تعتبر الطيور من أكثر الحيوانات انتشاراً عبر العالم، فهي قادرة على الطيران بصورة سريعة والانتقال من مكان لآخر معتمدة على سهولة الحركة بعيداً عن المخاطر في الجو، وتعتبر الطيور من أكثر الحيوانات إلحاقاً بالضرر في البشر من حيث تخريب المحاصيل الزراعية وخاصة الفاكهة، لذا عمد البشر ومنذ فترات بعيدة على قراءة سلوك الطيور ومعرفة الأشياء التي تخافها، ليتبين أن البشر هم من أكثر الأشياء التي تخشى الطيور مواجهتهم وتقوم بمغادرة المكان أو عدم الاقتراب منهم حال رؤيتهم، وهذا الأمر ساعد على مواجهة سلوك الطيور في حماية المحاصيل الزراعية.
سلوك الطيور في التعامل مع الفزاعة التقليدية
من المتعارف عليه أن معظم أنواع الطيور مثل العصافير وطيور الحمام والغراب وطائر الدوري وغيرها من الطيور تتغذى بصورة كبيرة على البذور والفاكهة، وهذا الأمر من شأنه أن يلحق ضرراً كبيراً بالمحاصيل الزراعية والفاكهة، فالطيور بصورة عامة تقوم بمداهمة المزارع وأكل الفاكهة بصورة تكفيها فقط وبالتالي إتلافها بصورة كبيرة بحيث لا يتم الاستفادة منها، وهذا الأمر يسبب مخاسر هائلة في الربح.
قام البشر باستحداث مجسمات تشبه شكل الإنسان ووضعها في المزارع من أجل تنفير الطيور ومحاولة تخويفها بوجود شخص في المكان الذي ترغب في الحصول على الغذاء منه، وبالفعل كان لهذا الأمر نتائج كبيرة ومنعت الطيور من الاقتراب من المحاصيل الزراعية ومن مزارع الفاكهة على وجه الخصوص، ولكن ليس لوقت طويل كون الطيور قرأت المشهد وأدركت أنها تتعامل مع جسد ثابت غير قادر على الحركة ولا يحدث أي أذى لدى الطيور.
إن التغير في سلوكيات الطيور من النفور والخوف إلى المراقبة والعودة مرة أخرى يشير إلى ذكاءها، فطيور الغراب ليست مثل العصافير الصغيرة التي لا تمتاز بالذكاء، فهي طيور ذكية وقادرة على المراقبة ولا يمكن التلاعب بأفكارها بدمية يدوية الصنع غير قادرة على الحركة، لذا نجد أن طائر الغراب من أول الطيور القادرة على كشف الفزاعة التقليدية، لذا نجد أن الحلول الآن أصبحت تعتمد في صنع فزاعات متحركة وتطلق أصوات من أجل تخويف الطيور، ويمكن للطيور الذكية مثل الغربان أن تكشف مثل هذه الخدع أيضاً.
في الختام تعتبر الطيور من الحيوانات الأكثر انتشاراً وقدرة على الحركة، فهي حيوانات ذكية لا يمكن خداعها لأوقات طويلة وخاصة طيور الغراب والببغاء، لذا فإن الفزاعة التقليدية من الممكن أن تنفّر الطيور لأوقات قصيرة فقط، وبعد ذلك تعود الطيور وتحصل على غذاءها كما تشاء إلا في حالة المتابعة من قبل البشر بصورة مباشرة.