اقرأ في هذا المقال
تختلف الطرق التي تحصل من خلالها الحيوانات على الغذاء، فمنها من يحصل على طعامه من خلال أكل أوراق الشجر أو ثمارها أو الأعشاب بصورة طبيعية، وهناك حيوانات أخرى تحصل على طعامها من خلال القضاء على حياة حيوان آخر كونه يشكّل لديها طعاماً يتناسب وصراع البقاء، وقد استطاع الإنسان أن يتعلّم بعض مهارات الصيد من خلال مراقبة سلوك الحيوان وكيفية حصوله على طعامه من خلال افتراس الحيوانات الأخرى، وتختلف طرق وأشكال الصيد لدى الحيوانات، فما هي أشكال الصيد لدى الحيوانات المفترسة؟
أشكال الصيد لدى الحيوانات المفترسة
1. الصيد بصورة فردية
للصيد شكلين رئيسيين إحداهما فردياً وهو الأكثر شراسة ويحتاج إلى الكثير من القوّة للحصول على وجبة الطعام، حيث تقوم الحيوانات الكبيرة باصطياد فرائسها بصورة فردية مستخدمة قوّة أجسادها ومهارتها الفائقة في الصيد، وتعتبر الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور من أكثر الحيوانات قدرة على اصطياد فرائسها بصورة مذهلة.
وعادة ما تميل هذه الحيوانات إلى افتراس الحيوانات التي تفوقها حجماً لسهولة مطاردتها والقبض عليها، وهي تعتمد بصورة كبيرة على قوّة أجسادها وضراوة أسنانها وقوّة مخالبها وسرعتها الفائقة في القبض على الضحية، ولا تستطيع معظم الحيوانات مجاراتها في القوّة او الصراعات الفردية، كما وأنّها تفوق معظم الحيوانات في السرعة.
2. الصيد بصورة جماعية
تقوم العديد من الحيوانات الكبيرة منها والصغيرة بملاحقة فرائسها من خلال العمل بصورة جماعية على شكل قطعان أو مجموعات، وتعتبر الضباع والذئاب أكثر الحيوانات المفترسة قدرة على اصطياد الفرائس بصورة مذهلة، إذ أنها تملك الإمكانيات اللازمة التي تساعدها على الصيد بصورة جماعية متقنة، إذ يقوم أحد أفراد القطيع على عمل الكمائن اللازمة من أجل استدراج الضحية.
وتقوم مجموعة أخرى بعملية التمويه، وتعمل مجموعة ثالثة على المداهمة والافتراس بصورة جماعية تكون نسبة الخطأ فيها شبه معدومة، وعادة ما تقوم هذه الحيوانات بتناول الطعام الذي تحصل عليه من خلال قتل الفريسة بصورة جماعية، كما وأنّ بعض الحشرات تقوم بالحصول على فرائسها بصورة جماعية مذهلة، وتقوم بتقسيم الفريسة بين أفراد المجموعة بصورة متفق عليها مسبقاً.
أهم تقنيات الصيد لدى الحيوانات
1. حدة البصر
تحتاج الحيوانات المفترسة إلى نظر حادّ يساعدها على تحديد مكان الطعام الذي ترغب في الحصول عليه، حيث أنّ الحيوانات المفترسة من الثديات والطيور تملك قدرة كبيرة على النظر من مسافات بعيدة جدّاً وتعمل على تحديد مكان الفريسة بصورة مذهلة، حيث يعتبر الصقر أحمر الذيل والفهد من أكثر الحيوانات المفترسة قدرة على استخدام نظرها الحاد في تحديد مكان الفريسة من مسافات شاهقة، حيث يقوم الصقر بتحديد مكان الفريسة حتى ولو كانت سمكة قريبة من سطح الماء، وهذا الأمر يعتبر امتيازاً لا يحصل على الكثير من الحيوانات.
2. القوة الجسمانية
يحتاج الصيد إلى إمكانيات كبيرة من أجل الفوز بالفريسة، وتعتبر القوّة الجسمانية من السمات التي تمنح الحيوان المفترس الأفضلية في الصيد، حيث أنّ عملية الصيد لا يمكن أن تحصل بصورة سهلة كما يعتقد البعض، فكثيراً من الأحيان تحدث مواجهات مميتة تكون نتيجتها موت أحد الطرفين وخاصة بين الحيوانات المفترسة كبيرة الحجم.
