية وهي ما لا يمكن تحمّله لدى العديد من الحيوانات، وعلى الرغم من صعوبة الحياة هناك نجد أن لطائر البطريق صولات وجولات وطرق مختلفة في التعايش، فبرودة الطقس إلى درجات تصل لحد التجمّد وسرعة الرياح الكبيرة تجعل من الحياة هناك شبه مستحيلة، وعلى الرغم من ذلك فإن لطيور البطريق القدرة على تحمّل تلك البرودة الكبيرة مستعينة بطبيعة أجسادها ذات الدم الحار.
لا يمكن لأن يكون لطبيعة الدم الحار السبب في حماية طيور البطريق من الموت تجمداً في تلك الأجواء المخيفة، ولكنّ طبيعة أجساد طيور البطريق التي يعتلي لحمها طبقة سميكة من الدهون تعمل على حمايتها من البرد الشديد.
ليس هذا فقط بل أنّ ريشها القصير الذي يعتلي أجسادها والذي يبدو ناعماً إلا أنه سميك ويحميها من البرد الشديد ولا يمكن لقطرات المياه أو للثلج أن تلتصق بأجسادها، فهي عندما تغوص داخل المياه بحثاً عن طعامها لا تجد مشكلة في هذا الأمر كون الماء لا تدخل أجسادها ولا تسبب لها التجمد كون المياه باردة جداً.
كما وتفرز أجساد طائر البطريق مادة زيتية تحمي أجسادها من المياه المتجمدة، وهذه المادة الزيتية تساعدها على الدخول في المياه الباردة جداً وفي تحمل لعواصف المطرية أو الثلجية بصورة كبيرة تمنحها الحياة.