سلوك التواصل لدى الحيوانات بواسطة الفرمونات

كما هي الحال لدى الإنسان فالحيوانات لديها العديد من الوسائل التي تساعدها على التواصل فيما بينها والتعارف والتقارب والالتقاء، فطريقة التواصل لديها ليست لفظية بقدر ما هي خارقة للعادة ولا يمكن تخيّلها، فهي تعمل على تبادل المعلومات وإرسال الإشارات السرية فيما بينها من خلال روائح تخرج من أجسادها يتم إفرازها بصورة دقيقة للغاية تعمل على تشكيل وسيلة تواصل فيما بينها، فما هي الفرمونات، وكيف تتوصل الحيوانات من خلالها؟

ما هي الفرمونات التي تعتبر وسيلة للتواصل فيما بين الحيوانات

لكلّ كائن حي امتيازات وخصائص تختلف عن الآخر وهذا ما يجعله ذو نوع أو فصيل أو جنس يختلف عن الآخر، ولعلّ العلوم الحديثة وما تمّ استخدامه من قبل العلماء في سبيل الكشف عن هذه الخصاص هو ما جعل لعلم سلوك الحيوان العديد من الامتيازات التي لا يمكن أن نقرأها في أي تخصص علمي آخر.

فليس سهلاًَ أن ندرك بأنّ الحيوانات تعمل أجسادها الصغيرة منها والكبيرة، الطائرة والزاحفة، الأليفة والمفترسة على إفراز مواد كيميائية لها روائح خاصة لا يمكن التعرّف عليها إلا من خلال أبناء الفصيل أو النوع ذاته، فهذه المواد ذات التركيبة الكيميائية المعقّدة تحمل في ثناياها رسائل مشفّرة لا يمكن قراءتها إلا من خلال أبناء نفس الجنس.

فليس غريباً أن يلتقي ويتفاهم أبناء الجنس الواحد من الحيوانات بدقّة متناهية، فالفرمونات وسيلة تواصل فطرية لا يمكن أن ندرك مدى قدراتها الخارقة لدى الحيوانات ما لم نكن مطلعين على هذا الأمر من مسافة قريبة.

ما أبرز أنواع الفرمونات التي تنتقل بين الحيوانات

1. الفرمونات الضوئية أو المشعة

يعتبر هذا النوع من الفرمونات من الأنواع التي تستخدمها الحيوانات عندما ترغب في الاجتماع والتقارب في مكان محدّد، ويمكن للحيوانات أن تستخدم هذا النوع من الفرمونات عندما يكون الطابع العام لها هو العيش على شكل قطيع أو مجموعة، ويستخدم النمل هذا النوع من الفرمونات بصورة واضحة جداً على شكل مادة مشعّة ويمكن أن يستدل النمل على بعضه البعض من خلال إرسال هذه الروائح الكيميائية.

2. الفرمونات الدالة

يستخدم هذا النوع من الفرمونات عندما تعثر حشرة أو مجموعة من الحسرات على نوع ما من الطعام وترغب في إبلاغ باقي المجموعة بما تم العثور عليه، حيث يلتقط باقي المجموعة الرائحة المرسلة ويتم التعامل معها بصورة مذهلة تدلّ على قدرات تلك المخلوقات الخارقة في التعامل مع بعضها البعض بصورة في غاية الدقّة، وتعتبر الحشرات على وجه الخصوص أكثر الحيوانات استخداماً لهذا النوع من الفرمونات.

3. الفرمونات الملكية

تعتبر الفرمونات الملكية نوعاً آخر قام العلم الحديث بالاستلال عليه لدى قراءة خلايا النحل وأبرز التفاصيل التي تجعلها أكثر الحيوانات دقّة على وجه الأرض، حيث تعمل ملكة النحل على إفراز فرمونات خاصة من مناطق في الفم تعمل بصورة مباشرة على جذب أكبر عدد ممكن من الذكور في موسم التزاوج، ولا يمكن أن يتمّ التعرّف على طريقة جذب ملكة النحل للذكور إلّا من خلال دراسة ومعرفة هذا النوع من المواد الكيميائية الفطرية لدى الحيوانات.

4. الفرمونات الجنسية

تعدّ الفرمونات الجنسية أكثر أنواع الفرمونات انتشاراً بين الحيوانات، حيث تعمل الإناث بصورة خاصة على إفراز مادة كيميائية تسمح للذكور بالتقاط هذه المادة على الفور بهدف التواصل الجنسي بينهما، كما وأن الذكور تعمل في حالات أخرى على إفراز مثل هذه المادة بهدف جذب الإناث ودعوتها للتزاوج في مواسم معيّنة، حيث تشير هذه الفرمونات إلى أماكن تواجد الحيوانات بالتحديد والدعوة إلى التزاوج في مواسم معيّنة.

5. فرمونات التعايش والتواصل

أثبت العلم الحديث أنّ الحيوانات بكافة أنواعها وأنماطها وطريقة عيشها تعمل على إفراز روائح كيميائية تسهّل عليها عملية التفاهم والتواصل، وتعمل هذه الروائح أيضاً على إرسال معلومات تشير إلى وجود خطر داهم أو التنبؤ بوجود مشكلة لدى أحد الطرفين أو لدى المجموعة بصورة عامة.

وكثيراً ما نتفاجأ بتجمّع مجموعة من الحيوانات من مسافات بعيدة او قريبة لدى العثور على طعام أو فريسة أو بسبب وجود خطر حقيقي، ولعلّ السبب في ذلك هو الفرمونات التي يتمّ إخراجها من أجساد هذه الحيوانات بصورة مذهلة، كما وأن الثدييات من الحيوانات تقوم على استخدام هذه الروائح للاستدلال على بعضها البعص وإرسال رسائل خاصة فيما بينها بدقّة متناهية.