فالنمور عادة ما تقوم باصطياد التماسيح ولكن هذه مغامرة محفوفة بالكثير من المخاطر، وقد تنقلب الأحداث وتصبّ لصالح التمساح وخاصة إذا كان من ذوي الأحجام الضخمة من المتمرسين في القتال وخاصة إذا حصلت المعركة في مستنقع أو بركة ماء، وتعتبر الأسنان والمخالب الحادة من أكثر الامتيازات التي يمتلكها الحيوان المفترس.
3. السمع الحاد
تستخدم الحيوانات المفترسة خاصية السمع الحاد كوسيلة يمكنهم من خلالها تحديد مكان الفريسة، ومعرفة أدّق التفاصيل التي تساعد في الحصول على الفريسة، إذ أنّ طائر البوم يستطيع أن يستمع إلى أدّق صوت يمكن للفأر أن يقوم به، وأن يعطيه الأسبقية في الحركة والمواجهة، كما وأنّ السمع الحاد وسيلة يستخدمها الحيوان المفترس لتحديد حجم الحيوان الذي يرغب في افتراسه ومعرفة الجهد الذي يمتلكه.
4. تحديد موقع الفريسة بصدى الصوت
تقوم بعض الحيوانات بتحديد مكان الفريسة من خلال صدى الصوت، إذ تعمل بعض الخفافيش التي تعمل على أكل الحشرات بإصدار أصوات تمكّنها من تحديد مكان الفريسة وسهولة الانقضاض عليها بعد ذلك.
5. إصدار أصوات تعمل على تغيير اتجاه الفريسة
تعمل بعض الحيوانات المفترسة على استخدام أصوات تعمل من خلالها على تغيير اتجاه الفريسة، والعمل بعد ذلك على عمل المين اللازم الذي يسمح لها باصطياده بسهولة، ومثال ذلك طائر البجع الذي يقوم بالرفرفة بواسطة جناحيه بشكل يعمل على إخافة الأسماك والذهاب إلى مناطق المياه الضحلة حيث يسهل على البجع اصطيادها.
أبرز أساليب الصيد لدى الحيوانات
1. الصيد بطريقة الكمين والانتظار
يعدّ هذا الأسلوب من أكثر الأساليب استخداماً لدى الحيوانات المفترسة، حيث تقوم الحيوانات المفترسة بعمل الكمائن الفردية أو الجماعية بصورة احترافية تساعدها على اصطياد الفريسة بصورة سريعة ومتقنة، حيث تعمل على التخفّي لتلافي هرب الفريسة أو خوفها وعدم اقترابها من مسرح عملية الافتراس.
وعادة ما تقوم النمور والأسود بعمل الكمائن اللازمة للحيوانات الأخرى في محاولة منها لانتهاز الفرصة المناسبة للانقضاض على الفريسة بصورة مستغلة عنصر المفاجئة وعدم قدرة الضحية على التفكير في طريقة للهرب، وتعمد الحشرات على استخدام هذا الأسلوب حيث تنتظر لساعات طويلة في محاولة رصد الفريسة بصورة سريعة وغير مكشوفة.
2. الصيد بالاعتراض
تعمل الحيوانات المفترسة على معرفة الاتجاه الذي من الممكن أن تسير الفرائس فيها، وتعمل بعد ذلك على اعتراض طريقها وقتلها بصورة احترافية، ويعتمد هذا الأسلوب في الصيد على السرعة وطريقة معرفة الاتجاه بصورة دقيقة.
حيث يمكن للنمور مثلاً أن تتوقع مسير بعض قطعان الثيران وتعمل على تحديد هدف افتراضي في من الممكن أن يسير في اتجاه ما، وتعمل بعد ذلك على قطع الطريق عليه بصورة مفاجئة توفّر عليه الكثير من الوقت والجهد وتمنحه الأسبقية في الحصول على الفريسة بطريقة سريعة.
3. الصيد بالملاحقة والانقضاض
تقوم الحيوانات المفترسة بعملية الصيد بصورة مباشرة، إذ تقوم على ملاحقة الفرائس الأقلّ قوة وسرعة بصورة مباشرة من خلال الانقضاض عليها بماشرة وقتلها، أو عن طريق ملاحقة إحدى الفرائس لمسافات قد تطول في بعض الأحيان إلى بعض الكيلومترات وفي مسارات متعرّجة.
وهي إحدى الطرق التي يمكن أن نشاهدها في المناطق المفتوحة التي تحتمل وجود الكثير من الحيوانات، وتعدّ هذه الوسيلة من الوسائل التي تحتاج إلى القوّة الكبيرة والسرعة والقدرة على الركض لمسافات طويلة.