تقوم الحيوانات بالتكاثر إما عن طريق الولادة أو بالبيوض وفي كلا الحالتين تحتاج معظم الحيوانات وخاصة الثدييات والطيور والزواحف إلى الرعاية التي تساعدها على النمو بصورة طبيعية وصولاً إلى مرحلة النضج الجسدي والقدرة على مواجهة المصاعب، وتعتبر الحضانة من الأمور الغريزية التي تساعد الحيوانات على التكاثر بصورة طبيعية، والحضانة هي رعاية الحيوانات من نفس النوع والجنس لصغار بعضها البعض، فما هي أبرز السلوكيات التي تقوم بها الحيوانات فيما يتعلق بأمور الحضانة؟
سلوك الحيوانات في حضانة صغارها
لا تقوم بعض الحيوانات برعاية صغارها كلاً على حده، فالنحل مثلاً من الحشرات التي تعتني بصغارها عن طريق العاملات بصورة جماعية فيما يسمى بالحضانات، وكذلك الأسود التي تقوم اللبؤات برعاية صغار بعضها البعض بصورة جماعية، وكذلك هي لدى العديد من الطيور التي تقوم بعمل حاضنات جماعية تشبه المستوطنات في رعاية صغار بعضها البعض بصورة رائعة غريزية تثبت أن الحيوانات قادرة على التفكير وأنها تحمل عاطفة الأمومة التي تساعدها على الرعاية واستمرار المجموعة.
تقوم طيور البطريق في أكثر مناطق العالم برودة بعمل مستوطنات كبيرة يتواجد فيها الصغار الذين يتم الاهتمام بهم من قبل الأمهات الكبار بصورة جماعية، حيث تقوم الإناث برعاية صغار بعضها البعض فيما يسمى بالحاضنات، وفي ذلك الصدد من الطبيعي أن تعامل الحيوانات صغار بعضها البعض دون وجود أي تمييز أو مراعاة لصغار دون غيرهم، ولعل الطيور هي من أكثر الحيوانات التي تقوم بهذا الأمر على وجه الخصوص وكذلك الحشرات وعلى رأسها النمل والنحل.
يتعلق سلوك الحيوانات في الحضانة في توفير الغذاء للصغار وتوفير الحماية اللازمة لهم من الحيوانات المفترسة، وفي تلك المرحلة تكون الحيوانات في غاية العاطفة والحنان والتآلف فيما بينها، كما وأن الحيوانات في حالة الحضانة تقوم بتعليم الصغار عدد من السلوكيات التي تساعدها على الحياة ورعاية نفسها وحمايتها من الحيوانات المفترسة، ولكن لا تقوم العديد من الحيوانات في أمور الحضانة وتعتني الكثير منها بصغارها فقط.
في الختام تعتبر الحضانة من السلوكيات الفريدة التي تمتاز بها الحيوانات والتي تتعلق بقدرتها على توفير الحماية والغذاء والدفء لصغار بعضها البعض، وهذه السلوكيات يمكن رؤيتها لدى الطيور والحشرات والثدييات بصورة عامة، وهي تشير إلى قدرة الحيوانات على التفكير والتدبر والتعاطف مع بعضها البعض بصورة رائعة.