تعيش معظم الأسماك في البحار والمحيطات ويعيش جزء صغير في البحيرات والأنهار، وتعتبر درجة حرارة المياه عاملاً في محافظة الأسماك على طبيعتها طريقة تعايشها وعلى التوازن البيئي الموجود وفقاً لطبيعة المكان، وبالتالي فإنّ ارتفاع درجة حرارة المياه بصورة غير معتادة إلى وجود خلل في طبيعتها وفي سلوكها وفي الطريقة التي تحصل فيها على طعامها وفي حماية أنفسها، فكيف يمكن للأسماك أن تتعايش وفقاً لتغيرات درجة حرارة المياه؟
كيف يمكن للأسماك أن تتعايش وفقا لتغيرات درجة حرارة المياه
يعتقد البعض أن الأسماك عادة ما تبحث عن المياه الباردة أو المياه الحارة، وفي كلتا الحالتين الأمر غير صحيح كون الأسماك من الحيوانات التي عادة ما تحاول التعايش في المياه الدافئة أو المياه معتدلة الحرارة، وفي حالة اختلاف طبيعة الطقس بسبب برودة الجو أو حدوث الانجماد تحاول معظم الأسماك والحيتان الهجرة قاطعة آلاف الأميال بحثاً عن الأجواء الدافئة التي تسمح لها في الحصول على طعامها بصورة جيدة.
لا يمكن لمعظم أنواع الأسماك والحيتان أن تعيش في المياه الباردة مثل مياه القطبين الشمالي والجنوبي، كما ولا يمكن لها أن تعيش في المياه ذات درجات الحرارة المرتفعة، فأسماك القرش والحيتان مثل الحوت الأزرقوالحوت الأحدبوالدلافين لا يمكنها أن تتعايش في الأجواء الباردة، كما وأن التغيّرات المناخية التي حصلت في عالمنا مؤخراً أدّت بصورة كبيرة إلى ارتفاع درجات حرارة المياه إلى معدلات قياسية مما أثر سلباً على طبيعة الأسماك والحيتان والحيوانات البحرية بصورة عامة.
إنّ التغيرات المناخية التي حصلت نتيجة التلوّث البيئي والثورات الصناعية وتسّرب النفط داخل مياه البحار والمحيطات أدّى بصورة كبيرة إلى ارتفاع درجات حرارة المياه، وبالتالي فإنّ التغيّر في درجات حرارة المياه يؤدي إلى تغيّر في طبيعة الغذاء المتوفر في المياه وإلى تغيّر في سلوك الأسماك والحيوانات البحرية بصورة عامة بصورة سلبية، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من الحاجة إلى ضبط السلوكيات البشرية في هذا الصدد، ولعلّ الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين تؤثر بصورة كبيرة على درجات حرارة المياه وتؤدي إلى ارتفاعها وبالتالي التأثير عليها بصورة مباشرة.
